ارتباط إدمان استخدام الفيسبوك والانستجرام لدى المراهقين بعدم المساواة

ارتباط إدمان استخدام الفيسبوك والانستجرام لدى المراهقين بعدم المساواة

9 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

سارة عبد الرحمن

دقق بواسطة:

سراء المصري

تزيد احتمالية الإصابة بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفيسبوك، والانستجرام، والواتس اب، وغيرها لدى المراهقين من عائلات فقيرة، وذلك حسب دراسة استعرضها النظراء نُشرت في صحيفة (معلومات وتواصل ومجتمع).

وفي دراسة تعد الأولى من نوعها، أوضحت النتائج بوجود رابط بين الفوارق المادية وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة، والوضع يكون أسوأ في المدارس التي يتضح فيها الفارق المادي والاجتماعي بين طلابها.

ويقول الباحثون-بناءً على دراسة طُبقت على أكثر من 179000 طالب مدرسة في 40 دولة- بأن النتائج تفيد إلى الحاجة لتطبيق استراتيجيات جديدة تقلل من تأثير الحرمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافوا بأن تصرف صناع القرار حيال الموضوع من شأنه أن يساعد في التقليل من السلوكيات المضطربة وغير الاعتيادية للشباب، وهذا يتضمن عدم قدرتهم على التقليل من استخدام الأجهزة أو الكذب على أصدقائهم وعوائلهم بشأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول الباحثة الرئيسية ميشيلا لينزي، الأستاذ المساعد من جامعة بادوفا في إيطاليا: “تشير هذه النتائج إلى الأضرار المحتملة لعدم المساواة -على مستوى الفرد والمدرسة والدولة- على إدمان مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأضافت: “يجب على صناع القرار التصرف حيال تقليل الفوارق المادية للحد من التصرفات غير الملائمة أثناء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”.

“مع استمرار انغلاق الفجوة الرقمية في العديد من الدول، فإن الفوارق الاقتصادية لا تزال قائمة وتظل عاملاً محددًا اجتماعيًا قويًا لصحة المراهقين، وتمثل المدارس بيئة مثالية لتعزيز السلوكيات الآمنة والجيدة عبر الإنترنت”.

يستخدم العديد من الشباب مواقع التواصل الاجتماعي يوميًا، وفوائد هذا الاستخدام وأضراره على الصحة موثقة جيدًا.

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي غير معترف به رسميًا بأنه إدمان سلوكي، ولكنه يُعد مشكلة صحية مضرة بالشباب.

وتهدف هذه الدراسة إلى البحث عن العلاقة بين الفوارق الاجتماعية والاقتصادية على المستوى الفردي والمدرسي والدولي، وبين إدمان مواقع التواصل الاجتماعي لدى الشباب.

بالإضافة إلى ذلك، قيّم الباحثون دور الدعم من الأقران والعائلة بمثابة وسيط في هذه العلاقة.

وطُبقت النتائج على 179,049 طفل أعمارهم 11 و13 و15 من أربعين دولة تتضمن معظم دول أوروبا وكندا. وجُمعت الأدلة من دراسة باسم “السلوك الصحي للأطفال في سن المدرسة”، وهي دراسة عالمية تعاونية من منظمة الصحة العالمية تُطبق كل أربع سنوات.

طلب الباحثون من الطلاب الإجابة على استبيان لغرض تحديد السلوكيات الشبيهة بالإدمان والمرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، أجاب الطلاب في الفصل على الاستبيان بدون الكشف عن هويتهم وجرى ذلك تحت إشراف أحد المعلمين أو المحاورين المدربين.

في حال ظهرت ست حالات أو أكثر لدى الطالب فهذا يعني أنه يعاني من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ضمن هذه الحالات هو الشعور بالاستياء عند عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم القدرة على تقليل استخدامها، واللجوء إليها عند الشعور بالضيق.

وقيست درجة الحرمان أو الفقر لدى عائلات الطلاب وذلك باستخدام دليل يعتمد على الأصول المادية في المنزل أو الأنشطة العائلية، ومن ضمن المعايير المستخدمة في الدليل هي عدد دورات المياه في المنزل، وكم مرة سافرت العائلة إلى الخارج لقضاء الإجازة خلال السنة الماضية.

قام الباحثون بقياس مستوى ثراء الدولة والدعم الاجتماعي من العائلة/الأقران، مثل الأقارب والأصدقاء. وأخذوا بعين الاعتبار نسبة الأشخاص الذين يستخدمون شبكة الانترنت في كل دولة.

وأوضحت النتائج أن المراهقين الذين يعانون من الحرمان أكثر من زملائهم ودرسوا في مدارس تتضح فيها الفوارق الاقتصادية عانوا أكثر من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

ارتباط الفارق المادي بين الطلاب في نفس الفصل ظهر بشكل أقوى في الطلاب الذيم لديهم دعم أقل من الأقران. ولكن الرابط بين عدم تساوي الدخل في الدولة وارتباطه بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فقط لدى الطلاب الأقل دخلًا.

قد يكون هناك العديد من الأسباب للربط بين الحرمان الاقتصادي وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي، إحدى النظريات التي اقترحها الباحثون هي أن مشاركة الصور أو مقاطع الفيديو لها وقع خاص مع المراهقين الأكثر حرمانًا لأنهم يربطونها بالسلطة والمكانة.

ويقترحون أن جهود الوقاية المرتكزة على المدرسة قد تستهدف الفروق الاجتماعية “الموضوعية والمتصورة” بين الطلاب.

ومن المهم أيضًا هو زيادة دعم الأقران، حيث وجده الباحثون عامل وقائي في العلاقة بين الحرمان النسبي وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سارة عبد الرحمن

تويتر: @_sara_ice

مراجعة وتدقيق: سراء المصري

تويتر: @Sarraa_mm


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!