وفقًا لريدا ووكر، أستاذ علم النفس بجامعة هيوستن وخبيرة الصحة العقلية ومنع الانتحار، فإن الانتحار يمكن إيقافه، ولكن فقط في حالة الحديث عن هذا الأمر باستمرار. تؤكد ووكر أنه على الرغم من زيادة حالات الانتحار في أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة وزيادة حالات الانتحار عن وفيات القتل سنويًا، إلا أن هناك اهتمام بسيط لمنع محاولات الانتحار والوفيات. ففي عام 2019 كل 11.1 دقيقة حدثت حالة انتحار في الولايات المتحدة.

أوضحت ووكر: “ربما إذا كان أولئك المنتحرين قادرين على التحدث على نحو منفتح عن صراعاتهم العقلية أو نواياهم بدون خجل أو حُكم قبل الانتحار، فستكون النتيجة مختلفة”، وتابعت: “يمكننا منع الانتحار فقط إذا كان لدينا المعرفة والشجاعة والبصيرة قبل إقدام الشخص على الأمر”.

الشهر الوطني لمنع الانتحار، هو حملة سنوية تحتفل بها مراكز السيطرة على الأمراض لرفع الوعي تجاه الانتحار كمشكلة صحية عامة وخطيرة وتُسلط الضوء على الدور الذي يلعبه كل شخص لمنعه.

تقول ووكر: “في مجتمعنا نميل إلى أن نكون أكثر تفاعلاً ضد الانتحار، مندهشين من وفاة أولئك الذين يبدو أنهم “يمتلكون كل شيء”. فعندما يقوم شخص مقرب بالانتحار، فإن اللازمة الشائعة هي” لم أكن أعتقد أنهم يمكنهم فعل شيء مثل ذلك”، على الرغم من معرفتهم أنهم يُعانون من فقدان وظيفة أو حالة نفسية سيئة نتيجة إنهاء علاقة عاطفية، أو معزول لفترة طويلة بسبب جائحة الكورونا”.

عندما ترى شخصًا تعرفه مستاءًا كثيرًا أو مكتئبًا أو حتى يمتلك ميول انتحارية، ربما لا تعرف ماذا يجب أن تفعل وتتساءل عما إذا كان عليك فقط تجاهل ذلك.

البدء بمحادثة صادقة هو الحل دائمًا

أشارت ووكر: “إن سؤال شخص ما عن حياته وعن أفكاره الانتحارية المحتملة لن يدفعه إلى الهاوية”، وتابعت: “إنك لن تجعل الشخص يقوم بعمل مؤذي للنفس، ولكنك ربما تقلل من خطورة تصرفهم بناءً على مشاعرهم عن طريق إظهار قلقك لهم واهتمامك بهم”.

هناك بعض العلامات التحذيرية الشائعة على أن شخصًا ما معرض للخطر، وتشمل التهديدات الفعلية بالانتحار، والانعزال الاجتماعي، والقلق المفرط، وتقلب المزاج، والانشغال بالموت أو  الاحتضار أو العنف.

إن ارتفاع أعداد الانتحار في مجتمع السود، قاد ووكر إلى بحثٍ أظهر أن الأشخاص ذوي ألوان البشرة المختلفة أكثر عُرضة من غيرهم للانتحار بسبب التفرقة التي يتعرضون لها.

وأوضحت ووكر مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعًا (الدليل غير الاعتذاري للصحة العقلية للسود): “أنت وأحبائك ضد جنون شخص آخر. أنت بحاجة إلى أكثر بكثير من مجرد الصحة العقلية أو «الرفاهية» في عصر التمييز والاختفاء والحرب النفسية الذي نعيشه الآن. فأنت تحتاج إلى شبكة حماية غير نافذة لعقلك، أو ما أسميه الثبات النفسي”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: هدير بدر

مراجعة وتدقيق: زينب محمد