6 أمور قد لا تعرفها عن العواطف

6 أمور قد لا تعرفها عن العواطف

13 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

ريم المطيري

“إذًا ماذا تشعر؟”

هل أصابك هذا السؤال بالحيرة؟ نتفهمك. إنه السؤال المتكرر في العلاج النفسي.

إنه سؤال شائع يعكس أمرًا منطقيًا، إن عواطفنا، سواءً كنا مدركين لها أم لا، هي الدافع الخفي وراء كل شيء، فإذا كنت تريد أن تعرف ماهو الأمر الذي يضايقك أو يحفزك أو يعيق طريقك، يجب عليك أن تعرف ماهي مشاعرك. المشكلة هي أن معظم الناس لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال بدقة في كثير من الأحيان ولا حتى معالجيهم يعرفون.   يمكن للجملة الأخيرة أن تستفز بعض الناس.

بالتأكيد هم يعلمون بماذا يشعرون. فهم يتحدثون عن أحاسيس طوال الوقت. معظمنا جيد في تحليل مشاعرنا ومشاعر الآخرين حولنا أكثر من تحليله للشعور والتعبير عما يجري داخلنا الآن.  في الواقع، في اللحظة الحالية يمكن أن نشعر بشيء مختلف كليًا عن المشاعر التي نعبر عنها.

في السنوات الثلاثين الماضية اكتشف علم الأعصاب الكثير عن العواطف والمشاعر. ولسببٍ واحد وهو أن الناس يستخدمون عادةً كلمات مثل “عواطف” و”مشاعر”. يستخدم علم الأعصاب كلمة العواطف لوصف ردود فعل جسمنا وكلمة المشاعر لوصف ما نجربه بشكلٍ واعٍ. وفي كلتا الحالتين، فإن عواطفنا ومشاعرنا موجودة لكي تدفعنا إلى الأمام وتتغير في داخلنا.

ولكن في بعض الأحيان نجد أنفسنا محاصرين بالتفكير بماذا نشعر ونعلق طويلًا في قصص معدّة عن سبب هذا الشعور. وعلاوةً على ذلك، قد ينتهي بنا الأمر لنشعر بالسوء لأننا نظن أن طريقة شعورنا مختلفة عما نريد، أو أننا لا يعجبنا كيف تجعلنا مشاعرنا نتصرف. وعندما نفهم تلك النقطة، نكون قد ابتعدنا عن مشاعرنا الحقيقية.

يمكن أن يكون صعبًا أن تخترق فوضى أفكارك وتصل إلى كل مشاعرك الثانوية وكل الاضطرابات التي يصنعها عقلك، وردود الفعل والأحكام الثائرة بداخلك.

إذًا كيف يمكنك إيقاف كل هذا لاكتشاف ما تشعر به في أعماقك؟ سوف تساعدك النقاط الستة التالية في إيجاد طريقك:

١- المشاعر شيء تشعر به

أول أمر يجب أن تعرفه عن المشاعر أنه يجب عليك الشعور بها، مثل لمس الطاولة، أو شعور مزعج في المعدة عندما تكون جائع. هذه الأحاسيس تحدث الآن في هذه اللحظة.

إن المشاعر ليست واضحة كما نعتقد. لا يمكنك أن تفترض أنك تعلم بماذا تشعر حيال أمرٍ ما، لأن هذه الطريقة التي اعتدت على الشعور بها. المشاعر ليست أشياء ثابتة ومستقرة، مثل الذراع، أو الساق، أو الإصبع، ولكنها عمليات تحدث في الجهاز العصبي وتتولد باستمرار. لايمكن أن تشعر بما كنت تشعر به بالأمس حرفيًا أو حتى قبل ١٥ دقيقة. يمكن أن تشعر بنفس الطريقة التي شعرت بها بالأمس، ولكن بالشعور الذي يدور بداخلك الآن.

