هل تؤثر الألوان على مزاجنا وإدراكنا؟

هل تؤثر الألوان على مزاجنا وإدراكنا؟

18 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

دعاء الحسيني

دقق بواسطة:

زينب محمد

النقاط الرئيسية

  • تمت دراسة التأثير المحتمل للألوان على المزاج والمهارات المعرفية لسنوات.
  • كشفت الدراسات أن العمل تحت الضوء الأحمر يزيد من سرعة العثور على عنصر في قائمة، واللون الأزرق قد تم ربطه بمزيد من اليقظة الذهنية.
  • يمكن أن تؤثر الاختلافات الثقافية على كيفية استجابتنا للألوان.

قبل سنوات، زرت قريبة مسنة تعيش في فندق تم تحويله إلى نوع من منشآت المعيشة المستقلة (ولكنه يخلو من المرافق الموجودة في المنشآت المعاصرة)، كان المكان نظيفًا وصيانته جيدة، لكنني وجدت نفسي مكتئبة ومضطربة بعد زيارتها، عندما غادرت أدركت أن السبب هو أن القاعات وغرفة النوم كانوا مطليين باللون الوردي، كان اللون قويًا.

مع ذلك، الآن وبعد سنوات عديدة سررت برؤية اللون الوردي على الجدران المطلية حديثًا لمنشأة إعادة التأهيل التي مررت بها أثناء جولتي الصباحية مع كلبي، تسمح لي النوافذ الممتدة من الأرضية إلى السقف بالنظر داخل المنشأة أثناء تجديدها، على الأرجح جدران غرفة المعيشة كانت مطلية بلون يشبه عصير الفراولة، ولكن على عكس مساكن عمتي، كان اللون الوردي الناعم يتخلل ألواح ما يشبه النباتات (اصطناعية بالطبع)، لذلك يشبه نظام الألوان بأكمله بشكل أو بآخر نظام الحديقة، وبدلًا من الشعور بالاضطراب، شعرت بالهدوء.

تؤثر الألوان على مزاجنا، وفقًا للأبحاث الحديثة، من المحتمل أن تكون مهاراتنا المعرفية قد دُرست لسنوات، في مراجعته الشاملة للأدب العلمي، يقدم لنا إليوت دليلًا على أن الألوان قد تؤثر على الطريقة التي ننتبه بها إلى المهام التي يُطلب منا القيام بها، أو على السرعة التي نؤدي بها بالمهام، وتأتي معظم المعلومات من الدراسات المختبرية التي عادةً ما يُطلب فيها من الشباب الأصحاء إجراء سلسلة من الاختبارات، والتي تتم غالبًا على الكمبيوتر، ومع ذلك، ليس من المؤكد أنه يمكننا استنتاج من هذه الدراسات كيف يؤثر لون كالأحمر أو الأزرق على السرعة التي نقوم بها بضرائب الدخل أو موازنة دفتر الشيكات الخاص بنا.

يبدو أن اللونين الأحمر والأزرق هما اللونان المفضلان المستخدمان في الاختبار لأنهما لونان أساسيان، الأحمر هو لون طويل الموجة، والأزرق هو لون قصير الموجة، غالبًا ما يتم استخدام اللون الأبيض أو الرمادي كدواء وهمي (أو لون تحكم)، لأن المختبرين لا يتوقعون أن يؤثر اللون الأبيض، على سبيل المثال، على السلوك أو المزاج، كشفت العديد من الدراسات أن العمل تحت الضوء الأحمر قد يزيد من سرعة البحث عن عنصر معين والعثور عليه في قائمة، هل هذا يعني أنك إذا كنت تبحث عن نموذج ضريبي معين وضعته في صندوق أحذية، فستجده أسرع تحت الضوء الأحمر؟

لقد ثبُت أن الضوء الأزرق يزيد من اليقظة العقلية مقارنةً بالقيام بمهام مماثلة تحت الضوء الأصفر، واللون الأزرق على اللافتات يُفترض أنه يعطينا إحساسًا بالثقة وبمصداقية المنتج، وذلك رغم أننا لا نثق باللحم الذي تحول لونه إلى الأزرق كما يقول إليوت.

