التنويم المغناطيسي لعلاج التوحد

التنويم المغناطيسي لعلاج التوحد

26 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

سعاد عبد المنعم

خمس طرق يمكن أن يستخدمها مرضى التوحد لمواجهة التحديات بشكل أفضل.

النقاط الرئيسية

  • يمكن أن يصاب مريض التوحد بالقلق والتوتر نتيجة صعوبات في التعاملات الاجتماعية.
  • غالبًا ما يعاني أطفال التوحد من صعوبة التحكم في المشاعر الناتجة عن مواقف محبطة.
  • التواصل هو تحدى لمعظم مرضى التوحد نتيجة فشلهم في الملاحظة أو الفهم والاستجابة للإيماءات غير اللفظية.
  • يُستخدم التنويم المغناطيسي في علاج مرضى التوحد القادرين على التواصل لفظيًا.

التوحد هو اضطراب النمو العصبي الذي يسبب صعوبة في التعاملات الاجتماعية ومشكلات في الاتصال اللفظي والغير لفظي. غالبًا ما تفرز هذه الصعوبات أشخاص تتعامل بطريقه غير ملائمة اجتماعيًا، مما يؤدى لحياة تعيسة لهم ولذويهم.

يتنوع طيف التوحد من أشخاص غير لفظيين وغير قادرين تمامًا على التواصل، وعلى النقيض أشخاص ذوي قدرة هائلة على الإنجاز والعمل جيدًا في المجتمع على الرغم من تحدياتهم مع التعاملات الاجتماعية.

علاج التوحد يتضمن إدارة سلوكية وعلاجًا سلوكيًا إدراكي، وتدريب على المهارات الاجتماعية وعلاج نفسي وعلاج طبيعي، وعلاج النطق والكلام، وعلاج غذائي، وعلاج دوائي.

التنويم المغناطيسي يمكن أن يكون وسيلة مساعدة في علاج المرضى القادرين على التفاعل اللفظي ولديهم قصور عقلي من طفيف إلى متوسط.

يمكن أن يستخدم التنويم المغناطيسي للآتي:

تقوية الذات

يُصاب مرضى التوحد بالقلق والتوتر نتيجة الصعوبة في التعاملات الاجتماعية قد يشعرون بمنتهى السوء تجاه أنفسهم عندما يبذلون أقصى جهدهم، ومع ذلك للأسف يكون غير كافي.

ولتعزيز الثقة بالنفس لمرضى التوحد أعلمهم كيفية الدخول في حالة من التنويم المغناطيسي، ثم إعطاء أنفسهم تأكيدات إيجابيه مثل “يمكنني أن أتحسن بالممارسة” أو “فخور بنجاحي حتى الآن”.

وغالبًا ما نناقش قصيدة الشاعر رالف ويلسون “الحياة رحلة وليست غاية”، وأوضح أن البشر يتعلمون كيفية تحقيق السعادة بمجهوداتهم المبذولة من خلال تحقيق الهدف بدلاً من إحساسهم بالسوء نتيجة الفشل في تحقيقه.

الإيمان بالنفس

بتعليم مرضى التوحد حيلة العقل الباطن، فإنهم يدركون أن لديهم الكثير من الحلول الداخلية لمواجهة تحدياتهم والتي تعطيهم الإحساس بالأمل والثقة.

ونناقش أقوال المؤلف كريستيان لارسون: “آمن بنفسك وبكل قدراتك وأعلم أن بداخلك شيء أعظم من أي عائق”.

التهدئة الذاتية

غالبًا ما يعاني أطفال التوحد من صعوبة التحكم في المشاعر الناتجة عن المواقف المحبطة، فمثلاً يمكن أن يُحبط الطفل لعدم قدرته على توصيل احتياجاته ورغباته لوالديه أو معلميه، فبمجرد أن يحبط الطفل غالبًا ما يكافح للتعبير عن شعوره بطريقه لائقة اجتماعيًا كالتكلم مثلاً عما يشعر، وبالتالي يؤدى هذا الاضطراب العاطفي لانهيارات مستمرة كالصراخ أو البكاء أو أفعال عدوانية مثل الضرب أو تكسير الأشياء.