٢- تحدث المشاعر الحقيقية في الجسم قبل التعبير عنها بالكلام

هذا هو جوهر الأمر، إن الدوائر العاطفية لدماغ الإنسان قد تطورت من ملايين السنين قبل قدوم لغة الإنسان الحديثة. وبعبارةٍ أخرى، فإن عواطفنا هي صامتة بالأساس أي أنها مثل الموسيقى؛ ولهذا فإن الموسيقى تحرك مشاعرنا كثيرًا. والأفلام تضيف موسيقى خلفية لتعزز تأثيرها العاطفي. وتبدأ العواطف كأحاسيس جسدية صامتة متفاوتة الدرجات، والغاية منها هي تنبيهك أن أمر مهم يحدث في داخلك.

لهذا السبب، تحدث بعض الأمور في جسمك كتعبير عن مشاعرك، مثل ألم القلب الذي تشعر به عندما تكون غاضبًا ويمكنك الإحساس به في كتفيك وظهرك، والطريقة التي تتحرك بها عضلات وجهك، والشد في ذراعيك ويديك.

بالإضافة إلى الشعور بمشاعر أكثر رقة بنفس الطريقة تمامًا، ولكن ملاحظتها بهذه الطريقة راجع لأن أدمغتنا تترجم هذه الإشارات الجسدية لتخبرنا بماذا نشعر ولماذا نشعر. وللأسف غالبًا ما يدركها عقلنا بطريقة خاطئة ليشتتنا عن ما نشعر به فعليًا.

٣- الشعور أبطأ من التفكير

هذا الأمر قد يبدو مفاجئًا! أليس من المفترض أن يكون الشعور هو الأسرع؟ بالتأكيد قد يبدو الأمر كذلك عندما نجد أنفسنا فجأة نتصرف بطريقة غير معتادة، ولكن التطور عرّف هذه العواطف بما نسميه ردود فعل المواجهة أو الهروب عن طريق التفكير لأجل الحصول على أسرع رد ممكن لدفع الخطر. رغم ذلك هي مجرد جزء صغير من مشاعرنا، ولكن لأننا نرى هذه العواطف “الحماسية” و”الصاخبة” نبدأ بالاعتقاد أن هذه هي كل مشاعرنا.

ولكن في الحالة الطبيعية للدماغ، تكون عملية التعرف على مشاعرنا العميقة أبطأ. ولأجل الإحساس بأنفسنا والتحدث من منطلق مشاعرنا، عادةً ما يتطلب منا الأمر التأني والاستماع أكثر إلى أحاسيسنا الداخلية. والمثل القديم الذي يقول ” قف وفكر!” نحتاج إلى تغييره ليصبح “تمهّل وأشعر”.

٤- غالبًا ما تكون المشاعر نابعة من أحاسيس جسدية

كما ذكرنا سابقًا أن نشأة مشاعرك لا تبدأ ككلمات، بل كأحاسيس جسدية ولكن ليس في كل مكان بجسدك. بصورة أعم، هي تظهر أولاً في الجزء الأوسط من جسدك في مكان قريب من الصدر والمعدة والبطن. أيضًا قد تبدأ كشعور في حلقك أو مدامع عينيك. ولكن مهما أو أينما تشعر بها، فهي بالتأكيد أحاسيس عميقة.

لنتأمل ” شعور الغرق المفاجىء” مثلاً إذا طُلب منك الإشارة إلى المكان الذي تشعر به بشعور الغرق المفاجىء من المحتمل أن يكون ردك في مكان ما حول السرة، والذي يعني أن أمر سيء قد حدث أو سوف يحدث. ربما قد نشأ هذا الشعور من سلف قديم كان يتأرجح من جذع الشجرة ثم سقط.

لكن المشاعر لا يجب أن تكون محددة بدقة، يمكن أن تكون أكثر بساطة وشمولية. “أشعر بالثقل” هو شعور وكذلك العكس “أشعر أن إنزاح من على عاتقي ثقلاً”. بعض المشاعر، كالصور، وهي طريقة أخرى يقوم بها الدماغ على عكس اللوحات والأفلام لديها مستوى عميق بالشعور؛ ومثال على ذلك، “فوقي غيمة سوداء” أو “وكأن جدار يحيط بقلبي”.

