crossorigin="anonymous">
24 أكتوبر , 2022
تكشف دراسة حديثة عن وجود رابط متوسط بين استخدام مضادات الذهان وزيادة خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي.
أجرى فريق بحثي من مركز ممارسات وبحوث الأدوية الآمنة (CSMPR)، قسم علم الأدوية والصيدلة المتواجد في كلية الطب LKS بجامعة هونغ كونغ (HKUMed)، أول مراجعة منهجية وتحليل تجميعي في العالم لدراسات رصدية على أكثر من 2 مليون فرد واستنتجوا وجود رابط متوسط بين استخدام مضادات الذهان وسرطان الثدي بنسبة تقديرية تصل لأكثر من 30%.
وهذا يُسلط الضوء على أهمية تقييم مخاطر وفوائد وصف مضادات الذهان طبيًا للمرضى الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي.
ونُشرت النتائج حاليًا في مجلة علم الأوبئة والعلوم النفسية Epidemiology and Psychiatric Sciences.
تُوصف مضادات الذهان عادةً للمرضى الذين يُعانون من عدة اضطرابات نفسية، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب والاضطراب الاكتئابي الكبير والخرف.
ولكن أُبلغ باستمرار عن حدوث ارتفاع في معدل الإصابة بسرطان الثدي لدى مرضى الفصام والاضطراب ثنائي القطب. و يُعتقد أن استخدام مضادات الذهان يمكنه توضيح على الأقل جزء من الزيادة في نسبة الخطر.
وتتضمن الآليات المحتملة تسبب مضادات الذهان في ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين بالدم أو التسبب في زيادة الوزن بطريقة غير مباشرة، وأيضًا اتباع نمط حياة سيئ بين مستخدمي مضادات الذهان.
ولكن بسبب الآلية المعقدة وتفاعل عوامل الخطر المتعددة، ظلت الأدلة على هذا الارتباط المزعوم غير جازمة. لذلك، أجرى الباحثون بمركز ممارسات وبحوث الأدوية الآمنة (CSMPR) مراجعة منهجية وتحليل تجميعي لضَمّ الأدلة المتوافرة معًا وتحديد الرابط بين استخدام مضادات الذهان وسرطان الثدي.
تضمنت المراجعة المنهجية على تسع دراسات رصدية لأكثر من 2 مليون بالغ، خمس دراسات حشود وأربع دراسات حالات وشواهد، وسبع دراسات رصدية من أجل التحليل التجميعي.
وقُيمت كل هذه الدراسات كدراسات عالية الجودة (التقييم من 7 إلى 9 من أصل 10 نجوم) وذلك طبقًا لمقياس نيوكاسل أوتاوا الذي يعد أداة قياسية لتقييم جودة الدراسة.
ووُجد خلال هذه المراجعة أن ست من أصل تسع دراسات أظهرت ارتباط ملحوظ بين استخدام أدوية مضادات الذهان ونسبة ارتفاع خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي.
بينما قدّر التحليل التجميعي وجود رابط إيجابي متوسط لزيادة نسبة خطر الإصابة لأكثر من 30% بين مستخدمي مضادات الذهان.
كما بينت أيضًا بعض الأدلة المُستعرضة أن هناك ارتباط بين مَدَى التعرض لمضادات الذهان كاستخدامها لمدة أطول مثلاً، وزيادة نسبة خطورة الإصابة بسرطان الثدي خصوصًا مع مضادات الذهان التي تمتلك خصائص رفع نسبة هرمون البرولاكتين بالدم.
فعلى سبيل المثال، استخدمت دراسة حالات وشواهد فنلندية ضخمة سجلات صحية إلكترونية لمقارنة استخدام مضادات الذهان التي تؤدي إلى ارتفاع هرمون البرولاكتين عند تناولها لفترات طويلة بأولئك الذين تعرضوا للدواء مدةٌ أقل من سنة. و التي أظهرت زيادة ملحوظة في خطورة الإصابة بسرطان الثدي بين هؤلاء الذين تعرضوا للدواء خلال خمس سنوات على الأقل بنسبة 60% تقريبًا.
وبالرغم من وجود بعض القيود، مثل التأثيرات المحيرة غير المقاسة، فإن هذه الدراسة أبرزت وجود احتمالية للإصابة بمرض سرطان الثدي كعَرَض جانبي نتيجة تناول أدوية مضادات الذهان ولكن نادر الحدوث.
يمكن شرح ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين بالدم وأيضًا بسبب المضاعفات الأخرى التي من المحتمل حدوثها بسبب مضادات الذهان، مثل السمنة المركزية ومرض السكري والأمراض القلبية الوعائية.
وكما علق دكتور فرانسيسكو لاي تسز تسون، أستاذ مساعد باحث في قسم علم الأدوية والصيدلة بجامعة هونغ كونغ (HKUMed) والمؤلف المراسل لهذه الدراسة: “مع الزيادة السائدة في استخدام مضادات الذهان حول العالم متضمنًا ذلك استخدامها لاستطبابات غير مذكورة في ترخيصها، نؤمن بأنه ينبغي عمل تقييم سريري شامل للمرضى معتمدًا على مواصفات السلامة العامة لمضادات الذهان قبل وصفها طبيًا”.
وبناءً على نتائج هذه الدراسة، يُفضل تجنب وصف مضادات الذهان المعروفة بامتلاكها لخصائص تُزيد من ارتفاع هرمون البرولاكتين للمرضى الذي يتواجد لديهم عوامل خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي. فيسمح بالحصول على الاستشارة المناسبة قبل الوصف الطبي لمضادات الذهان المسببة في ارتفاع هرمون البرولاكتين ويمكن أيضًا الأخذ بعين الاعتبار مراقبة مستوياته بالدم. ويُعد التحكم السريع في مضادات الذهان المُحفزة لارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين في الدم أمرًا ضروريًا.
المصدر: https://neurosciencenews.com
ترجمة: شاهندة جبريل
لينكدإن: shahenda-gebrel
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً