العلاج بالمضادات الحيوية قد يجعلك أكثر عرضة للمشاعر السلبية

العلاج بالمضادات الحيوية قد يجعلك أكثر عرضة للمشاعر السلبية

12 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

سهير محمد

دقق بواسطة:

أماني نوار

وفقًا لدراسة أجرتها الدكتورة كاترينا جونسون ولورا ستينبيرجين في رتبة أستاذ مساعد، يُظهر من تناولوا مضادات حيوية في الأشهر الثلاث الأخيرة مشاعرهم السلبية بصورة أكبر. وقد يفسر ذلك كيفية زيادة المضادات الحيوية من خطر الإصابة بالاكتئاب.

فقد وضحت دراسات سابقة أن تناوُل المضادات الحيوية يؤثر تأثيرًا سلبيًا على البيئة الميكروبية في الأمعاء. وتشرح الدكتورة جونسون قائلةً: “قد يكون لها آثار أخرى على صحتنا، فنحن نعلم أن بكتيريا الأمعاء في الحيوانات والإنسان لا تؤثر على صحتهم الجسدية فحسب، لكنها تصيب العقل أيضًا، وتؤثر على المشاعر والإدراك”.

وقد درست كلًا من جونسون وستينبيرجين الطريقة التي يُظهر بها الأشخاص المحفزات العاطفية وما إذا كان هناك فروق في هذه الطريقة بينهم. بالاعتماد على ما إذا كانوا قد تناولوا جرعة مضاد حيوي مؤخرًا أم لا.

وكان المشاركون طلبة أصحاء من صغار السن، قد عولِجوا من أمراض بسيطة تشبه بعضها البعض. وتعافوا من العدوى عندما تقدموا للمشاركة في الدراسة.

وجدت الدراسة أن من تناولوا مضادات حيوية يُظهرون تعبيرات وجه سلبية. بل بالأحرى كانت تعبيرات وجههم حزينة بصفة خاصة.

تقول الأستاذة ستينبرج: “إن قياس كيفية اهتمام الأشخاص بالتعبيرات العاطفية المختلفة طريقة شائعة للغاية في علم النفس. فقد وضحت دراسات سابقة أن تناوُل المضادات الحيوية يؤثر بالسلب على البيئة الميكروبية في الأمعاء”. حيث كُشف عن ذلك عن طريق التغييرات غير الملحوظة في الطريقة التي يعبر بها الأشخاص عن المحفزات العاطفية. نعلم أن من يعبرون عن مشاعرهم السلبية، معرضون لخطر أكبر للإصابة بأمراض عقلية مثل الاكتئاب والقلق.

ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسات سابقة أن حتى تناوُل دورة واحدة من المضادات الحيوية يمكنها زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. وتضيف ستينبرج: “بالإضافة إلى الاضطراب الذي تسببه المضادات الحيوية للبيئة البكتيرية، نعلم أيضًا أن الالتهاب الذي يحدث بسبب عدوى يمكنه التأثير على المخ.

وعلى الجانب الآخر، بينت الدراسات أن من عولجوا بأدوية مضادة للفطريات أو الفيروسات غير معرضين لنفس خطر الإصابة بالاكتئاب. وهذا يعني أن المضادات الحيوية قد تكون سببًا للمزاج السيء.

وتختتم د. جونسون حديثها قائلةً: “بالإضافة إلى ذلك، نعلم من خلال الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن المضادات الحيوية يمكنها أن تسبب الاكتئاب”.

 وتوضح العلاقة بين العلاج بالمضاد الحيوي وارتفاع الاتجاه السلبي، العلاقة القوية بين الصحة الجسدية والعقلية. توصف المضادات الحيوية عادةً وهي مهمة لعلاج العدوى البكتيرية.

لذلك تركز نتائجنا على الحاجة لبحث أكثر عن الآثار النفسية المحتملة، خاصةً في ضوء تأثيرها المعروف على الميكروبيوم.

هل يؤثر العلاج بالمضادات الحيوية على المعالجة العاطفية؟

تعد المضادات الحيوية أحد أكثر الأدوية الموصوفة شيوعًا حول العالم، لكن وضحت الأبحاث أثرها الضار على الميكروبيوم البشري فيما يخص صحة الإنسان. وقد تبيَّن أن بيئة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأمعاء تنظم العمليات الفسيولوجية والعصبية.

ولأن الدراسات التي أجريت على البشر والحيوانات وضحت أن ميكروبيوم الأمعاء يمكنه أن يؤثر على العواطف والإدراك، يدور بحثنا عما إذا كان العلاج بالمضادات الحيوية مرتبط بالتغييرات في العمليات العاطفية والمزاج أم لا. وذلك من خلال عمل اختبارات فسيولوجية واستطلاعات رأي على 105 متطوعًا من الشباب البالغين.

ولأن الجهاز المناعي والإشارات العصبية يمكنهم توسط محور الميكروبيوم والأمعاء والمخ، يمكننا معرفة ما إذا كان هناك أي دليل على مثل هذه التغيرات في فسيولوجيا الأعضاء لدى المشارك.

واكتشفنا أن الأشخاص الذين تناولوا المضادات الحيوية في الثلاث أشهر الماضية كانوا أكثر اتجاهًا للإصابة بالحزن، أما على مستوى وظائف الأعضاء، فقد كان معدل نبض القلب مرتفعًا (رغم أن ذلك لا يتداخل مع العلاقة بالاتجاه السلبي).

بينما لا يمكننا استثناء الدور الممكن لعدوى سابقة، تتعلق نتائجنا في الأحوال كلها بالأبحاث التي توضح أن المضادات الحيوية مرتبطة بارتفاع فرص التعرض للاكتئاب والقلق.

تشير نتائجنا أيضًا إلى إدراج استخدام المضادات الحيوية كمعيار استقصاء في الدراسات التي تُجرى على المعالجة العاطفية وعلم النفس الفسيولوجي.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: سهير محمد

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!