crossorigin="anonymous">
1 نوفمبر , 2022
بحث جديد يقارن بين العلاج عبر الإنترنت والعلاج وجهًا لوجه.
حينما تفكر في عيادة الرعاية الصحية العقلية، فستتخيل بالطبع مريضًا مستلقيًا على كرسي مريح، يتحدث مع المعالج النفسي عن مشاكله. لكن اليوم، قد تجد المريض جالسًا نفس الجلسة ولكن أمام شاشة الكمبيوتر يمارس التمرينات العلاجية عبر الإنترنت.
لقد أصبح العلاج عن بُعد خيارًا متاحًا للأشخاص المصابين بمجموعة من المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية وتشمل: الاكتئاب، والقلق، والأرق. حيث يُقدَّم العلاج المعرفي السلوكي رقميًا، عبر تطبيقات هاتفية أو حاسوبية ذاتية التوجيه. يُنهي المرضى في بعض الحالات التمرينات العلاجية عبر الإنترنت دون الحاجة إلى مساعدة، وفي حالاتٍ أخرى يعمل المرضى باستقلالية، ولكنهم أيضًا يتلقوا الدعم المباشر من المعالج النفسي.
اليوم، وطبقًا للتحالف الأوروبي للصحة الرقمية، هناك أكثر من 20,000 تطبيقٍ رقمي للصحة العقلية متوفر على منصتي أندرويد وأبل.
زاد فجأة ممارسة العلاج عن بعد؛ خاصةً أثناء جائحة كوفيد-19 وذلك للعديد من الأسباب؛ فقد أدى الحظر، والذي كان ضروريًا وقت الجائحة، إلى زيادة الاحتياج لخدمات الرعاية الصحية النفسية. فعدد المعالجين النفسيين لم يكن كافيًا في العديد من المناطق لتلبية هذا الاحتياج المتزايد، كما أن الكثير من الأشخاص لم يرغبوا في رؤية المعالجين وجهًا لوجه خوفًا من الإصابة بكوفيد-19.
من الأنسب بالطبع أن تتلقى جلسة علاجك النفسية عبر الإنترنت، ولكن هل يكون لها نفس التأثير؟
طَرحت مراجعة منهجية جديدة السؤال نفسه؛ حيث دمج باحثون علم نفس ألمان بيانات من 106 دراسةٍ والتي تضمنت نحو 12,000 مريضٍ، لمعرفة ما إذا كان العلاج المعرفي السلوكي الرقمي يكافئ العلاج وجهًا لوجه.
بعد دمج البيانات بصفةٍ مبدئيةٍ، وَجد الباحثون أن العلاج وجهًا لوجه على الأرجح يقلل أعراض الاكتئاب ويحسن الأداء النفسي بشكلٍ ملحوظ، وذلك مقارنةً بالعلاج عن بعد.
لكن الباحثين لم يتوقفوا عند هذا الحد، فقد حللوا البيانات تحليلًا إضافيًا؛ ليقدموا بيانًا عن سمات المرضى المشاركين في كل نوع من أنواع العلاج، ويشمل ذلك: أعمارهم، وحدَّة الاكتئاب لديهم، والأدوية الموصوفة لهم. لم يجد الباحثون بعد هذه التحليلات فروقًا جوهريةً بين العلاج عن بعد والعلاج وجهًا لوجه؛ فقد وُجد أن كلا النوعين متساويان على الأرجح في تحسين أعراض الاكتئاب والأداء النفسي.
وقد وَجدت المراجعة جانبًا سلبية واحدة للعلاج عن بعد؛ وهو أن المرضى يكونون فيه أكثر عرضةً للتغيب عن حضور الجلسات مقارنةً بالعلاج وجهًا لوجه.
كما أظهرت النتائج أيضًا، أن العلاج عن بعد يكون أكثر تأثيرًا في النموذج المختلط والذي يشمل؛ تقديم الدعم الشخصي للمريض على مدار فترة زمنية طويلة، وحينما يكون المريض قد أكمل جميع الجلسات العلاجية الموصوفة له.
الخلاصة: طبقًا لأحدث الأبحاث، فإن العلاج المعرفي السلوكي عن بعد يبدو أن تأثيره مماثلًا لجلسات العلاج وجهًا لوجه. في حين أشار مؤلفي الدراسة إلى ضرورة اختبار هذا الاستنتاج، وذلك في إطار تجربةٍ سريريةٍ مصممة خصيصًا لمقارنة خياري العلاج.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: د. هبة الحسين
لينكد إن: heba-alhussein
مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً