نقترب خطوة أقرب لمنع طفيلي يسبب مرض النوم الإفريقي

نقترب خطوة أقرب لمنع طفيلي يسبب مرض النوم الإفريقي

9 يوليو , 2023

ترجم بواسطة:

صفاء الحربي

دقق بواسطة:

زينب محمد

يبدأ المرض بلدغة بسيطة من ذبابة التسي تسي، وهو شائع جدًا في شبة القارة الإفريقية وقبل أن يدركه الشخص تطوف طفيليات مجهرية دقيقة معروفة باسم (تريبانوسوما المثقبية) في مجرى دمه وتحوم حول جهازه المناعي

لأشهر وسنوات حتى تنتج هذه الطفيليات الحرة ذات الشكل الشريطي أعراض تكاد لا تذكر استعدادًا للاستيلاء على الدماغ.

عندما تغزو الطفيليات الدماغ أخيرًا تستكن في الأنسجة العصبية وتحدث العديد من المشاكل الإدراكية، بما في ذلك التغيرات الشخصية والاضطراب الوهمي والارتباك والهلوسات والاضطرابات الحركية والحسية والتشنجات.

يتصرف الأشخاص المصابين به في المراحل المتأخرة من المرض بأسلوب عصبي للغاية، لدرجة أن نوبات الغضب المفاجئة قد تضع أفراد الأسرة في خطر التعرض للعنف.

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، مجرد قطرة من الماء يمكن أن تصبح مؤلمة للغاية مما قد يجعلهم يصرخون من الألم. إنها حالة مرعبة تمامًا ولا يمكن السيطرة عليها ويزداد الأمر رعبًا بسبب عدم توافر العلاجات.

إذا تُرك هذا المرض دون علاج قد يؤدي للغيبوبة والموت في نهاية الأمر. يبدو أن اضطرابات الساعة البيولوجية تلعب دورًا كبيرًا في الأعراض خاصةً الأرق في الليل ونوبات النوم الزائدة خلال النهار. لهذا السبب يطلق على هذا المرض اسم “مرض النوم” أو بشكل رسمي أكثر المثقبيات البشرية الإفريقية HAT.

هناك أمل جديد يسعى لإبادة هذا المرض الآن، حيث عرف العلماء مرض النوم منذ أكثر من قرن. مع ذلك لا تزال محاولة فهم كيفية غزو الطفيلي للدماغ البشري مستمرة. تحدث المثقبيات الأفريقية البشرية HAT بسبب نوعين من المثقبيات المنتشرة، لكن معظم حالات اليوم تنشأ بسبب تريبانوسوما البروسية الغامبية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

يقال أن هذا النوع غالبًا يخترق حاجز الدماغ والدم، وهو الجدار الدفاعي الذي يحمي الجهاز العصبي المركزي من دخول السموم والمسببات المرضية. مع ذلك، تشير بعض الدراسات عن القوارض أن تريبانوسوما البروسية الغامبية قد تعبر فعليًا الحدود الدماغية الشوكية BCB وهي الحدود التي تفصل السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي عن أنسجة الدم.

بغض النظر عن طريقة دخوله للدماغ، حالما يصل الطفيلي للدماغ يصبح من الصعب جدًا استهدافه بالعلاج دون حدوث ضرر. اعتمد الأطباء في الماضي على علاجات سامة مثل الزرنيخ للتخلص من الطفيلي، مما تسبب في وفاة حوالي 5% من المصابين خلال العملية. كانت علاجات مرض النوم محصورة على حقن متعددة وأحيانًا في حقن في العمود الفقري، لسنوات عديدة. حتى في ذلك الوقت نجاح العلاج كان غير مضمون، فمن بين 30 و50% من المرضى الذين يتلقون هذه العلاجات يصابون به مرة أخرى.

تم اختبار دواء فموي جديد في التجارب السريرية في نهاية العام الماضي، وقد يكون هذا العلاج الجديد هو العلاج المنشود لمئات الأشخاص في أفريقيا الذين يشخصوا بهذا المرض المروع كل عام. يؤخذ العلاج مرة فقط وهو فعال بنسبة 95 % في علاج المرض. والأفضل من ذلك أنه هناك فرصة لوقف انتشار الأوبئة المستقبلية بإذن الله، مثل تلك التي أنهت حياة الآف العقود العشرة الماضية بين 1990 و1920. حاليًا تعهدت منظمة الصحة العالمية بالقضاء على مرض النوم بحلول عام 2023. 

صرح الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية جاك بيبان لإذاعة NPR في عام 2022:  “أن هذا سيكون صعبًا”. وأضاف: “عندما تحاول القضاء على مرض ما، فإن الخطوات الأخيرة هي الأصعب دائمًا، فمن الصعب للغاية وصول الحالات لصفر ولكن هذا لا يعني أنه لا يستحق المحاولة”.

كانت رغبة منظمة الصحة العالمية في الماضي هي القضاء على مرض النوم بحلول عام 2022، ولكن في ذلك الوقت كان الدواء الفموي الوحيد المتوفر للمرض يتطلب علاجًا لمدة 10 أيام.

 يؤثر مرض النوم على عدد قليل جدًا مقارنةً بالأمراض الأخرى، مما يعني أن شركات الأدوية لم تحصل على حافز كافٍ للبحث عن علاج أفضل. منذ عام 2013 عمل مسؤولي الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية بلا توقف لتغيير ذلك. يقول الخبراء الآن إن مرض النوم في طريقه للزوال، بسبب هذا الدواء الفموي الجديد والرائع. 

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: صفاء الحربي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!