يمكن للنعام أن يتكيف مع الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، ولكن ليس كلاهما

يمكن للنعام أن يتكيف مع الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، ولكن ليس كلاهما

3 يوليو , 2022

بالرغم من أن النعام مهيئ وراثيًا للتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، إلا أنه عندما تتقلب درجة الحرارة في كثير من الأحيان، كما هو الحال مع تغير المناخ، فإن النعام، والذي يزن 40 جرامًا، يواجه صعوبة في التكيف.

وأظهر فريق من الباحثين في جامعة لوند أن النعام حساس للغاية لتقلب درجات الحرارة خاصةً عند وقت التناسل. فإذا ارتفعت درجة الحرارة أو انخفضت 5 درجات أو أكثر عن درجة الحرارة المثالية البالغة 20 درجة، فإن قدرة هذه الطيور طويلة العنق على وضع البيض تتأثر بشكل ملحوظ.

في دراسة جديدة نُشرت في ساينس أدفانسس (Science Advances)، تعمق الباحثون بدراسة أسرار جينات النعام عن طريق مراقبة 1300 نعامة في جنوب أفريقيا على مدار عشرين عامًا. وتمكن الباحثون من إثبات أن الإناث وضعن بيضات أقل بنسبة 40% إذا تذبذبت درجات الحرارة إلى درجات حرارة منخفضة أو عالية.

ويوضح مادس شو، باحث في جامعة لوند وعضو في الفريق البحثي لهذه الدراسة بجانب تشارلي كورنواليس: “اكتشفنا أن الجينات التي تزيد من تحمل الحرارة تقلل أيضًا من تحمل البرودة والعكس صحيح. ولذلك، حتى لو تمكن النعام من التكيف للتعامل مع بيئة أكثر دفئًا، فهذا سيؤدي إلى إضعاف القدرات على التعامل مع الفترات الباردة”.

لذا، لن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة فحسب، بل وفقًا للنماذج المناخية الحالية، سيزيد أيضًا من تقلبات درجات الحرارة. وبناءً على ذلك، ستصبح قدرة الحيوانات على التعامل مع كل من الفترات الحارة والباردة أمرًا بالغ الأهمية لفرص بقائها على قيد الحياة.

وأضاف مادس شو: “ركزت الأبحاث السابقة على دراسة الفقاريات واستجاباتها الفسيولوجية والسلوكية لارتفاع درجات الحرارة، ولذلك فإن المعلومات حول الإمكانات الجينية للحيوانات على التكيف مع درجات الحرارة المتقلبة محدودة”.

ويجب الإشارة إلى أن التكيف التطوري مليء بالمقايضات، فالزيادة في حجم جسم ذكر الفيل، على سبيل المثال، يزيد من قدرته التنافسية، ولكنه في نفس الوقت يتطلب المزيد من الطعام. ويُظهر عمل باحثي جامعة لوند أن تحمل الحرارة العالية والبرودة مرتبطان في مثل هذا التوازن. إذا ثبت أن هذه ظاهرة عامة عبر الحيوانات، فستكون الحيوانات أكثر عرضة لتقلبات المناخ مما كان يعتقد سابقًا.

واختتم مادس شو بقوله: “لقد تحمسنا في البداية عندما اكتشفنا أن النعام يمتلك القدرة الجينية على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، ولكن لسوء الحظ النعام، اتضح أنهما لا يستطيعان فعل كليهما”.

ترجمة: عبير عبدالله الحقبي

المصدر: https://phys.org

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!