تعويض حرمانك من النوم أصعب من مجرد ضغطة زر في العطلة

تعويض حرمانك من النوم أصعب من مجرد ضغطة زر في العطلة

26 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

Kawthar Jassim

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعاني أكثر من ثلث الأمريكيين من تراكم ديون كل ليلة قد لا يسعهم سدادها وهي: ديون النوم.

ومن هنا جاء مصطلح “إستدراك النوم”: وهو محاولة تعويض النقص الحاصل عبر إضافة ساعات إضافية إلى جدول نومك. كالنوم في عطلة نهاية الأسبوع.

لكن السؤال الأهم هنا، هل تقيك هذه الساعات الإضافية من المخاطر الصحية لنقص النوم؟

تظهر الدراسة نتائج متباينة بخصوص هذا الموضوع، ولكن بعد البحث والتحدث مع الخبراء، نستطيع القول أن بإمكاننا إستدراك ما فاتنا من النوم، وإن صعُب تحقيقه.

لمَ يصعب علينا تعويض قلة النوم؟

يدعم الطبيب النفسي وخبير النوم، أليكس ديميتريو، مفهوم إستدراك النوم، ولكن بشرط عدم تراكم ديون النوم بشكل كبير يصعب تعويضه. ووفقًا لتصريحه، فإن ضياع ساعة من النوم يعادل ساعة من الديون.

وصرح ديميتريو، وهو مؤسس مينلو بارك للطب النفسي وعلاج النوم، لموقع Business Insider Africa: “كلما ازدادت ديون النوم، يصبح من الصعب سدادها، مما يصعب عليك التعافي بشكل كامل، لذا من المهم جدًا عدم جعلها تتراكم أكثر من اللازم”.

وللسيطرة على هذه الديون أهميةٌ بالغة لتلافي تبعاتها، حيث أشار جيمس أ. رولي، الرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية لطب النوم: “أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤدي إلى مشاكل طبية، مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان والخلل المناعي”.

ووفقًا لدراسة محدودة عن ديون النوم ووقت التعافي منها، ربما تكون هي الأكثر إثارة للفضول؛ حيث يحتاج الانسان لسد الحرمان من ساعة نوم واحدة إلى إلى أربع ليالٍ متوالية بسبع إلى تسع ساعات من النوم العميق للتعافي تمامًا.

فمثلاً، إذا كنت تحتاج إلى سبع ساعات من النوم ولكنك تحصل على ست ساعات فقط خلال أيام الأسبوع، فستتراكم عليك خمس ساعات من النوم الإضافي يوم الجمعة. مما يعني أنك ستحتاج إلى 20 يومًا متواليًا من النوم العميق للتعويض والتعافي بالكامل. فالنوم لعدة ساعات إضافية في العطلة لن يحدث فرقًا.

وأضاف رولي: “مجرد النوم لعدة ساعات إضافية في العطلة لايعني تعويض نقص النوم الحاصل خلال الأسبوع بأكمله”.

لكن تجدر الاشارة إلى أنه في عام 1963، بقي شاب يبلغ من العمر 17 عامًا مستيقظًا لمدة 11 يومًا كتجربة أجراها لمشروع علمي. وعانى خلالها من الغثيان وفقدان الذاكرة، لكنه بعد النوم لمدة 14 ساعة، عاد إلى حياته الطبيعية.

في حين أنها ليست تجربة يود ديميتريو من مرضاه أو أي شخص آخر أن يكررها، لكن هذا يؤكد وجود حاجة لإجراء دراسات على مخاطر النوم الطويل للأشخاص الذين يعانون من قلة النوم المزمن.

أما إذا كانت العطلة هي الوقت الوحيد الذي يمكنك فيه أن تنال قسطًا كافيًا من النوم، فمن الأفضل زيادة (ساعات النوم) في عطلة نهاية الأسبوع بدلاً من عدم القيام بأي بشيء، بحسب ما قال أستاذٌ في علم النفس البيولوجي في جامعة ستوكهولم لموقع Business Insider Africa.

لكن ما الذي عليك فعله إذا كنت من ضمن الثلث الذين يحصلون فقط على ست ساعات من النوم غير الكافية؟

طرق لتسديد ديون النوم

يشبه تعويض نومك سداد ديون البطاقة الائتمانية؛ حيث تحاول تسديد بعض أو كل الدين حتى لا يتراكم ويزداد عليك.

وهذا يقتضي عدم الانتظار وتعويض النوم في أيام العطلة فقط، وإنما إذا فاتتك بعض الساعات خلال اليوم فيجب عليك تعويضها في اليوم التالي من خلال أخذ قيلولة من 20 إلى 30 دقيقة وهو الأفضل، أو الحصول على نومٍ جيد في الليل.

غير أن الأهم من هذا كله هو أن تضع جدول للنوم وتلتزم به. فحسب ديميتريو: “يتناسب النوم مع الانتظام والإيقاع”، وذلك لأنه يبقي على ثبات إيقاع ساعتنا البيولوجية.

يؤثر إيقاع الساعة البيولوجية، والذي يعرف أيضًا بساعة الجسم الداخلية، على عدد من الوظائف الجسدية المهمة، مثل تنظيم درجة الحرارة والتحكم في الهرمونات والذاكرة والتركيز – وطبعًا النوم.

يعد الحفاظ على جدول نوم متسق – أي الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم – إحدى الطرق الرئيسية للحفاظ على إيقاع صحي في الساعة البيولوجية، وبالتالي، يزيد من صحتك. ولهذا السبب لا يكون التعويض بالنوم لفترة طويلة هو أفضل خيار، بل الاكتفاء بالقيلولة القصيرة.

بالتأكيد، القيام بذلك ليس سهلاً، فليس لكل الناس القدرة على تغيير جدولهم والحصول على وقت إضافي.

فمثلاً لو كنت تعمل بنوبات ليلية، أو لديك وظائف متعددة، أو تحتاج إلى اصطحاب الأطفال في الصباح الباكر، تصبح أكثر عرضة لتراكم ديون النوم ولكن أقل مرونة في معالجتها وتعويضها. فابذل قصارى جهدك للحصول على أكبر قدر ممكن من النوم.

وأوضح رولي: “أن في ظروفٍ كهذه، حتى الحصول على 15 دقيقة إضافية في الليلة يمكن أن يشكل فرقًا كبيرًا”.

لربما من الأفضل التفكير في حلول مختلفة، فمثلاً وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن عندما قام مجموعة من الناس بتقليل أيام العمل من 5 إلى 4 أيام، انخفضت نسبة الذين يحصلون على أقل من سبع ساعات من النوم في الليلة من 42.6% إلى 14.5%.

على أية حال، صمم على أن تحصل على ساعات إضافية من النوم، وتذكر أن النوم ضرورة لا رفاهية.

فحسب رولي: “يجب اعتبار النوم مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، فهو أحد ركائز الصحة الجيدة، ويجب إعطاؤه الأولوية تمامًا كباقي المهام”.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: كوثر جاسم محمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!