مخاطر استثنائية لسرطانات الثدي بعد الولادة

مخاطر استثنائية لسرطانات الثدي بعد الولادة

8 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

منة محمود

دقق بواسطة:

زينب محمد

من المرجح أن تنتشر سرطانات الثدي التي تظهر في غضون خمس سنوات من الولادة وتصبح مميتة. وتُظهر دراسة جديدة أيضًا، أن الولادة الحديثة تُعد عامل خطر مستقلًا لتفاقم سرطان الثدي.

تشير النتائج إلى أن المبادئ التوجيهية الإكلينكية الحالية التي لا تأخذ في الاعتبار بحالة ما بعد الولادة، ليست لديها القدرة الكاملة على تحديد خطر تكرار الإصابة بالسرطان، ولا على توجيه استراتيجيات العلاج الأمثل بدقة لدى المرضى صغار السن.

قالت الباحثة الرئيسية بيبر جاي شيدين، الحاصلة على الدكتوراه والمدّرسة بقسم بيولوجيا الخلية والنمو والسرطان في كلية الطب بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، ومعهد نايت للسرطان: “هذا له آثار عميقة على التشخيص”.

 وأضافت: “قد يتغير تشخيص النساء من حالة جيدة إلى أخرى خطيرة بعد الولادة”.

وقد نُشرت ورقة تصف هذا البحث اليوم في دورية جاما مفتوحة المصدر، والمحررون المشاركون الأوائل لهذه الدرسة هم: زانج زهينجين الحاصل على الدكتوراه وماجستير العلوم في الصحة العامة، سولانج باسال الحاصلة على درجة الماجيستير، وهم علماء معهد نايت للسرطان بجامعة أوريغون للصحة والعلوم.

وقد استطاع الباحثون تأكيد الرابط بين الحمل ونتائج سرطان الثدي عن طريق استخدام قاعدة بيانات سكان يوتا بالتعاون مع كين سميث، الحاصل على الدكتوراه والمحرر المشارك لهذه الدراسة والأستاذ في الدراسات الأسرية وعلوم السكان بمركز علاج السرطان بجامعة يوتا.  تجمع قاعدة البيانات بين الولادات على مستوى الولاية وسجلات الوفيات، وبين بيانات تسجيل مرض السرطان بيوتا وسجلات المرضى من سجلات المرضى الداخليين والمتنقلين على مستوى الولاية.

وتتضمن الدراسة النهائية التي تتضمن 2970 حالة مشخصة بسرطان الثدي عند عمر 45 عامًا أو أقل، 860 حالة لم تنجب من قبل. وقد قُسمت الحالات التي أنجبت قبل ذلك إلى مجموعات بناءً على ميعاد آخر ولادة: شُخصت خلال أقل من خمس سنوات من الولادة، أو خلال خمس إلى أقل من عشر سنوات، أو خلال عشر سنوات، أو أطول.

تزداد مخاطر الانبثاث (انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى من الجسم) بنسبة 50% بين الحالات التي شُخصت خلال خمس سنوات من الولادة، وكذلك مخاطر الوفاة المرتبطة بسرطان الثدي، وذلك بالمقارنة مع الحالات التي لم تنجب من قبل. حيث كانت زيادة مخاطر الانبثاث والوفاة غير مرتبطة بمرحلة الورم أو حالة مستقبلات الاستروجين وهي عوامل تعمل كمؤشر الآن لقياس مدى ضراوة السرطان، وتحدد العلاج المناسب.

وتُعرف سرطانات الثدي التي لا تحتوي على مستقبلات الاستروجين بأورام سلبية لمستقبل الاستروجين، وتُعد أكثر خطوة من الأورام الموجبة لمستقبل الاستروجين، لكن في مجموعة الدراسة، كانت نسبة النساء المصابات بتدهور في المرض متساوية في الأورام السلبية والموجبة لمستقبل الاستروجين. وليس عامل الخطر الرئيسي للانبثاث هو حالة مستقبل الاستروجين، بل تشخيص سرطان الثدي خلال خمس سنوات بعد الولادة.

قالت شيدين: “هذا لا يتفق مع كل شيء نعتقده ونعلمه عن الورم السلبي لمستقبل الاستروجين”.

وقد كشفت دراسة سابقة لشيدين وزملائها عن كيف أن التغيرات التي تحدث للثدي بعد الولادة يمكن أن تنذر بالإصابة بسرطان الثدي. حيث تخضع معظم الخلايا المفرزة للبن لعملية موت الخلية المبرمج في نهاية مرحلة الرضاعة، بما يسمى الالتفاف، وهي عملية التهاب تشبه التئام الجروح، وعن طريق الدراسات التي تستخدم نماذج الفئران، قد كشف معمل شيدين كيف أن عملية الالتفاف هذه تخلق بيئة معززة للأورام.

وباستخدام الباحثون لعينات من مرضى سرطان الثدي، وجدوا ما يدل على أن الالتفاف يخلف علامة دائمة على نمط النشاط الجيني في أنسجة الثدي، وذلك يمكن أن يمهد الطريق لانتشار الأورام.

وقد أوضح أيضًا فريق شيدين في دراسات الفئران، أنه عند تعافي الكبد من احتياجات الحمل والرضاعة، يصبح أرضًا خصبة لنمو الخلايا السرطانية الهاربة فيه. ويبدو أن عمليات مماثلة تحدث في الكبد بعد الولادة. وقد وجدت دراسة حديثة أنه قد شُخصت نسب عالية من الانبثاث الذي يحدث في الكبد خلال خمس سنوات من الولادة.

قالت شيدين: “إنها فرضية الضربتين، ويسبب الالتفاف هروب خلايا سرطانية أولية من الثدي. وهذه الخلايا تجد طريقها إلى الكبد ليصبح موطنًا لاستيعاب الأورام النقيّلية”.

يمكن أن تساعد مراعاة حالة ما بعد الولادة الأطباء في إجراء مزيد من التنبؤات عن ضراوة سرطان الثدي وتوجيه القرارت العلاجية، مثل ضرورة العلاج الكيمياوي بعد إجراء جراحة لإزالة الأورام.  وأشارت شيدين أنه قد تؤدي المعرفة إلى استراتيجيات علاج جديدة وأكثر فعالية.

وبمعرفة أن حالات ما بعد الولادة تكشف عن علامة مميزة للتعبير الجيني، قد يمَكن ذلك من صنع علاجات تستهدف خصيصًا مسارات الإشارات النشطة في سرطانات ما بعد الولادة.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة محمود

لينكد إن: menna-mahmoud

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!