حقائق عن لقاح الإنفلونزا بالتزامن مع موسم الإنفلونزا الحالي القاسي

حقائق عن لقاح الإنفلونزا بالتزامن مع موسم الإنفلونزا الحالي القاسي

27 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

أمير عبد الفتاح

أوضح خبراء تخصص الأمراض المعدية أن المؤشرات تنبأ بموسم إنفلونزا قاسي هذا العام، مما يجعل لقاح الإنفلونزا السنوي أكثر أهمية من ذي قبل.

قال دكتور وليام شافنير، المدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية: “يرقد المرضى المصابون بعدوى إنفلونزا شديدة في المستشفى مدة شهر تقريبًا مع بداية موسم الإنفلونزا عادةً”.

وأضاف: “من خلال رصد نشاط الإنفلونزا في أستراليا هذا العام، نتوقع أن موسم الانفلونزا سيأتي مبكرًا وقاسيًا إلى حدٍ ما. ونظرًا لاختلاف المواسم في الولايات المتحدة عن أستراليا، يبحث خبراء الأمراض المعدية بالقارة مدى نشاط الإنفلونزا القادم”. 

وتابع بقوله: “نتوقع موسم إنفلونزا شديد هذا العام على خلاف الموسمين السابقين المعتدلين إلى حدٍ كبيرٍ؛ وذلك لأننا كنا نمكث بالمنزل ونرتدي الأقنعة مع اتباع التدابير الاحترازية أثناء السفر وعدم ذهاب الأطفال إلى المدارس”.

وأردف: “سيعود الأطفال إلى مدارسهم بدون أقنعة، وسنسافر ونزور أصدقائنا وأقاربنا ونذهب إلى دور العبادة والمطاعم ونعود للعمل، سنفعل كل هذه الأشياء، مما يهيأ بيئة لانتشار فيروس الإنفلونزا”.

ولايزال كثير من الناس مترددين في أخذ اللقاح، ومن المؤسف معرفة أن نصف عدد المؤهلين فقط حصلوا على اللقاح ما بين موسم 2020-2021 وفقًا للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

إليك بعض المعلومات الهامة المتعلقة باللقاح التي قد تساعدك في حسم قرارك:

ما مدى فعالية لقاح الإنفلونزا؟

يبحث صانعو اللقاح كل عام في فيروسات الإنفلونزا المنتشرة في أستراليا، لتخمين السلالات السائدة عندما ينتهي موسم الإنفلونزا في الولايات المتحدة، وذلك لتفاوت مواسم الإصابة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي عن الشمالي حيث تحدث أولاً في استراليا.

أوضح دكتور شافنير قائلاً: “نحاول توقع ما هي السلالات الأكثر انتشارًا خلال تسعة أشهر من الآن، لأخذها في الاعتبار عند تصنيع اللقاح، نحن جيدون في إصابة الهدف لكن هناك بضع سنوات أخطأنا فيها مما أثّر بالسلب على فعالية اللقاح”.

ويؤكد الخبراء عمومًا على أن لقاح الإنفلونزا يقلل من عدد المرضى بنسبة تتراوح من 40% إلى 60% وتشير أرقام العام الماضي إلى أن اللقاح حقق فعالية أقل بكثير من المتوقع، حيث وفّر حصانة بنسبة 35% تقريبًا من سلالات إنفلونزا A المنتشرة، وفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

مما يعني أنه لايزال يوفّر حماية قوية ضد الأمراض الشديدة ويُغني عن العلاج في المستشفى.

وحسبما صرّح مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن اللقاح قد نجح في منع نحو 7.5 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا، و3.7 مليون زيارة طبية متعلقة بالإنفلونزا، و105,000 حالة دخول للمستشفى بسبب الإنفلونزا، و6300 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا 2019-2020.

علاوةً على ذلك، أظهرت دراسة أجريت عام 2021 أن مرضى الإنفلونزا الحاصلين على التطعيم أقل عُرضة بنسبة 26% للدخول لوحدة العناية المركزة وانخفاض خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا بنسبة 31% مقارنةً بالأشخاص غير الملقحين.

