النشاط البدني قد يساهم في تقليل نسب الإصابة بسرطان الثدي

النشاط البدني قد يساهم في تقليل نسب الإصابة بسرطان الثدي

25 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

سهير محمد

دقق بواسطة:

زينب الهواري

توصل بحث وُضعَ لإثبات العلاقة السببية ونُشِر في المجلة البريطانية للطب الرياضي، أن تعزيز النشاط البدني وتقليل وقت الجلوس يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى حدٍ بعيد.

وكانت النتائج – التي قامت على الدراسة العشوائية المندلية – متوافقة بصفة عامة مع جميع أنواع المرض ومراحله. وهو ما شجع الباحثون على التوصية بزيادة التركيز على ممارسة التمارين الرياضية كوسيلة للوقاية من سرطان الثدي.

العشوائية المندلية هي طريقة تستخدم المتغيرات الوراثية كوسيط لعامل خطر محدد، وفي هذا البحث استعان الباحثون بعامل “النشاط البدني” أو “السلوك الخامل” بحسب كل حالة، للوصول إلى أدلة جينية تدعم العلاقة السببية.

توضح الدراسات القائمة على الملاحظة أن الخمول البدني والسلوك غير النشط يرتبطان بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن إثبات أنهما يسببان المرض مسألة أخرى.

لذلك استخدم الباحثون العشوائية المندلية للتأكد من مدى ارتباط النشاط البدني مدى الحياة ووقت الجلوس بخطر الإصابة بسرطان الثدي عامةً، وبأنواع مختلفة من الورم خاصةً.

وشملت الدراسة بيانات 130.957 سيدة من أصل أوروبي: أُصيبت 96.838 منهن بأورام انتشرت موضعيًا (غزوية)، بينما لم تنتشر لدى 6667 سيدة، مع مقارنتهن مع 54.452 سيدة لم يُصَبن بسرطان الثدي.

شاركت السيدات في 76 دراسة تحت رعاية جمعية سرطان الثدي، وهو منتدى من الباحثين يهتم بالخطر الوراثي لسرطان الثدي.

ثم استند الباحثون إلى الدراسات التي نُشرت سابقًا واستخدمت الغالبية العظمى لبيانات البنك الحيوي للمملكة المتحدة عن التفسيرات الوراثية المحتملة للاستعداد الكلي للنشاط البدني أو الأنشطة البدنية العنيفة أو وقت الجلوس كما تقيسها أجهزة تعقب النشاط التي تُرتَدى على المعصم، للتنبؤ وراثيًا إذا كان المشاركون في الدراسة يمارسون نشاطًا بدنيًا أم لا.

ثم قيَّم الباحثون خطر الإصابة بسرطان الثدي عامةً، إذا كانت السيدة في فترة انقطاع الطمث أم لا ولنوع السرطان كذلك (إذا كان إيجابي للإستروجين أو البروجيسترون أو مستقبل عامل نمو البشرة  لدى البشر (HER 2)، أو إيجابي للثلاثة هرمونات) ومرحلته (حجم الورم ومدى انتشاره) ودرجته (درجة خلل خلايا الورم).

تضمنت هذه المجموعات لدراسة الحالة التصنيفات التالية: 23.999 سيدة قبل فترة انقطاع الطمث أو شبه انقطاع الطمث مصابات بسرطان الثدي الغزوي، و45.839 في فترة انقطاع الطمث مصابات بسرطان الثدي، و36.766 سيدة غير مصابات بالمرض.

في المجموع، كانت 46.528 من الحالات مصابات بأورام إيجابية لمستقبِل الإستروجين، و11.246 مسيطر عليها، و34.891 أورام إيجابية لمستقبِل البروجيسترون و16432 مسَيطر عليها، و6945 أورام إيجابية لمستقبل عامل نمو البشرة لدى البشر و33.214 حالة مسيطر عليها، و1974 حالة إيجابية للأنواع الثلاث، بينما كانت 4964 حالة سلبية للأنواع الثلاث.

كانت 42.223 سيدة مصابة بالسرطان القنوي أو المفصص الغزوي و8795 حالة مسَيطر عليها، و3500 سيدة مصابة بمرض سرطان الثدي القنوي الموضعي، و17.583 سيدة مصابة بالسرطان في المرحلة الأولى، و15.992 حالة بالمرحلة الثانية، و4553 حالة بالمرحلتين الثالثة والرابعة، و34.647 حالة لديها خلايا أورام غير طبيعية متوسطة، و16.432 حالة لديها العديد من خلايا أورام غير طبيعية.

وقد وضَّح تحليل البيانات أن المعدل الكلي المرتفع للنشاط البدني المتوقع وراثيًا مرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بسرطان الثدي الغزوي بنسبة 41%، دون أن يرتبط ذلك ارتباطًا كبيرًا بحالة انقطاع الطمث، أو نوع الورم، أو مرحلته، أو درجته.

بالمثل يرتبط النشاط البدني القوي المتوقع وراثيًا 3 مرات أسبوعيًا أو أكثر بانخفاض احتمال الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 38%، مقارنةً بعدم ممارسة النشاط العنيف. وكانت هذه النتائج متوافقة مع معظم مجموعات الحالات.

أخيرًا، ارتبط وقت الجلوس المتوقع وراثيًا بارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي بنسبة 104%. وكانت النتائج متوافقة مع أنواع الأورام السلبية لمستقبلات الهرمونات.

لم تتغير النتائج بعد تحليل العوامل في عملية الإنتاج التي تتم بجين واحد من اثنان أو الآثار الأكثر ظهورًا (تعدد النمط الظاهري) مثل التدخين وزيادة الوزن على سبيل المثال.

يقول الباحثون أن نتائجهم قد ترجع إلى تفسيرات بيولوجية ممكنة؛ إذ يشيرون إلى دليل منطقي يوضح العديد من العلاقات السببية بين النشاط البدني وخطر الإصابة بسرطان الثدي مثل زيادة الوزن أو السمنة والأيض غير المنتظم والهرمونات الجنسية والالتهاب.

ويقترح الباحثون: “تتداخل الآليات التي تربط بين وقت الخمول والسرطان جزئيًا على الأقل مع التي تستند إليها نفس العلاقة بالنشاط البدني”.

وتقدم نتائجهم دليلًا قويًا أن زيادة ممارسة النشاط البدني وتقليل وقت الجلوس يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ويستنتجون قائلين: “يوصى بزيادة النشاط البدني وتقليل وقت الجلوس للوقاية من السرطان. وتضيف دراستنا دليلًا أكبر على أن مثل هذه التغييرات السلوكية تقلل بصورة أكبر من معدلات الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل”.

ويتابعون: “إذا أردنا أن نتحكم بالسرطان بصورة أكبر، فيجب أن نركز على ممارسة النشاط البدني وتقليل وقت الجلوس، للوقاية من أكثر أنواع السرطان انتشارًا لدى السيدات”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سهير محمد

مراجعة وتدقيق: د. زينب الهواري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!