بقلم: ران دي آنبار

النقاط الأساسية:

• يُساعدنا الحديث والأفكار الإيجابية على حث عقولنا للتفكير في كيفية تطوير أنفسنا.
• يُساعدنا الحديث الإيجابي في التقليل من الآثار السلبية للمواقف التي تجعلنا غير سعداء.

في أول أو ثاني جلسة مع المريض عادةً ما أناقشه عن أهمية حديث النفس الإيجابي كمقدمة لاستخدام التنويم المغناطيسي بطريقة إيجابية. أنا أُظهر لهم أنهم عندما يحدثون أنفسهم بأنهم أقوياء أم ضعفاء هذا يترجم في الواقع إلى زيادة أو نقصان في قوتهم العضلية، ومن ثما اطلب منهم أن يثنوا عضلة الذراع بينما اسحب الذراع في الاتجاه المعاكس عندها اسألهم ماذا تعتقد سيحدث إذا أخبرت نفسك أنك (لست ضعيف)؟ كثير منهم يفاجئ أنهم أصبحوا ضعفاء بالفعل في هذا الظرف أيضاً (آنبار، 2021) السبب في أن ما نحدث به أنفسنا يؤثر على قوتنا يرتبط بكيفية استجابة العقل الباطن لدينا. العقل الباطن يركز على الكلمة الأساسية فيما نحدث به أنفسنا وينفذها بأفضل ما لديه من قدرات وبالتالي هو يقوم بتجاهل كلمة “لست” عندما نقول “لست ضعيف”.

قوة الحديث الإيجابي

واحد من أسباب قوة الحديث الإيجابي أنه يساعد العقل على التفكير في احتمالات جديدة، على سبيل المثال: عندما يحدث خلاف بين طفل في العاشرة من عمره وأصدقائه ربما تكون ردة فعل هذا الطفل أن يقول لنفسه: ” لن يكون لي أصدقاء أبداً، ولا أحد يحبني” وعندما يسمع عقله هذه الأفكار يتفاعل معها بالاتفاق وفي هذه الحالة يزداد شعوره السيئ أكثر. من ناحية أخرى، يمكن تعليم الصبي أن يقول شيئًا صحيحاً بشأن الحدث المؤسف: “أريد أن أكوّن صدقات جديدة وأريدهم أن يحبونني”، عندما يفكر بهذه الطريقة فهو يدفع عقله الى السؤال: كيف سيكون هذا ممكناً؟ ربما يجب أن اذهب إلى ساحة اللعب واتعرف على أطفال جدد أو ربما يجب أن أقيم حفلة في منزلي وأدعو فيها زملائي في الفصل.  

تطبيقات الحديث الإيجابي

بمجرد أن يتعلم مرضاي كيفية استخدام الحديث الإيجابي يمكنهم تطبيقه في حياتهم مثلاً: فتاة في الرابعة عشر من العمر قلقة بشأن أداءها في الامتحانات فتحدث نفسها عند بداية كل امتحان:” يمكنني القيام بعمل جيد، أنا قادرة على التركيز جيداً على المادة، أريد أن استرجع معلوماتي بسهولة”. من المهم ملاحظة أنها لم تقول ” سوف أقوم بعمل جيد” أو ” سوف استرجع معلوماتي بسهولة”، لأن الجمل التي تتوقع المستقبل عادةً ليست صحيحة تماماً وبالتالي ربما بقيت بعض الشكوك في ذهنها حول ما إذا كان الحديث الإيجابي سوف يتحقق بالفعل. هذه الشكوك هي نوع من التفكير السلبي الذي يمكنه أن يبطل تأثير الحديث الإيجابي. من ناحية أخرى تصريحها أنها تريد القيام بعمل جيد في الامتحان هو تصريح حقيقي 100%.

استخدم رياضي يبلغ من العمر 16 عاماً الحديث الإيجابي لتشجيع نفسه على تحسين قدرته على لعب كرة السلة. كان يقول لنفسه أنه يرغب بتحسين قدرته على التسديد ويربط هذا التشجيع مع تخيله لمظهر تسديده كرة سلة رائعة. هذا الصبي أثبت أن الحديث الايجابي يمكن أن يُدّعم باستخدام الصور الايجابية وتكمن أهمية الصور في هذا السياق أنها تُظهر للجسم ما يود العقل تحقيقه، وبدون هذه الصور، قد لا يعرف الجسم كيفية التسديد بشكل جيد.

ساعدت فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات نفسها في التغلب على خوفها من الوحوش في ظلام غرفتها في الليل بقولها لنفسها “أريد أن أكون شجاعة”. لمساعدتها على تحقيق هدفها أعطيتها وصفة بخاخ ضد الوحوش يمكن صنعه في المنزل (اغلي بعض الماء بمساعدة والدتك … اتركيه يبرد … خذي كوب الماء … ثم أضيفي ملعقة صغيرة من الملح … وملعقة صغيرة من عصير الليمون … أضيفي رشة من القرفة … أضيفي 3 قطرات من زيت اللافندر … اخلطي جيدًا … ضعيها في زجاجة رذاذ … وضعي اسمك على الزجاجة … رشي حول غرفتك في الليل) قد يكون استخدام هذا الرذاذ غير كافٍ للتغلب على مخاوفها إذا لم تستخدم النية الإيجابية التي أثبتتها تصريحاتها الإيجابية.

خلاصة الموضوع

عرف هنري فورد صانع السيارات مدى قوة الحديث الإيجابي عندما قال:” سواء كنت تعتقد أنك تستطيع أم تعتقد أنك لا تستطيع فأنت على حق”. علاوةً على ذلك نحن لا نؤثر على أنفسنا فقط بالحديث، بل يمكننا مساعدة بعضنا البعض باستخدام الحديث والتوقعات الإيجابية مع الأشخاص الذين في دائرة تأثيرنا.

المصدر:  https://www.psychologytoday.com

ترجمة: علياء العصيمي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد