البستنة قد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وتحسين الصحة العقلية

البستنة قد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وتحسين الصحة العقلية

19 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

منة إدريسي

دقق بواسطة:

زينب محمد

أثناء قيامنا بتجميع لائحة التقارير الخاصة بنا التي تهدف إلى تحسين الصحة البدنية والعقلية في عام 2023، أشار بحث جديد لـجامعة كولورادو في بولدر إلى أن إضافة قد تكون غائبة عنا، لكن يمكن أن يكون له تأثير قوي على الصحة ألا وهي البستنة.

وجدت أول تجربة عشوائية خاصة بالبستنة كنشاط اجتماعي أن أولئك الذين بدأوا البستنة تناولوا المزيد من الألياف الغذائية ومارسوا مزيدًا من النشاط البدني – وهما طريقتان معروفتان لتقليل خطر الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة.  كما لاحظوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات التوتر والقلق لديهم. نُشرت هذه النتائج في يناير الماضي في دورية The Lancet Planetary Health.

 قالت كبيرة مؤلفي الدراسة جيل ليت، الأستاذة في قسم الدراسات البيئية في جامعة كولورادو بولدر: “تقدم هذه النتائج دليلًا ملموسًا على أن البستنة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من السرطان والأمراض المزمنة واضطرابات الصحة العقلية”.

سد فجوة البحث

أمضت ليت الكثير من حياتها المهنية وهي تسعى إلى تحديد طرق ميسورة التكلفة وقابلة للتطوير ومستدامة للحد من مخاطر الأمراض، لاسيما بين المجتمعات المنخفضة الدخل. بدت لها حقول البستنة مكانًا مثاليًا للبدء.

 قالت ليت، وهي أيضًا باحثة في معهد برشلونة للصحة العالمية: “بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه، يقول الناس أن هناك شئ ما يتعلق بالبستنة يجعلهم يشعرون بتحسن”، مضيفةً أنه من الصعب الحصول على الدليل القاطع بشأن فوائده. لأنه من الصعب الحصول على دعم لبرامج جديدة.

وجدت بعض الدراسات القائمة على الملاحظة أن الأشخاص الذين يزرعون الحدائق يميلون إلى تناول المزيد من الفاكهة والخضروات ويتمتعون بوزن صحي أكثر.  لكن لم يتضح ما إذا كان الأشخاص الأصحاء هم فقط من يميلون إلى البستنة أم أن البستنة تؤثر على الصحة فعلاً.

حتى الساعة، طُبقت ثلاث دراسات فقط المعيار الذهبي للبحث العلمي، في تجربة عشوائية خاضعة للمراقبة، ولم ينظر أي منهم على وجه التحديد إلى البستنة كعلاج.

لسد هذه الفجوة، قامت ليت بإجراء الدراسة على 291 من البالغين الذين لا يعملون في الحدائق، أعمارهم في المتوسط ​​41 عامًا من منطقة دنفر. كان أكثر من ثلثهم من أصل إسباني وأكثر من نصفهم من أسر منخفضة الدخل.

 بعد الصقيع الربيعي الماضي، قُسموا إلى نصفين: أحدهما في مجموعة البستنة، والآخر في مجموعة المراقبة التي طُلب منها الانتظار لمدة عام لبدء عملية البستنة.

 حصلت مجموعة البستنة على قطعة أرض حديقة مجانية، وبعض البذور والشتلات، بالإضافة إلى دورة البستنة التمهيدية من خلال برنامج Denver Urban Gardens غير الربحي. أجرت على كلتا المجموعتين دراسات دورية حول استهلاكها الغذائي وصحتهم العقلية، وخضعتا لقياسات وزن الجسم وارتدت أجهزة مراقبة النشاط طوال وقت الدراسة النظرية.

