تحديد الخلايا الموجودة في الأوعية الدموية للدماغ والمسببة للحمى

تحديد الخلايا الموجودة في الأوعية الدموية للدماغ والمسببة للحمى

10 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

أماني علاّم

دقق بواسطة:

زينب محمد

حدد الباحثون في جامعة لينكوبينج الخلايا الموجودة في الأوعية الدموية للدماغ والمسؤولة عن حدوث الحمى في الفئران. نُشرت النتائج في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم PNAS، وأجابت على سؤال بقي طويلاً بلا إجابة حول الأعضاء المشتركة في حدوث الحمى.

يقول أندرس بلومكفيست، أستاذ متقاعد من قسم العلوم الطبية الحيوية والسريرية في جامعة لينكوبينج: “الجميع يصاب بالحمى بين الحين والآخر، إذا استطعنا فهم الآليات الكامنة وراء حدوثها سنستطيع أيضًا فهم كيفية عمل الأدوية والعلاجات الجديدة”.

الحمى هي استجابة الجسم للعدوى والالتهاب وآلية مقاومة الفيروسات والبكتيريا على سبيل المثال. عندما تصاب بالعدوى أو الالتهاب يفرز الجسم جزيئات تُعرف باسم سيتوكينات في الدورة الدموية. هذه الجزيئات أكبر من أن تعبر الحاجز الدموي الدماغي، وهو شبكة من الأوعية الدموية الصغيرة التي تحمي الدماغ من المواد الضارة. لكن الحمى مجرد عَرَض يصبح واضحًا بعد أن يصدر الدماغ إشارات. إذن كيف يكتشف الدماغ أن الجسم مصاب بالتهاب أو عدوى؟

قد نجد التفسير لذلك في المستقبلات الموجودة على السطح الخارجي للحاجز الدموي الدماغي والتي ترصد السيتوكينات. تمرر هذه المستقبلات الإشارة إلى خلايا السطح الداخلي لجدران الأوعية الدموية في الحاجز الدموي الدماغي والمعروفة باسم الخلايا البطانية.

ثم تبدأ الخلايا في إفراز جزيء يشبه الهرمونات (بروستاجلاندين E2) ينشط بدوره المستقبلات في منطقة الوطاء (تحت المهاد)، ويعمل كمنظم لدرجة حرارة الجسم، وعندها يبدأ تفاعل الحمى. ولكن لم يكن واضحًا في السابق ما إذا كانت هذه هي الآلية الوحيدة وراء حدوث الحمى.

سابقًا كان يُعتقد أن البروستاجلاندين يُنتج أيضًا في خلايا معينة في أعضاء مثل الكبد والرئتين لبدء تفاعل الحمى. لكن الآن أظهر الباحثون في جامعة لينكوبينج أن الأمر ليس كذلك. في دراسة أُجريت على الفئران ونُشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم PNAS، أظهر أندرس بلومكفيست وزملاؤه أن الخلايا البطانية للدماغ هي الوحيدة المطلوبة لحدوث تفاعل الحمى.

يقول أندرس بلومكفيست: “أجابت نتائجنا على سؤال طُرح منذ عدة عقود. سابقًا لم يكن هناك أي دليل على أن الخلايا البطانية للدماغ هي فقط المسؤولة عن بدء تفاعل الحمى. ولقد ملأنا هذه الفجوة الآن في معرفتنا”.

عمل الباحثون مع فئران معدلة جينيًا إذ قاموا بإزالة جينات معينة مسؤولة عن إنتاج البروستاجلاندين في الخلايا البطانية للدماغ. وحُقنت الفئران بعد ذلك بمواد موجودة في جدران خلايا بكتيريا معينة لحث تفاعل الحمى. لكن لم تُظهر الفئران المعدلة جينيًا أي تفاعل للحمي بعد الحقن.

سمح هذا للباحثين باستنتاج أن الخلايا البطانية ضرورية لحدوث الحمى، لكنها لم تُظهر إذا كانت كافية. لهذا السبب أجرى الباحثون الاختبارات على نموذج فأر آخر معدل جينيًا بحيث تكون الخلايا البطانية للدماغ هي فقط الخلايا التي تنتج البروستاجلاندين E2. فأظهرت الفئران تفاعلاً للحمى وهو ما يؤكد أن الخلايا البطانية للدماغ كافية فعلاً.

أصبحت هذه التجارب ممكنة باستخدام تقنيات متقدمة لإدارة وفحص حيوانات التجارب. وذلك عن طريق إدخال قسطرة وريدية جراحيًا وتسجيل درجة حرارة الجسم باستخدام القياس عن بعد، كما يمكن إجراء الحقن والقياسات دون التسبب في إجهاد الحيوان، مما يعني أنه يمكن ملاحظة تفاعل الحمى بدقة أكثر.

وأضاف أندرس بلومكفيست: “لطالما اعتقد الناس أن درجة حرارة جسم الحيوانات الصغيرة أعلى من درجة حرارة جسم الإنسان والثدييات الكبيرة الأخرى (حوالي 40 درجة مئوية). لكن القياسات كانت خاطئة حيث إن الحيوانات كانت متوترة أثناء العملية. أظهرت التقنيات التي استخدمناها أن الفئران لديها نفس درجة حرارة الإنسان”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أماني علام

لينكد إن: amany-allam

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!