crossorigin="anonymous">
9 نوفمبر , 2022
إن إتاحة اللعب بالألعاب البلاستيكية المستعملة قد يشكل خطرًا صحيًا على الأطفال. وعندما اختبر الباحثون في جامعة غوتنبرغ عددًا كبيرًا من الألعاب المستعملة وأيضًا تلبيسات مصنوعة من البلاستيك وجدوا أن 84% منها تحتوي على السموم التي قد تسبب اضطرابًا في النمو والتطور وأيضًا في القدرات الإنجابية لدى الأطفال.
أوضح الباحثون أن تلك السموم تشكل عقبة أمام الاقتصاد الدوري في المستقبل بما في ذلك إعادة الاستخدام وإعادة التدوير أيضًا.
إن سلوك استعمل وتخلص المتبع حاليًا لهو هدرٌ لموارد الأرض واستنزافًا لها. في 2021، اعتمد البرلمان الأوروبي خطة عمل للاقتصاد الدوري. وتشجع الخطة على إعادة استخدام المنتجات والمواد، وإصلاحها، وإعادة تدويرها. لكن يبقى السؤال هل جميع المنتجات صالحة لإعادة الاستخدام مجددًا؟
نشر مؤخرًا باحثون من جامعة غوتنبرغ مقالة في مجلة هازردوس ماتيريالس أدفانسيس (Hazardous Materials Advances ) توضح بأن الألعاب المستعملة والتلبيسات قد تحتوي على الكيماويات السامة التي قد تسبب السرطان، أو تلف الحمض النووي، أو خلل في القدرات الإنجابية للأطفال في المستقبل.
إن تلك الكيماويات الخطرة المكتشفة احتوت على فثالات وبارافينات مكلورة قصيرة السلسلة، واستخدمت بصفتها ملدنات ومثبطات اللهب في الألعاب.
تُجري البروفيسورة باثني كارني ألمرث في جامعة غوتنبرغ بحثًا على الأثر البيئي للبلاستيك والكيمياويات البلاستيكية، وقد قامت بالدراسة البحثية في مركز متخصص لتقييم المخاطر الكيميائية المستقبلية واستراتيجيات إدارتها (FRAM). ولإجراء البحث اختار الباحثون 157 لعبة متنوعة منها قديمة وجديدة، وقاسوا محتوياتها الكيميائية.
وأظهرت الدراسة بأن غالب الألعاب والأصناف المستعملة (84%) احتوت على كمية من الكيماويات التي تجاوزت الحدود القانونية الحالية. كما أن مجموعًا من 30% من الألعاب والأصناف الجديدة تجاوزت أيضًا الحدود القانونية. ومع ذلك تبقى خطورة الألعاب المستعملة أشد.
وأوضحت باثني كارني آلمرث: “إن تركيز المواد السامة في الألعاب المستعملة كان أعلى بفارق كبير. على سبيل المثال، العديد من الكرات المستعملة وجد أن تركيز الفثالات فيها يشكل أكثر من 40% من وزن الألعاب؛ وهي أعلى من الحد المسموح بـمعدل 400 ضعف”.
حددت تشريعات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمحتوى الكيميائي للألعاب – تعرف بترشيد سلامة الألعاب- الكميات المسموحة لعدد من المواد الكيميائية التي وجدت في الألعاب؛ في محاولة لحماية صحة وسلامة الأطفال. حاليًا، وفقًا لترشيد سلامة الألعاب يقدر الحد المسموح في الألعاب الجديدة بـمعدل 0.1% بالوزن للفثالات و0.15% بالوزن للبارافينات المكلورة قصيرة السلسلة.
وأفاد الاقتصادي البيئي في جامعة غوتنبرغ دانيال سلانج قائلاً: “تشير الدراسة بأن إعادة الاستخدام والتدوير ليست بالضروة دائمة النفع. إن المضي أكثر نحو الاقتصاد الدوري يتطلب الحظر وغيرها من السياسات الإجرائية التي من شأنها التخلص من الكيمياويات الخطرة من بلاستيك وغيرها من المواد. ورغم صرامة ترشيد سلامة الألعاب في تقليل وجود الكيماويات الخطرة في الألعاب، إلا أنها كانت تنطبق فقط على الألعاب الجديدة دون المستعملة”.
المصدر: https://phys.org
ترجمة: مارية خان
مراجعة وتدقيق: ريم عبد الله
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً