لماذا نفضل مشاهدة المسلسلات القديمة في الوقت الراهن

لماذا نفضل مشاهدة المسلسلات القديمة في الوقت الراهن

27 سبتمبر , 2021

ترجم بواسطة:

ندى أشرف

دقق بواسطة:

زينب محمد

يحبذ الكثير من الناس مشاهدة مسلسلاتهم المفضلة هذه الأيام عوضًا عن متابعة مسلسل جديد.  

النقاط الرئيسية:

  • قام العديد من الناس بمشاهدة المسلسلات القديمة خلال ال15 شهرًا الماضية.
  • يعود السبب على الأرجح إلى كم العبء الإدراكي غير المسبوق.  
  • تحتوي المسلسلات الجديدة على أحداث مفاجئة، بينما تمنحنا المسلسلات القديمة فرصة للاسترخاء.
  • تفسر ظاهرة التعرض المحض لماذا نحبذ المحفزات التي سبق وتعرضنا لها ( ومن ضمنها المسلسلات التلفازية) فضلًا عن المحفزات الجديدة.

ما هو المسلسل الذي يشعرك بالراحة ؟

استوقفني هذا السؤال عندما رأيته في ميم Meme على الإنترنت، وجعلني أتفكر مليًا في عاداتي التي تخص مشاهدة التلفاز في الآونة الأخيرة. بالطبع كانت إجابتي حاضرة: المسلسل الذي يشعرني بالراحة هو مسلسل نيو جيرل  (new girl). هو ليس مسلسلي المفضل – هذا الشرف يناله مسلسل ساينفيلد (Seinfeld) – ولكنه بالتأكيد الأكثر دفئًا. والدليل على ذلك أنني شاهدت أجزائه كاملة ثلاث مرات خلال فترة الجائحة، لتصبح المحصلة النهائية لعدد مرات مشاهدتي له أربع مرات. فقد كان دائمًا اختياري الأول ما إذا أردت أن أنعم بالاسترخاء، وكنت أشغله في الخلفية أثناء عملي على تصحيح فروض طلابي حتى أنني أتابعه الآن وأنا أكتب هذه المقالة.

لم أقم بمشاهدة الكثير من الأعمال الجديدة منذ شهر آذار\مارس 2020، بالإضافة إلى مسلسلي المختار، فقد قمت بإعادة مشاهدة بريكينج باد( Breaking Bad) و جيلمور جيرلز( Gilmore Girls) و شيتس كريك (Schitt’s Creek)  و أوتلاندر( Outlander) و أريستد ديفيلوبمنت (Arrested Development).

كان هذا تصرفًا مغايرًا لعاداتي قبل الجائحة. ولكن بالتوغل في البحث عبر الإنترنت وقراءة التعليقات على الميم المذكورة سابقًا، أدركت أنني لست بمفردي في هذا الأمر.

 لجأ الجميع إلى تمضية فترة العزل المنزلي في مشاهدة التلفاز. ولكن لماذا نشاهد نيو جيرل للمرة الخامسة بدلًا من متابعة مسلسل جديد؟ إن للإجابة على هذا السؤال صلة وثيقة بالدور الذي لعبه التوتر والإضطرابات الناجمة عن الجائحة في استهلاك طاقتنا. مما جعل الناس تبحث عن شيء  يسهل عليهم استيعابه، ويعيد إليهم الشعور بامتلاك زمام الأمور. شيء من شأنه أن يبعث في قلوبهم دفء الألفة.

ملاحظة: فيما يلي حرق لأحداث المسلسل نيو جيرل فإذا كنت ترغب في مشاهدته، هذه فرصتك للتوقف عن القراءة!