إن المشاعر لا ندركها دائمًا في البداية كأحاسيس وصور بالتأكيد وعادةً لا يحتفظ عقلنا بها، وعندما يصبح معناها مفهومًا، تتحول إلى “كلمات شعورية” ولكن ما هي الكلمات؟

٥- كلمات التعبير عن المشاعر الحقيقية بسيطة

يمكن أن تكون سمعت أو قرأت من قبل أن هناك ستة مشاعر “أولية” أو “تصنيفية” وهي: السعادة، والحزن، والخوف، والغضب، والتعجب، والاشمئزاز. نشأت هذه الفكرة من خلال بحث يوضح أن هذه العواطف الستة تخلق تعبيرات وجه عالمية معترف بها من كل الناس في كل مكان.  ولكن أظهر بحث آخر أن هناك أكثر من ستة عواطف أولية.

المشاعر الحقيقية غير واضحة ومختلفة، ويمكن أن نشعر بأكثر من شعور بوقتٍ واحد، ولكن تبقى المشاعر الحقيقية هي التي تشعر بها في جسمك في الوقت الحالي وتكون بسيطة.

وإليك بعض منها:

  • أشعر بالوحدة
  • أشعر بالخوف / الهلع.
  • أشعر بالتأثر / الذهول.
  • أشعر بالأمان / عدم الأمان.
  • أشعر بالضياع.

إن المشاعر الحقيقية التي تشعر بها الآن تبدأ من الداخل ويكون ظهورها بطيئًا وغالبًا لا تبدأ ككلمات، ولكن عندما تأتي الكلمات تميل إلى أن تكون بسيطة، ولكن كيف يمكنك أن تعرف أنك أدركت ماذا تشعر في داخلك؟

٦- عواطفك الحقيقية تشعر بها في جسمك

لديك حلقة ذاتية لردود الفعل ويبدو أنها تصدر من تلك “الأماكن” الداخلية التي تتواجد في مكان ما داخل جذعك. قد تكون الإشارة في البداية غير واضحة ومشوشة، لأن الإشارات العصبية ليست متطورة ولكنها مازالت موجودة. وعندما تتعرف على شيء محدد قد تشعر به، تحقق منه. ستحصل على إشارة داخلية مفادها “نعم” أو “لا” أو “ليس تمامًا”. داوم على ذلك حتى تحصل على إجابة: “نعم، هذا كل ما في الأمر”.

إن الشعور بشيء داخلك يقول: “نعم، هذا ما بالضبط ما أشعر به” شعور رائع. عندها يبدأ جسمك في الاسترخاء، وبطريقة صعبة الوصف بالكلمات تشعر بالتصالح مع نفسك.

كارل روجز، والذي يُعرف بأنه مطور العلاج الذي يركز على العميل والأب لجميع أنواع الطب النفسي الحديث، سماها بمسمى “الانسجام” ونحن نسميها “ارتباطًا عاطفيًا”.

المشاعر غير المتزامنة مع إشارات جسمنا الداخلية، ما هي إلا مجرد أفكار تحركها العواطف وتظل عالقة لفترة طويلة بعد اختفاء الحافز الذي حركها لأول مرة. ولكن المشاعر غير المفسرة التي يعكسها الجسم ونتقبلها، لا تبقى عالقة في الجسم بل تتغير وتقودنا إلى الحل.

يوجد الكثير في جعبة فن الشعور، ولكن حاليًا، الواجب هو: إذا كان بإستطاعتك تخطي كل هذه القصص والنصوص السابقة وأن تشعر وتعبر عن الحقائق البسيطة التي تحدث بداخلك لحظة بلحظة وتجعل مشاعرك الصادقة تكشف عن نفسها، وتمر بك وتتغير حقًا، حينها تستطيع أن تعيش بشكل أكثر هدوءًا وتستطيع تغيير عالمك.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ريم المطيري

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!