تقدم دراسة جينية دليلًا أن الكحول يسرع من الشيخوخة البيولوجية

تقدم دراسة جينية دليلًا أن الكحول يسرع من الشيخوخة البيولوجية

25 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

منة محمود

دقق بواسطة:

زينب محمد

تُعد الآثار قصيرة المدى لتعاطي الكحول معروفة جيدًا، لكن حتى الآن لم يكن من المؤكد إذا كان يسرع أيضًا من عملية الشيخوخة أم لا.

عادةً ما يكون هناك تحدٍ عند دراسة هذا الموضوع، بسبب نقص الطرق الموثوقة لقياس الشيخوخة البيولوجية، بالإضافة إلى أنه لم يكن واضحًا من الدراسات الاستطلاعية إذا كان الكحول هو المسبب الرئيسي لأي تأثير أم أن ذلك بسبب عوامل أخرى، مثل الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

نشر اليوم باحثون من مديرية شؤون الصحة العامة في أكسفورد نتائج تحليل جيني جديد يشير إلى أن الكحول يُسرع مباشرةّ من الشيخوخة وذلك عن طريق تدمير الأجسام الطرفية للحمض النووي، حيث نُشرت النتائج اليوم في الطب النفسي الجزيئي.

والأجسام الطرفية هي سلاسل مكررة من الحمض النووي تغطي نهاية الكروموسومات، وذلك لحمايتها من التلف. ويُعد طول الجسم الطرفي مؤشرًا للشيخوخة البيولوجية، حيث إنه تُفقد من 50 إلى 100 قاعدة حمض نووي عند كل مرة تتضاعف فيها الخلية. وعندما تصبح الأجسام الطرفية قصيرة جدًا، فلا يمكن أن تنقسم الخلايا مرة أخرى وقد تموت في بعض الحالات. وقد ربطت دراسات سابقة بين أطوال الجسم الطرفي والعديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، بما في ذلك مرض الزهايمر والسرطان ومرض الشريان التاجي.

درس الباحثون في هذا التحليل، العلاقة بين شرب الكحول وطول الجسم الطرفي لدى ما يقرب من 245 ألف مشارك في بنك المملكة المتحدة الحيوي، حيث استخدموا طريقة جينية تُدعى العشوائية المندلية تُطبق لأول مرة لدراسة آثار الكحول على الشيخوخة، وتستخدم هذه الطريقة مقاربات جينية للتنبؤ بمستوى التعرض لكل مشارك.

وقد استخدم الباحثون من أجل هذه الدراسة متغيرات جينية كان لها علاقة سابقًا بتناول الكحول واضطرابات تعاطيه في دراسات الارتباط الجينومي الكامل واسعة النطاق.

 وأجرى الباحثون أيضًا تقييمًا استطلاعيًا قائمًا على إقرار المشاركين بأنفسهم على تناول الكحول أسبوعيًا عند العمل؛ وذلك لتكملة دراسة العشوائية المندلية.

يوجد ارتباطًا كبيرًا في هذه الدراسة الاستطلاعية بين الإفراط في تناول الكحول وقصر طول الجسم الطرفي، ومقارنة تناول أقل من 6 وحدات من الكحول أسبوعيًا (حوالي كأسين كبيرين من النبيذ سعة الواحد 250 مل)، مع تناول أكثر من 29 وحدة أسبوعيًا (حوالي 10 كوؤس من كحول تركيزه 14% حسب حجم النبيذ سعة الواحد 250 مل)، مرتبطة بين سنة وسنتين من التغير المرتبط بالعمرعلى طول الجسم الطرفي.

لدى الأشخاص الذين شُخصوا باضطراب تعاطي الكحول، قصر واضح في أطوال الجسم الطرفي مقارنةً بالمجموعة الشاهدة، بما يعادل ما بين 3 و6 سنوات من التغير المرتبط بالعمر.

ترتبط كثرة تناول الكحول المتوقع وراثيًا بقصر طول الجسم الطرفي، على نحو مماثل في دراسة العشوائية المندلية، حيث ترتبط الزيادة من 10 إلى 32 وحدة أسبوعيًا بما يعادل ثلاث سنوات من الشيخوخة.

مع ذلك، يكون الارتباط بين تناول الكحول المتوقع وراثيًا وطول الجسم الطرفي، ذات أهمية فقط عند تناول أكثر من 17 وحدة أسبوعيًا، وذلك يشير إلى أنه قد يؤدي تناول كمية قليلة من الكحول إلى تدمير الأجسام الطرفية.