سهولة المتابعة:

طرأت تغييرات جمة على حياتنا منذ بداية الجائحة، وتعين على الناس اتخاذ قرارات مصيرية ومعالجة الكثير من المعلومات الجديدة، ناهيك عن الشعور المتواصل بالقلق والتوتر. مما أثر سلبًا على قدرة الذاكرة في تخزين المعلومات، والوصول إلى حالة من العبء الإدراكي؛ وهي حالة من الإعياء الذهني لا يستطيع معها العقل البشري استيعاب المزيد من المعلومات. فبين اجتماعات الزووم     (Zoom) ، والتأقلم مع بيئة العمل الجديدة، ومحاولة الموازنة بين العمل والعائلة، يتشتت الانتباه وتستنفد الذاكرة طاقتها. ولهذا نلجأ إلى مسلسلاتنا المألوفة ما إذا أردنا مشاهدة التلفاز، في محاولة منا لإنقاذ ما تبقى من طاقتنا، وحتى لا نثقل أذهاننا بأعباء جديدة.

كما أن مشاهدة مسلسل جديد يستهلك مجهودًا ذهنيًا أكبر مقارنةً بالمسلسل القديم – حيث علينا التركيز مع أحداث جديدة وشخصيات جدد كما أنه من المحتمل مواجهة مفاجآت غير سارة – بينما في المقابل ليس هناك ثمة مفاجآت أو تطلعات أو قلق عند مشاهدة إحدى مسلسلاتنا المفضلة – فعلى سبيل المثال، نعرف أن نيك وجيس سوف يرتبطان ببعضهما البعض وأن نهاية المسلسل سعيدة، وبالتالي لا نجزع عندما تسوء الأحوال، وعليه بإمكاننا الاسترخاء والمتابعه بسهولة، حتى وإن كنا نعاني من الإرهاق.

تدب في روحي الحياة عند مشاهدة المسلسلات القديمة

تُظهر الأبحاث أن مشاهدة التلفاز عندما نشعر بالإرهاق أو ينتابنا القلق لها تأثير إيجابي على صحة الإنسان. وخاصةً المسلسلات المألوفة، حيث تشير الأدلة أنها تعمل على استعادة شعور الإنسان بالسيطرة، بعد يوم طويل ومليء بالإجهاد. كما أنها كفيلة بتنشيط طاقاتنا، والحد من العبء الإدراكي في حالة ما إذا كنا نشعر بالإعياء. ويعد اختيار متابعة مسلسل محبب إلى النفس بمثابة مكافأة لنا في حد ذاتها.

الجديد جيد ولكن المألوف أفضل

إن مشاهدة شئ ما لأول مرة له متعته الخاصة، ولكن من شأنه أيضًا أن يكون عملًا شاقًا، فهناك أبحاث تدعم الظاهرة النفسية التي تعرف بتأثير التعرض المحض. والتي تعني تفضيل الأشياء المألوفة، فكلما شاهدنا هذه المسلسلات، أردنا مشاهدتها أكثر. حيث أنها تعمل على زيادة الإنسيابية الإدراكية أي سهولة استيعاب المعلومة، فيتولد بالتالي لدينا شعور إيجابي عند إعادة المشاهدة مرة أخرى وبالتالي  يزيد من مشاعر المحبة اتجاهه.

مما يعني أن ذهنى لا يبذل أي جهد على الاطلاق عند متابعتي مسلسل نيو جيرل للمرة الرابعة فهو يعلم تمامًا ماذا سيحدث. ولأن أذهاننا تميل إلى الكسل بطبيعة الحال ولا تحبذ بذل الجهد في التفكير، فيتسنى لنا فقط الجلوس والاستمتاع بالمشاهدة.

لذا في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تلقائيًا تلجأ فيها إلى إعادة مشاهدة واحدًا من مسلسلاتك المفضلة، وتتسأل عما إذا كنت عالقًا. لا تبتئس، وتذكر أن هناك أحدًا ما يشاهد مسلسل فريندز للمرة ال87. فاستمتع ولا تشعر بالذنب. فالألفة صديقتك.

وقبل أن تسألني يا نتفلكس. أجل،أنا مازلت أشاهد المسلسل. دعني وشأني!

المصدر: https://www.psychologytoday.com

 ترجمة: ندى أشرف

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!