قال شافنير: “سيأتي مرضاي بعد موسم الإنفلونزا ويشتكون – لقد قمت بتطعيمي ضد الإنفلونزا، ومع ذلك لديّ إنفلونزا! وسأجيبه حينها بكل سرور موضحًا له الأمر”.

ما أفضل وقت للحصول على لقاح الإنفلونزا؟

أفاد شافنير قائلاً: “يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بضرورة الحصول على اللقاح بشهر أكتوبر مشيرًا إلى أنه أفضل شهر للتطعيم ضد الإنفلونزا”.

 وأضاف ناصحًا: “من الأفضل الحصول على اللقاح مبكرًا قدر الإمكان للوقاية من الإنفلونزا. وفي الواقع قد بدأ موسم الإنفلونزا مبكرًا هذا العام مع مراعاة توسيع نطاق مفعول اللقاح ليدوم إلى ما بعد فبراير، والذي عادةً ما يكون شهر الذروة للإنفلونزا في الولايات المتحدة”.

وتابع بقوله: “لكن إذا فاتك أكتوبر فلا تدع ذلك يمنعك من الحصول على اللقاح، قد يستغرق الأمر من 10 إلى 14 يومًا حتى يعزز حماية جهاز المناعة لديك. وإذا فاتك القيام بذلك في أكتوبر لسببٍ ما، يُرجى محاولة الحصول عليه بأي وسيلة؛ لأنه كما قلت بشكل عام تبلغ ذروة الإنفلونزا في الولايات المتحدٍة في فبراير”.

هل الحصول على لقاح كوفيد جنبًا إلى جنب مع لقاح الإنفلونزا السنوي آمن؟

يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن يحصل الناس على لقاح كوفيد الجديد ثنائي التكافؤ، بالإضافة إلى لقاح الإنفلونزا السنوي هذا الخريف.

وأفاد شافنير في هذا الصدد قائلاً: “لقاح الإنفلونزا لا يمكنه الحماية من كوفيد، ولا يستطيع لقاح كوفيد الحماية من الإنفلونزا. إنهما فيروسان منفصلان، وعليك الحصول على كلا اللقاحين هذا العام؛ إذ نطلب من الجميع رفع الهمة وتشمير السواعد”.

وأضاف: “ليس الحصول على كلا اللقاحين آمنًا فحسب، بل يمكنك الحصول على كليهما في نفس الزيارة إلى طبيبك، أو الصيدلية، أو الوحدة الصحية”.

وتابع قائلاً: “إذا أردت الفصل بينهما فلا يوجد فاصل زمني مطلوب بين الاثنين؛ إذ يمكنك الحصول على واحد اليوم والآخر غدًا -إن أردت- لكنني أُذكّر الناس دائمًا أن تأجيل الحصول على اللقاح، يتعذّر الحصول عليه فيما بعد للأسف؛ لذلك عليك بذل قصارى جهدك في الحصول على كليهما”.   

كم تكلفة الحصول على جرعة اللقاح؟

أوضح شافنير مشيرًا إلى أن برامج الرعاية الصحية والمساعدة الطبية للفقراء ومعظم خطط التأمين الصحي الخاصة تغطي لقاحات الإنفلونزا كإجراء صحي وقائي مجاني، كما أن تكلفة التطعيم أقل بكثير من تكلفة زيارة الطوارئ أو دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا”.

يمكن للأشخاص الذين ليس لديهم تأمين صحي الحصول على لقاح الإنفلونزا مجانًا من قسم الصحة المحلي.