تم استخدام اللون في التأثير على رضا العملاء وسلوك الشراء لتخطيط ديكور مساحة داخلية، واستخدام مطعم/ مقهى يتم تجديده لاختبار استجابة أكثر من 250 مشاركًا لتأثير الجدران الداخلية المطلية باللون الأصفر أو البنفسجي، كان يُنظر إلى البنفسجي بشكل أكثر إيجابية من الأصفر، وبدا أن العملاء الشباب أكثر وعيًا ببيئة الألوان من المشاركين الأكبر سنًا.

ومع ذلك، من الصعب إجراء دراسات حول تأثير اللون على المزاج والسلوك لأن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على إدراك اللون، وأوضح كيف يرى الفرد اللون، يمكن أن تتراوح الحساسية للألوان من عمى الألوان أو نقص رؤية الألوان إلى الاستجابات الحساسة للغاية للاختلافات الصغيرة في درجة اللون، يحدث عمى الألوان بسبب انخفاض الخلايا العصوية والمخروطية في الشبكية، والتي تتعرف على الضوء، تتعرف الخلايا العصوية على الضوء والظلام بينما تتعرف الخلايا المخروطية على اللون، ينتج عمى الألوان عن نقص أو غياب الخلايا المخروطية، يتراوح غياب إدراك اللون من خفيف (حيث يتم رؤية الألوان في الضوء الجيد فقط) إلى عمى ألوان شديد حيث يتم رؤية كل شيء كدرجات من اللون الرمادي (كأفلام الأبيض والأسود).

تفقد العين المسنة أيضًا إدراك اللون، فقد يبدو اللون الأصفر لها أبيض وكذلك الألوان الفاتحة الأخرى، قد يجعل إعتام عدسة العين الألوان تبدو باللون البني أو الأصفر، أو يقلل من القدرة على التمييز بين الأزرق والأخضر والأرجواني مما يجعل تلك الألوان تبدو رمادية، يؤثر النوع على إدراك اللون أيضًا، النساء أكثر قدرة على التمييز بين التدرجات الصغيرة في لون معين، يمكن للمرأة أن تنظر إلى عينات طلاء للون الأبيض وتميز بين الأبيض الرمادي أو الكريمي بسهولة أكثر من الرجل.

يجب أن تؤثر هذه الاختلافات في إدراك الألوان، التي تتأثر بالعمر والنوع، على كيفية تأثير الألوان على مزاجنا وأدائنا، على سبيل المثال، قد لا تكون الدراسات التي أجريت على الذكور الذين تبلغ أعمارهم 30 عامًا ذات صلة بتلك التي أجريت على الإناث البالغات من العمر 84 عامًا.

يمكن أن تؤثر الاختلافات الثقافية أيضًا على كيفية استجابتنا للألوان، في وصفها للاختلافات الثقافية في رمزية الألوان، تخبرنا بيرنادين راكوما أن اللون الأزرق يُعتقد أنه يصد الشر ويعزز الشفاء في ثقافات الشرق الأوسط، أو قد يرتبط بإله كما هو الحال في الهندوسية، واللون الأحمر له ارتباطات مختلفة حسب الثقافة، في الثقافات الآسيوية، يرتبط الأحمر بالحظ والثروة وطول العمر، ويُحظر ارتداء الملابس الحمراء في الجنازات، من ناحية أخرى، يرتبط الأحمر بالموت في بعض البلدان الإفريقية، يختلف لون الملابس التي ترمز إلى الحداد اختلافًا كبيرًا بين الثقافات، يُرتدى الأسود في البلدان الغربية في حين أن الأبيض هو لون الحداد في العديد من الثقافات الآسيوية.

الإجماع بين علماء النفس الخبيرين بالألوان هو أنه لا يوجد إجماع، إن معرفة أفضل طريقة لتحسين المزاج وتضخيم مهاراتنا المعرفية هو عمل قيد التنفيذ، تؤثر العديد من المتغيرات على إدراكنا واستجاباتنا للألوان للسماح لنا بالادعاء بأن اللون X أفضل من اللون Y في جعلنا نؤدي بشكل أفضل أو أقل غضبًا، ولكن شخصيًا أود أن أقدم قضية لعدم طلاء كل غرفة وردهة في مسكن لكبار السن باللون الوردي القاتم.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: دعاء الحسيني

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!