وقد وجدت دراسة العشوائية المندلية رابطًا وثيقًا بين اضطراب تعاطي الكحول المتوقع وراثيًا وطول الجسم الطرفي، مساوٍ لما يقرب من 3 سنوات من الشيخوخة.

كان معظم المشاركين سكيرين، فقط 3% لم يشربوها من قبل و4% كانوا يشربون سابقًا. 51% من الرجال، و49% من النساء، وكان متوسط العمر 57 عامًا.

وتقول رائدة الدراسة د.أنيا توبيوالا من مديرية شؤون الصحة العامة في أكسفورد: “تدعم هذه الاكتشافات الاقتراح القائل أن الكحول، خاصةً عند المستويات المفرطة يؤثر مباشرةً على طول الجسم الطرفي. وقد كُشف أن الأجسام الطرفية القصيرة عامل خطر قد يسبب عدد من الأمراض الشديدة المرتبطة بالعمر مثل مرض الزهايمر، وأظهرت نتائجنا جزءًا آخر من المعلومات من أجل الأطباء والمرضى الذين يسعون من أجل تقليل الآثار الضارة للتناول المفرط للكحول. علاوةً على ذلك، فإن جرعة الكحول ذات أهمية، حتى أنه قد يكون هناك فوائد عند تقليل تناولها”.

قيست أطوال الجسم الطرفي من أجل تحليل العشوائية المندلية والدراسة الاستطلاعية، باستخدام الكريات البيضاء (خلايا الجهاز المناعي) من عينات الحمض النووي التي جُمعت من المشاركين عندما وظفوا لأول مرة في بنك المملكة المتحدة الحيوي.

 قُدر تناول الكحول في تحليل العشوائية المندلية عن طريق فحص عينات الحمض النووي لعدد 93 متغيرًا جينيًا كان يتعلق سابقًا بتناول الكحول أسبوعيًا، إلى جانب 24 متغيرًا كان يرتبط سابقًا باضطراب تعاطي الكحول. ولأن هذه المتغيرات الجينية مخصصة بشكل عشوائي وثابتة قبل الولادة؛ فإن النتائج تعطي مزيدًا من الثقة أن الكحول يؤثر بشكل مباشر على طول الجسم الطرفي، أكثر من أي عامل مسبب مختلف.

ومع أن هذه النتائج لم تثبت على نحو قاطع أن الكحول يؤثر مباشرةً على طول الجسم الطرفي، إلا أنه هناك اكتشافين من هذه الدراسة يدعما هذا الإثبات.

1) قد وُجدت الآثار فقط لدى السكيرين بالفعل وليست لدى السكيرين السابقين أو الذين لم يتناولنها من قبل.

2) أن المتغير الجيني الأكثر تأثيرًا في تحليل العشوائية المندلية هو AD1HB، وهو جين أيض الكحول.

وتبعًا لفريق البحث، فإن الآلية البيولوجية المحتملة لكي تفسر تأثير الكحول على طول الجسم الطرفي، تزيد الإجهاد التأكسدي والالتهاب. حيث إن العملية التي تكسر الإيثانول في الجسم يمكن أن تنتج مركبات الأكسجين التفاعلية التي تدمر الحمض النووي، وتقلل أيضًا من مستويات المركبات المضادة للأكسدة التي تحمي ضد الإجهاد التأكسدي.

يقول د. ريتشارد بايبر، الرئيس التنفيذي لتغيير الكحول في المملكة المتحدة: “نرحب بجميع الأبحاث في آثار الكحول على جسم الإنسان وأوضحت هذه الدراسة المعنية الصلات الواضحة بين تناول الكحول والشيخوخة، كما تشير إلى رابط محتمل بين الكحول والزهايمر. ويصرح الباحثون بأن هذه الدراسة لا تثبت أي علاقة سببية، لكنهم صنعوا أيضًا قضية مدعمة بالأدلة عن الآلية البيولوجية المحتملة. وبوجه عام، فإن هناك مجموعة كبرى من العلوم توضح بالتحديد كيف يسبب الكحول تدهورًا كبيرًا في الصحة وأيضًا العديد من الوفيات المبكرة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة محمود

لينكد إن: menna-mahmoud

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!