هل يجب على كبار السن الحصول على لقاح الإنفلونزا؟ وماذا عن النساء الحوامل أو الأطفال الصغار؟

الأشخاص ذوي أعمار 65 فما فوق، هم الأكثر عُرضة للإصابة بالإنفلونزا الشديدة التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات قاتلة مثل الالتهاب الرئوي، كما تزيد الإنفلونزا أيضًا من خطر إصابة كبار السن بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

أوصت اللجنة الاستشارية للتحصين التابعة لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها هذا العام لأول مرة بشكل خاص، بثلاثة لقاحات إنفلونزا قوية المفعول لكبار السن، وصُممت هذه اللقاحات خصيصًا لتوفير استجابة مناعية أقوى.

وقال شافنير: “إذا نظرت إلى الوراء للأشخاص البالغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا خلال الثلاثة أعوام الماضية، ستجد أن 80% من هؤلاء السكان قد تلقوا بالفعل أحد هذه اللقاحات الثلاثة؛ لذلك كان الممارسات الطبية تتحرك في هذا الاتجاه بطريقة ثابتة بالفعل”.

وأضاف قائلاً: “لكن هذا العام لأول مرة، يجب عليك الحصول على أحد هذه اللقاحات إذا كان عمرك 65 عامًا أو أكبر والحصول على اللقاح العادي في حالة عدم توفر أحد هذه اللقاحات”.

يجب أن يحصل الأمهات الحوامل أيضًا على اللقاح لحماية أنفسهن من مضاعفات الحمل الناتجة عن الإنفلونزا وتوفير الحماية المبكرة لمواليدهن.

أوضح شافنير: “أظهر عدد من الدراسات الآن مع شمولية كبيرة أن لقاح الإنفلونزا الذي يتم إعطاؤه أثناء الحمل آمن على حدٍ سواء لكل من الأم والطفل”.

ولاحظ أن النساء الحوامل المصابات بالإنفلونزا لديهن معدلات مضاعفات مماثلة لتلك الموجودة بين كبار السن.

وقال: “بعبارةٍ أخرى، هناك خطر متزايد من مضاعفات الإنفلونزا ببساطة بسبب حملهن”.

وأضاف: “علاوةً على ذلك، فإن الأجسام المضادة التي أنشأتها الرئتان تعبر المشيمة وتذهب إلى المولود الجديد، من أجل حمايته خلال 4 إلى 6 أشهر الأولى من حياته؛ لذلك من خلال تطعيم المرأة الحامل فإنك لا تحميها فقط، بل تحمي المولود الجديد أيضًا؛ أي حماية ثنائية الأبعاد”.

وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها؛ يصبح الأطفال مؤهلين للحصول على لقاحات الإنفلونزا في سن 6 أشهر، حيث يمكن أن تنقذ حياتهم. حيث وجدت دراسة أجريت عام 2012 أن لقاح الإنفلونزا يقلل من خطر إصابة الطفل بالإنفلونزا التي تهدد حياته بنسبة 75%، بينما وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن لقاح الإنفلونزا يقلل من الاستشفاء المرتبط بالإنفلونزا بنسبة 41% بين الأطفال.

ما هي الآثار الجانبية المتوقعة؟ هل يسبب لقاح الإنفلونزا الإصابة بالإنفلونزا؟

أوضح شافنير: “إنها أسطورة حضرية وريفية مستمرة بشكل غير عادي أنه يمكنك الحصول على الإنفلونزا من الإنفلونزا؛ هذا ببساطة مستحيل بيولوجيًا”.

ولاحظ أن غالبًا ما يعتقد الناس أنهم أصيبوا بالإنفلونزا من تطعيمهم مشيرًا إلى أن الآثار الجانبية للقاح تشبه تلك الخاصة بحالة الإنفلونزا.

وأضاف: “بعض الناس يعانون من القليل من الصداع، وربما يصابون بالحمى ويشعرون بالتحسن في اليوم التالي، هذه ليست إنفلونزا، ولكن نتيجة استجابة جسمك للقاح”.

واختتم قائلاً: “إن شعورك بألم في الذراع وبعض الاحمرار أو التورم في موضع الحقن، هي من الآثار الجانبية الشائعة الأخرى للقاح”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أمير عبد الفتاح إبراهيم

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!