بعد فترة من العمى، يمكن للمبصرين حديثًا التعرف فورًا على التحركات البشرية

بعد فترة من العمى، يمكن للمبصرين حديثًا التعرف فورًا على التحركات البشرية

3 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

رانيا دربالة

دقق بواسطة:

أماني نوار

يملك البشر حساسية عالية لتحركات الآخرين الجسدية. تُعد قدرتنا على فهم لغة الجسد أمرًا ضروريًا لنجاحنا الاجتماعي، حيث نعرف معلومات عن العواطف والتوقعات السلوكية من خلال إشارات دقيقة.

متى نطور قدرتنا على التعرف على التحركات البشرية وتمييزها عن أشكال التحركات الأخرى وكيف نفعل ذلك؟ يمكن لحديثي الولادة البالغين يومين فقط التمييز بين أنماط الحركات العشوائية والحركات المنسقة الشبيهة بالحيوانات. لكن اتضح أن قدرة التمييز بين التحركات الجسدية للإنسان والحيوانات الأخرى تظهر تقريبًا بعد خمسة شهور من الولادة فقط.

بناءً عليه اعتقد الكثير من العلماء أن الأطفال يتعلمون التعرف على التحركات البشرية أثناء الأشهر الأولى خلال التعرض البصري المتكرر.

تقترح دراسة قام بها باحثو معهد ماساتشوستس إمكانية إعادة النظر على الترتيب. تعد الدراسة جزءً من مشروع براكاش الذي أسسه بوان سينها، أستاذ في قسم المخ والعلوم المعرفية (BCS) في معهد ماساتشوستس، وهو برنامج منصب على المعالجة المبكرة لفقدان البصر عند الأطفال والبالغين.

تساعد الجراحات التي أُجريت في مستشفى الدكتور شروف الخيري للعيون في نيو دلهي، الهند، المرضى بالبدء في الرؤية في أواخر الحياة. إلى جانب الهدف الإنساني للمشروع، يساهم المرضى الذين يعانون من مشكلة المياه البيضاء بشكل كبير منذ الولادة في دراسات حول الإبصار. أتاحت مثل هذه الدراسة بين المرضى الذين أبصروا متأخرًا في حياتهم طريقة جديدة لدراسة تطورات المعالجة البصرية.

نُشرت ورقة بحثية في نيوروفسيولوجيا، من قبل باحثي معهد ماساتشوستس ومشروع باراكاش، وجامعة يورك تسعى إلى تحديد ما إذا كانت القدرة على تحديد الحركة البشرية تعتمد على التعرض البصري المكثف. شملت الدراسة متشاركيْن، تبلغ أعمارهم 7 و20 عامًا، كلاهما أصيب بالعمى تقريبًا منذ الولادة، كانا قادرين على الإحساس بالضوء الشديد فقط بما يكفي ليعبر خلال المياه البيضاء الكثيفة.

شاهد المتشاركون كجزء من الدراسة، فيديوهات تعرض أنماط الضوء التي تمثل الحركات المنسقة لمشي البشر، والحمام، والقطط، بالإضافة إلى أنماط حركية مشابهة تفتقر إلى شكل تركيب أجسام هذه الحيوانات. طُلب منهم بعد ذلك وصف ما رأوه.

شاهد المرضى الفيديوهات في عدة حالات قبل وبعد إزالة المياه البيضاء. قبل الإزالة، كان بإمكان الأشخاص المكفوفين رؤية الأضواء فقط عند النظر عن قرب، وعلى بُعد سنتيميترات من الشاشة. ومع ذلك لم يستطيعوا تحديد أي معنى من هذه الأنماط، التي تبدو لهم مجرد حركات ضوئية عشوائية بدون نمط متسق أو هيكل عام.

تمكن المرضى من تمييز تفاصيل مرئية بشكل أفضل مباشرةً بعد العملية، بسبب تحسن القدرة البصرية عندهم. عرف المريضان أنماط الضوء التي تمثل التحركات البشرية، في الدقائق الأولى من التعرض للرؤية بدون عائق فعل كلاهما ذلك ست من ثماني مرات. ونجحوا أيضًا في وصف أنماط التحركات البشرية حتى في حالة انقلابها رأسًا على عقب. تعرفوا فقط في هذه المرحلة المبكرة، على التحركات البشرية مع البنية التركيبية لجسم الإنسان. وعلاوةً على ذلك، لم يدركوا أنماط التحركات الحيوانية إطلاقًا.

يقول شلوميت بن عامي الذي تزعّم الدراسة، وهو باحث في مشروع براكاش وباحث سابق في معهد ماساتشوستس:”يمكن للمرضى الذين تعرضوا لتحركات بشرية محدودة للغاية قبل إزالة المياه البيضاء أن يتعرفوا عليها لأول مرة مباشرةً بعد الإزالة، بمجرد تحسن الرؤية بما يكفي لرؤية التفاصيل.

تقترح الدراسة أن التعرض طويل المدى ليس أمرًا أساسيًا للقدرة على تعريف الحركة البشرية”. ويضيف قائلًا: “تؤيد حقيقة أن المتشاركيْن يمكنهم تمييز التحركات البشرية رأسًا على عقب فكرة أن الخبرة المرئية لا يمكن أن تكون أساسية للاكتساب القدرة المرئية”.

يستكشف الباحثون حسابات ممكنة حول مدى إمكانية قدرة المشاركين على تعريف التحركات البشرية ولكن ليس حركة الحيوانات الأخرى. تتمثل إحدى الفرضيات، التي يفكرون فيها، في أن تعلم تفسير التحركات الجسدية للأشخاص الآخرين يعتمد على معرفة حركات الجسم وبنيته. قد تفسر هذه الفرضية عدم معرفة المشاركين التحركات الحيوانية بعد الجراحة لكن فقط التحركات البشرية وبنية الجسم البشري.

ذكر بن عامي الآتي: “يجب أن نحذر من القفز إلى الاستنتاجات الخاصة بالآلية المتضمنة هنا. بالرغم من أن النتائج موحية، إلا أنهم يحتاجون إلى التحقق بمجموعة مشاركين أكبر. لم تصمم هذه الدراسة للإجابة على الآلية التي توضح طريقة تعلم معرفة التحركات البشرية. مهم أيضًا أن نتذكر أن المرضى الذين كانوا كفيفين معظم حياتهم، لا تجري عليهم تقدم الرؤية بصورة طبيعية. لذلك قد يمكنهم معرفة معلومات عن تحركاتهم الجسدية كمصدر أكثر تأثيرًا من الآخرين”.

أوضح سنيها كبير مؤلفي الدراسة: “تتناول هذه الدراسة سؤالًا مثيرًا للاهتمام عن الرؤية: ما هي بداية التوزيع في تطوراتنا التنموية، وكيف نمثلها؟”.

وأضاف: “إنه لمن دواعي السرور أن مشروع براكاش وفر لنا فرصة للتعامل معه والعديد من الأسئلة حول كيفية تعلم المخ الرؤية. أتطلع لمزيد من العمل الذي يمكن أن يساعد في اختبار النتائج المثيرة للاهتمام حتى الآن”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: رانيا أحمد دربالة

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!