فالسلوكيات المتكررة الواضحة لبعض مرضى التوحد غالبًا ما تكون محاولةً لتهدئة النفس للتعامل مع القلق، لذا أُعلّم أطفال التوحد استخدام التنويم المغناطيسي لتحويل تفكيرهم عما يزعجهم إلى التفكير في شيء ممتع، وبالتالي بمجرد أن يهدأ الأطفال غالبًا ما يستطيعون التعبير عن أنفسهم بشكل مفهوم للآخرين.

تهدئة النفس باستخدام التنويم المغناطيسي مفيدة في تغيير عقلية المريض، وبالتالي تساعده في التعامل بشكل أفضل مع أنماط التفكير التقليدية والتي تمثل عقبات متكررة لمرضى التوحد.

 تعديل الاستجابة الحسية

يعاني كثير من مرضى التوحد من صعوبات الاندماج الحسي، مما يؤدى للتعامل بمبالغة مع المحفزات الطفيفة مثل الضوضاء والتلامس. وعلى العكس أحيانًا قد تؤدى مشاكل الاندماج الحسي لعدم التفاعل مع المحفزات، مما يدفع المريض لخوض تجارب حسية مثيرة مثل الدوخة أو الدوران أو القفز.

يُمكن للتنويم المغناطيسي تعديل استجابتهم الحسية، فعلى سبيل المثال بدلاً من أن يتخيلوا الزيادة والنقص في إحساسهم (مثل تخيل خفض مستوى الصوت للتعامل مع الضوضاء الصاخبة) يمكنهم تبديل إحساسهم بالتظاهر بمتابعة فيديو مفضل لهم أو شخصيتهم الكرتونية المفضلة التي لا تعاني من أي صعوبات في الاستجابة الحسية.

الانتباه بشكل أفضل

أحد الأسباب التي تجعل التواصل هو تحدى صعب لمرضى التوحد هو فشلهم في ملاحظة أو فهم أو التعامل مع الإيماءات غير اللفظية. فكثيرًا ألاحظ أن العقل الباطن لمرضى التوحد أكثر إدراكًا للإيماءات غير اللفظية من العقل الواعي، لذلك أُعلمهم كيفية الوصول لعقلهم الباطن والانتباه جيدا ًلما يدور بداخلهم أثناء مراقبتهم لتصرفات المحيطين بهم.

اجتماعهم مع بعض

قد يكون بعض مرضى التوحد شديدي الذكاء، ولكنهم نتيجة لمعاناتهم الاجتماعية قد يعانون من مشكلات سلوكية تزيد من صعوبة تحدياتهم. فعلي سبيل المثال الانهيارات العاطفية تؤدى إلى فوضي داخل الفصل الدراسي، مما يؤدى الى حرمانهم من الوجود في مدرسة عادية.

فأحد مرضاي شديدي الذكاء أصبح مزعجًا جدًا من مدرسته العادية ونُقل إلى مدرسة لذوي الاضطرابات السلوكية وللأسف وُضع في فصل لأطفال ذو قدرات عقلية مختلفة تمامًا، وبالتالي في هذا الفصل بدأ يتعلم بمستوى أدني من قدراته العقلية مما أدي لشعوره بالملل واختلاق مشكلات سلوكية.

قابلت هذا الشاب وهو بعمر 13 عامًا وعلمته كيفية استخدام التنويم المغناطيسي وعقله الباطن ليساعداه على الهدوء، وفى غضون شهور قليلة استطاع التحكم في سلوكه ووجهت والديه لإعادته إلى مدرسته لاستكمال دراسته الأكاديمية، وقد ساعدت عائلته في وضع خطة تعليمية خاصة به بالمدرسة الجديدة لتلبية رغباته العاطفية بشكل أفضل.

وبعد مرور سبع سنوات أتى هذا الشاب الصغير ليشكرني على توجيه والديه بنقله إلى مدرسة تستطيع استيعاب احتياجاته وأخبرني بأنه يدرس القانون في جامعة مرموقة.  

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: د. سعاد عبد المنعم

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!