أربعة حالات مرضية متعلقة بأمراض اللثة

أربعة حالات مرضية متعلقة بأمراض اللثة

3 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

أمنية صبري

دقق بواسطة:

أميرة إبراهيم

قد تؤدي البكتيريا المسببة لأمراض اللثة إلى تكون اللويحات في الشرايين.

تعتبر أمراض اللثة واحدة من بين أشهر الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان، حيث تصيب ما بين 20 إلى 50% من الأشخاص حول العالم. وتنشأ هذه الأمراض عند تراكم البلاك على الأسنان، وهو عبارة عن طبقة رقيقة لزجة من البكتيريا.

تعد المراحل الأولية من أمراض اللثة (التهاب اللثة) قابلة للعلاج وإصلاح التلف الناتج عنها، ولكن قد يصاب بعض الأشخاص بمرض لثوي مزمن مدمر للثة، ويكون غير قابل للإصلاح، ويتطور حتى يؤدي إلى فقد الأسنان. وتُبين مجموعة كبيرة من الأدلة أن أمراض اللثة يمكنها أن تجعل الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بحالات مرضية خطيرة أخرى.

ونذكر فيما يلي بعض الحالات المرضية الشائعة المرتبطة بأمراض اللثة وكيفية ارتباطها.

1. مرض الزهايمر

أكدت العديد من الدراسات  والتحليلات التلوية الكبيرة أن أمراض اللثة المتوسطة أو الشديدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالخرف. مثال على ذلك، أوضحت دراسة أن الإصابة بأمراض اللثة المزمنة لمدة عشر سنوات أو أكثر ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنحو 70% أكثر من الحالات الأخرى غير المصابة. كما أظهرت الأبحاث عن الصلة بين أمراض اللثة وانخفاض القدرة الإدراكية بمقدار ستة أضعاف.

في البداية، كان يُعتقد أن البكتيريا مسؤولة بشكل مباشر عن هذا الارتباط. حيث وُجدت وحيدات الخلية البورفيرينية اللثوية (P. gingivalis)، وهي بكتيريا شائعة في أمراض اللثة المزمنة، في أدمغة الأشخاص المتوفين نتيجة مرض الزهايمر. كما وُجدت الإنزيمات البكتيرية السامة المسماة (gingipains)، والتي يُعتقد أنها تسبب تفاقمًا لأمراض اللثة حيث تمنع الاستجابة المناعية من التوقف وبالتالي استمرار الالتهاب.

ومع ذلك، لا يوجد تأكيد أيهما يفسر الارتباط هل هي البكتيريا الموجودة في الدماغ أو الاستجابة المناعية المُعدلة أو عوامل أخرى -مثل التلف الناتج عن الالتهابات الجهازية-. لكن العناية بصحة فمك قد تكون إحدى الطرق لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

2. أمراض القلب والأوعية الدموية

ترتبط أمراض القلب والأوعية الدموية ارتباطًا وثيقًا بأمراض اللثة.

في دراسة موسعة أجريت على أكثر من 1600 شخص تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ارتبطت أمراض اللثة بارتفاع خطر الإصابة بأول نوبة قلبية بنحو 30%. واستمر هذا الارتباط بعد ضبط الباحثون للحالات الأخرى (مثل السكري والربو)، أو العادات الحياتية (مثل التدخين والتعليم والزواج) المعروفة بأنها تُزيد من خطر إصابة الشخص بنوبة قلبية.

وجدت الدراسات مؤخرًا أن الالتهابات الجهازية التي تسببها أمراض اللثة المزمنة تحفز خلايا الجسم الجذعية على إنتاج مجموعة شديدة الاستجابة من العدلات (وهي نوع من خلايا الدم البيضاء الدفاعية المبكرة). وقد تُتلف هذه الخلايا بطانة الشرايين عن طريق إتلاف الخلايا المُبطنة لها، محفزةً بذلك تراكم اللويحات داخلها.

3. السكري من النوع الثاني

 إن أمراض اللثة من المضاعفات المعروفة للسكري من النوع الثاني، كما أن أمراض اللثة المزمنة تُزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

 أصبحت العمليات التي تربط المرضين محط تركيز الكثير من الأبحاث، حيث وُجد أن الالتهاب الذي يسببه أحدهما قد يؤثر على الآخر. فعلى سبيل المثال، يزيد داء السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بأمراض اللثة عن طريق زيادة الالتهاب في اللثة. كما وُجد أن أمراض اللثة تُساهم في ضعف إشارات الأنسولين وتسبب مقاومة الأنسولين مما يؤدي إلى تفاقم داء السكري من النوع الثاني.

أظهرت العديد من التجارب السريرية أن تنظيف الأسنان المكثف يساهم في تحسين ضبط مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري لعدة أشهر؛ مما يؤكد الترابط بين المرضين.

4. السرطان

ترتبط أمراض اللثة أيضًا بزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان.

فعلى سبيل المثال، أظهر المرضى الذين عانوا من تاريخ مرضي بأمراض اللثة من ارتفاع خطر إصابتهم بسرطان المريء بنسبة 43%، وارتفاع خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 52%. كما أظهرت أبحاث أخرى ارتفاعًا في خطر إصابة الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة المزمنة بأي نوع من أنواع السرطان بنسبة تتراوح  بين 14-20%. كما أظهرت نفس الدراسة ارتفاعًا في خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 54%.

ليس من الواضح سبب وجود هذا الترابط. يعتقد البعض أن الالتهاب سبّب ذلك لكونه العامل المشترك بين أمراض اللثة والسرطان.

 يُخل الالتهاب بالبيئة اللازمة لبقاء الخلايا سليمة وقادرة على القيام بوظيفتها، كما أنه العامل الذي يساعد في تطور أمراض اللثة ونمو الورم.

تحسين صحة اللثة

يمكن الوقاية من أمراض اللثة وإصلاح التلف الذي تسببه في المراحل الأولية.

على الرغم من عدم القدرة على تغيير بعض عوامل الخطر (مثل العوامل الجينية)، إلا أنك تستطيع تغيير أسلوب حياتك لتقليل خطر الإصابة بأمراض اللثة. فمثلاً، تقليل تناول السكر والامتناع عن تدخين التبغ والكحول وتقليل التعرض للضغط العصبي، يمكن أن يساعد في الوقاية.

 من المهم أيضًا معرفة أن بعض الأدوية (مثل مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم) قد تقلل إنتاج اللعاب، والذي بدوره قد يزيد خطر الإصابة بأمراض اللثة. يحتاج الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية إلى أخذ احتياطات إضافية، مثل استخدام جل أو بخاخات تُزيد إنتاج اللعاب، أو توخي الحذر أثناء غسل الأسنان بالفرشاة.

بالطبع، إن أكثر الأشياء أهمية التي يمكنك فعلها لحماية نفسك من الإصابة بأمراض اللثة (وبالتالي صحتك العامة) هي غسل الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان غني بالفلورايد، وعدم استخدام غسول الفم بعد الغسل بالفرشاة مباشرةً وعدم المضمضة بعد الغسل لإبقاء الفلورايد على أسنانك.

وسيمكنك التنظيف بين الأسنان في المنزل (بخيط الأسنان) وزيارة طبيب الأسنان بانتظام من الحفاظ على صحة فمك.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أمنية صبري

مراجعة وتدقيق: أميرة إبراهيم


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!