تعزيز الألياف الغذائية

بحلول الخريف، كان أولئك الذين ينتمون لمجموعة البستنة يأكلون في المتوسط ​​ 1.4 جرام من الألياف يوميًا أكثر من مجموعة المراقبة – بزيادة حوالي 7٪. لاحظ المؤلفون أن الألياف لها تأثير عميق على الاستجابات المناعية والإلتهابية، حيث تؤثر على كل شيء صحي بدءً من الأيض، ثم صحة ميكروبيوم الأمعاء، وأخيرًا نسبة الإصابة بمرض السكري وأنواع معينة من السرطان.

 بينما يوصي الأطباء بحوالي 25 إلى 38 جرامًا من الألياف يوميًا، يستهلك الشخص البالغ أقل من 16 جرامًا. قال المؤلف المشارك جيمس هيبرت، مدير برنامج الوقاية من السرطان ومكافحته في جامعة كارولينا الجنوبية: “زيادة جرام واحد من الألياف يمكن أن يكون له آثار إيجابية كبيرة على الصحة”.

 زادت مجموعة البستنة أيضًا من مستويات نشاطهم البدني بحوالي 42 دقيقة في الأسبوع. توصي وكالات الصحة العامة بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني في الأسبوع، وهي توصية لا يفي بها سوى ربع سكان الولايات المتحدة من خلال زيارتين إلى ثلاث زيارات فقط إلى الحديقة العامة أسبوعيًا، لكن استوفى المشاركون 28٪ من الغاية المنشودة.

 لاحظ المشاركون في الدراسة أيضًا انخفاض مستويات التوتر والقلق لديهم، حيث شهد أولئك الذين شاركوا في الدراسة الأكثر توترًا وقلقًا انخفاضًا كبيرًا في مشاكل الصحة العقلية.

 أكدت الدراسة أيضًا أنه حتى البستانيين المبتدئين يمكنهم جني فوائد صحية قابلة للقياس في عامهم الأول من البستنة. وبما أنهم يتمتعون بخبرة أكبر ويتمتعون بعائدات أكبر، ترجح ليت أن هذه الفوائد ستزداد.

ازدهار العلاقات

نتائج الدراسة لم تفاجئ ليندا أبيل ليبسيوس، المديرة التنفيذية لمنظمة (Denver Urban Gardens (DUG، وهي منظمة غير ربحية تأسست منذ 43 عامًا تساعد حوالي 18000 شخص كل عام على زراعة احتياجاتهم الغذائية بأنفسهم في حدائق مشتركة (أي مملوكة لأكثر من شخص). حيث قال ليبسيوس: “إنه تحول جذري، ويمكن اعتباره منقذًا لحياة كثير من الناس”.

 يعيش العديد من المشاركين في (DUG) في مناطق الوصول فيها إلى الفواكه والخضروات الطازجة ذات الأسعار المعقولة محدودًا للغاية. بعضهم مهاجرين من ذوي الدخل المنخفض يعيشون الآن في شقق – فامتلاكهم قطعة أرض في الحديقة يسمح لهم بزراعة النباتات لتحضير أطباق شعبية وتبادل الوصفات التقليدية مع عائلاتهم وجيرانهم.

التواصل الاجتماعي مفيد أيضًا

 قالت ليت: “حتى إذا أتيت إلى الحديقة بمفردك، بحثًا عن زراعة احتياجاتك الغذائية في مكان هادئ، فإنك تبدأ في إلقاء نظرة على مخطط جارك ومشاركة التقنيات والوصفات، ومع مرور الوقت تتكون العلاقات”، مضيفةً أن الأمر لا يتعلق فقط بالفواكه والخضروات. إنه يتعلق أيضًا بالتواجد في مكان طبيعي في الهواء الطلق مع الآخرين. وإنها تأمل في أن تشجع النتائج المهنيين الصحيين وواضعي السياسات ومخططي الأراضي على النظر إلى الحدائق المشتركة والأماكن الأخرى التي تشجع الناس على الالتقاء في الطبيعة كجزء حيوي من نظام الصحة العامة. 

ختامًا، إن الدليل واضح… البستنة لها نتائج إيجابية.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة إدريسي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!