crossorigin="anonymous">
27 أكتوبر , 2022
يعد مرض التصلب المتعدد أحد الأمراض المحيرة التي تصيب الجهاز العصبي؛ حيث تتباين أعراضه من شخصٍ إلى آخر، ويظل سبب الإصابة به مجهولًا في كثير من الحالات، كما أن التصلب اللويحي ليس له علاج شافٍ ونهائي حتى الآن.
ماهو التصلب المتعدد؟ وماهي أعراضه، وأنواعه؟ وهل هناك علاجات حديثة اكتُشفت مؤخرًا من الممكن أن تُحدث فارقًا في حياة المريض؟
التصلب المتعدد هو مرض مناعي يصيب الجهاز العصبي؛ حيث يهاجم الجهاز المناعي الطبقة المغلِفة للخلايا العصبية، ويؤدي إلى تآكلها، فينتج عن ذلك العديد من الأعراض التي قد تؤثرعلى الحياة اليومية لمريض التصلب اللويحي.
تختلف الأعراض من مريض إلى آخر، وهي لا تقتصر على مكان محدد في الجسم؛ بل قد تصيب أي جزء من أجزاء الجسم وتشمل هذه الأعراض:
إن أسباب الإصابة بالتصلب غير معروفة حتى الآن، ولكن من المرجح أن تكونَ نتيجة خللٍ جينيّ أو نتيجة العوامل البيئية المحيطة بنا.
للتصلب المتعدد أنماطٌ مختلفة؛ تتباين فيها الأعراض من حيث الحدة، ومن حيث الفترة الزمنية التي يستغرقها كل مريض للتعافي من هذه الأعراض، وتشمل الأنواع الآتي:
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين المرضى؛ فهو يصيب نحو 85% من المرضى (⅔ من عدد الحالات). حيث يتصف هذا النوع بما يسمى الهجمات (الانتكاسات) التي يتبعها فترةً من الهدوء؛ وهي ظهور مفاجىء وحاد للأعراض لفترة زمنية معينة، ثم يتعافى بعدها المريض وتزول هذه الأعراض إما تمامًا وإما مع بقاء تبعات أقل حدةً، وتتكرر الهجمات مرةً أخرى على فترات زمنية متفرقة غير أنه لا يمكن التنبؤ بميعاد حدوثها. ويعد هذا النوع هو الأكثر استجابةً للعلاج.
يُعد هذا النوع أقل شيوعًا؛ فهو يمثل 15% من عدد المرضى (⅓ من عدد الحالات) ويتصف بظهور أعراض على المريض منذ اليوم الأول لإصابته بالمرض، ولكن المريض لا يتعافى من هذه الأعراض ولا تزول؛ بل تتدهور حالة المريض ببطء مع مرور الوقت. إذ أن هذا النوع لا تصاحبه هجمات ولا يتخلله فترات هدوء للأعراض.
معظم مرضى التصلب اللويحي من نمط الانتكاسات المتكررة ومع مرور السنين يتحول التصلب لديهم إلى متقدم ثانوي. في هذا النوع تتدهور حالة المريض بالتدريج وعلى مر السنين. كما قد يصاحب هذا النوع هجمات وقد لا يصاحبه أيًا منها.
ليس للتصلب اللويحي علاجٍ شافٍ؛ ففي بداية المرض غالبًا ما يحدث تلفٌ دائمٌ في بعض مناطق الجهاز العصبي المركزي (كالمخ والنخاع الشوكي وعصب العين) نتيجة تآكل الطبقة المغلِفة للخلايا العصبية حتى لو لم يشعر المريض بأي أعراض.
لكن هناك مجموعة كبيرة من الأدوية تسمى (الأدوية المعدِّلة للمرض) (DMTs)، تعمل هذه الأدوية على الحد من التلف الدائم للجهاز العصبي؛ حيث إنها تقلل معدل حدوث الهجمات وحدتها، وتقلل أيضًا ظهور بؤر جديدة تالفة في الجهاز العصبي، كما أنها قد تؤخر حدوث إعاقة للمريض نتيجة توالي الهجمات.
من الضروري الأخذ في الاعتبار أن الأدوية المعدِلة للمرض لا تُخفف من الأعراض المصاحبة للتصلب، لكنها تحد من تطور المرض، كما أنها تكون أكثر فعاليةً في حالات التصلب اللويحي ذو الانتكاسات المتكررة.
انضمّ مؤخرًا عددٌ من الأدوية الحديثة لمجموعة الأدوية المعدِلة للمرض، وذلك في الفترة من 2017 إلى 2021، وهي:
هي أدوية لا زالت قيد التجربة ولم يُصرّح بتداولها بعد لعلاج التصلب، مثل:
انتشر مؤخرًا مرض التصلب المتعدد بين العديد من الأشخاص بمختلف أعمارهم، وتختلف أعراضه من شخص إلى آخر ويظل سبب حدوثه غير معلوم. لكن من المطمئن ظهور عدد كبير من الأدوية التى تُحد من شدة المرض وتقلل من تطوره، وأصبح من الأسهل التعامل والتأقلم مع التصلب اللويحي.
المصادر:
بقلم: د/ هبة الحسين
لينكد إن: heba-alhussein
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً