تزداد احتمالية الولادة المُبكرة نتيجة التعرض لمادة الفثالات

تزداد احتمالية الولادة المُبكرة نتيجة التعرض لمادة الفثالات

10 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

هالة عبد اللطيف

دقق بواسطة:

أماني نوار

وفقًا للدراسة الجديدة المُقدمة من معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، التي تنص على أن السيدات الحوامل اللاتي تعرضن للعديد من المنتجات المُحتوية على مادة الفثالات أثناء الحمل قد ازداد خطر حدوث الولادة المُبكرة لديهن.

الفثالات، هي مواد كيميائية تستخدم في مُنتجات العناية الشخصية، مثل مُستحضرات التجميل، بالإضافة إلى المُذيبات والمُنظفات والمواد الخاصة بتغليف الأغذية.

ووجد الباحثون بعد تحليل البيانات المأخوذة من أكثر من 6000 سيدة حامل في الولايات المُتحدة الأمريكية؛ أن السيدات اللاتي لديهن تركيزات عالية من نواتج أيض الفثالات المُتعددة في البول كانوا أكثر عُرضة أن يلدن أطفالهن قبل ثلاثة أسابيع أو أكثر من موعد الولادة المُتوقع.

وذكرت كيلي فيرجسون، الحاصلة على درجة الدكتوراه واختصاصية أمراض الأوبئة لدى المعهد القومي لعلوم الصحة البيئية (NIEHS) وإحدى المساهمين بالمعاهد الوطنية للصحة، ومن أهم كبار مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة جاما لطب الأطفال قائلةً: “يمكن للولادة المُبكرة أن تكون أمرًا خطيرًا على كل من الطفل والأم، ولذلك من المهم معرفة عوامل الخطر حتى نتمكن من تفاديها”.

في هذه الدراسة، وهي أكبر دراسة حتى الآن عن هذا الموضوع، جمعت فيرجسون وفريقها البيانات من 16 دراسة أُجريت في جميع أنحاء الولايات المُتحدة التي اشتملت على بيانات المُشاركات في بحث فحص عوامل أيض الفثالات البولية قبل الولادة (التي ترمز إلى التعرض للفثالات) بالإضافة إلى الموعد المُحدد للولادة، كما حلل الباحثون البيانات من إجمالي 6.045 سيدة حامل اللاتي ولدن أطفالهن ما بين عام 1983 إلى 2018، فاتضح أن تسعة 9% (بما يعادل 539 سيدة) في الدراسة ولدن باكرًا قبل موعدهن الأصلي، وكُشف عن وجود نواتج أيض الفثالات في أكثر من 96% من عينات البول.

وارتبط وجود تركيزات عالية من مُعظم نواتج أيض الفثالات المفحوصة بزيادة احتمالات التعرض للولادة المُبكرة بعض الشيء، حيث وجِد أن تعرض السيدة الحامل لأربعة من المنتجات المُحتوية على الفثالات الإحدى عشرة يرتبط بزيادة احتمالية الولادة المُبكرة بنسبة 14 إلى 16%، وكانت النتائج أكثر تطابقًا للتعرض للفثالات المُستخدم على نحو شائع في مُنتجات العناية الشخصية، مثل طلاء الأظافر ومُستحضرات التجميل.

وقد استخدم الباحثون أيضًا النماذج الإحصائية لاتخاذ إجراءات تدخلية تحد من التعرض للفثالات، ووجدوا أن تقليل مستويات خليط نواتج أيض الفثالات بنسبة 50% يمكنه منع الولادة المُبكرة في المُتوسط بنسبة 12%، ومن الأمثلة على الإجراءات التدخلية المُستهدفة للسلوكيات، مُحاولة اختيار مُنتجات العناية الشخصية الخالية من الفثالات (إذا كانت مُسجلة على المُلصقات) أو أعمال تطوعية من قِبل الشركات لتقليل الفثالات في مُنتجاتهم أو قد يساهم عمل تغييرات في المُواصفات القياسية ولوائح القوانين في الحد من التعرض وحماية الحوامل.

وصرّح باريت ويلش، الحاصل على درجة الدكتوراه، وزميل ما بعد الدكتوراه لدى المعهد القومي لعلوم الصحة البيئية، والمُعِد الأول للدراسة قائلًا: “من الصعب على النساء تجنب هذه المواد الكيميائية نهائيًا في الحياة اليومية، ولكن قد أوضحت نتائجنا أنه حتى تقليل التعرض لها على نحو بسيط بين عدد كبير من السكان يمكنه أن يؤثر إيجابيًا على كلٍ من الأمهات وأطفالهن”.

يمكن للنساء اتباع بعض النصائح لتقليل تعرضهم لهذه المواد الكيميائية، مثل: تناول الأطعمة الطازجة والمنزلية، وتجنب الأغذية المُصنعة التي تصل في أوعية بلاستيكية أو مُغلفة، واختيار المُنتجات الخالية من العطور أو تلك المُلصق عليها عبارة “الخالية من الفثالات“. وبتغيير كمية المُنتجات وأنواعها المُحتوية على الفثالات يمكنه أيضًا الحد من التعرض لها.

وقد أجرى الباحثون دراسات إضافية لفهم كيفية تأثير الفثالات على الحمل بشكل أفضل، وتحديد ما إذا كانت هناك طرق فعالة للأمهات لتفادي تعرضهن لها.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. هالة عبد اللطيف السحيمي

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!