أعراض سريرية جديدة مثبتة في أكبر سلسلة حالات عالمية لحالات جدري القرود المؤكدة

أعراض سريرية جديدة مثبتة في أكبر سلسلة حالات عالمية لحالات جدري القرود المؤكدة

30 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان عبد النبي

دقق بواسطة:

زينب محمد

نُشِرت في 21 يوليو 2022 في The New England Journal of Medicine سلسلة الحالات التي تعد نتيجة للتعاون الدولي عبر 16 دولة. أثبتت الدراسة أعراض سريرية جديدة لعدوى جدري القردة؛ مما سيساعد في التشخيص المستقبلي وإبطاء انتشار العدوى. وقد أُجريت استجابةً للتهديد المستجد للصحة العالمية، وتعد أكبر سلسلة حالات حتى الآن، وقد أصدرت تقريرًا عن 528 حالة عدوى مؤكدة في 43 موقعًا في الفترة ما بين 27 أبريل و24 يونيو لعام 2022.

يصيب الانتشار الحالي للفيروس الرجال المثليين ومزدوجي الميول الجنسية على نحو غير متكافئ، إذ ينتمي 98% من الأشخاص المصابين إلى هذه المجموعة. وعلى الرغم من أن الاتصال الجنسي هو وسيلة انتقال العدوى في معظم هذه الحالات على الأرجح، إلا أن الباحثين أكدوا أن الفيروس يمكنه الانتقال عن طريق أي اتصال جسدي وثيق من خلال قطرات الرذاذ التنفسية الكبيرة وربما عن طريق الملابس والأسطح الأخرى.

يوجد نقص عالمي في اللقاحات والعلاجات المتاحة لعدوى جدري القرود البشرية. وستساعد نتائج هذه الدراسة، بما في ذلك التعرف على الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى، في تعزيز الاستجابة العالمية لمواجهة الفيروس. ويمكن لتدخلات الصحة العامة الموجَهة للفئة الأكثر عرضة للخطورة أن تساعد في اكتشاف الفيروس وإبطاء انتشاره. وستتمثل العناصر الرئيسية لاستجابة الصحة العامة في التعرف على المرض، وتتبع المخالطين، ونصح الأشخاص بالعزل.

وقد حضر عديد من الأفراد المصابين المستعرَضين في الدراسة بأعراض غير متعارف عليها في التعريفات الطبية الحالية لجدري القردة. وتشمل هذه الأعراض ظهور آفات تناسلية أحادية، وقرح في الفم أو الشرج. وتشبه هذه الأعراض السريرية أعراض حالات العدوى المنقولة جنسيًا؛ مما يمكن أن يؤدي بسهولة إلى تشخيص خاطئ. وقد أدت الأعراض الفموية والشرجية في بعض الأشخاص إلى دخولهم المستشفى للتحكم في الألم وصعوبات البلع. ولهذا السبب من المهم أن يُعترَف بهذه الأعراض السريرية الجديدة، وتثقيف مختصي الرعاية الصحية بشأن كيفية التعرف على المرض والتحكم فيه؛ فالتشخيص الخاطئ يمكنه أن يُبطئ اكتشاف المرض ومن ثم يعرقل مجهودات التحكم في انتشار الفيروس. ومن ثَمّ ستؤدي الدراسة إلى ارتفاع معدلات التشخيص عندما يعاني شخص من الفئة المعرضة للخطورة من الأعراض التقليدية للعدوى المنقولة جنسيًا.

يجب تطوير تدابير الصحة العامة، مثل تحسين الاختبارات والتثقيف، وتطبيقها في الفئات المعرضة للخطورة للتأكد من أنها ملائمة دون إحراجهم، وتجنب الرسائل التي يمكنها أن تؤدي إلى التكتم على خبر تفشي المرض.

وقد صرحت شلوي أوكين، أستاذة طب فيروس نقص المناعة البشري (HIV) في جامعة كوين ماري في لندن ومديرة (the SHARE collaborative) قائلةً: “لا تعرف الفيروسات أي حدود، فقد وُصِفت الآن حالات عدوى جدري القرود في 70 دولة وفي أكثر من 13,000 شخص. وقد مكنت سلسلة الحالات الفعلية العالمية الأطباء في 16 دولة من مشاركة خبرتهم السريرية الواسعة وصور سريرية عديدة لمساعدة الأطباء الآخرين في الأماكن التي توجد بها حالات أقل. واتضح لنا أن تعريفات الحالات العالمية الحالية يجب أن تتوسع لإضافة الأعراض غير المدرجة حاليًا، مثل ظهور قرح في الفم أو الأغشية المخاطية الشرجية والقرح الأحادية. ويمكن لهذه الأعراض المحددة أن تكون شديدة وتؤدي إلى دخول المستشفى؛ لذلك من المهم إجراء التشخيص. وسيساعد توسيع تعريف الحالة الأطباء في التعرف على العدوى بسهولة؛ مما يحد من انتشارها. ومع الأخذ في الاعتبار القيود العالمية على اللقاحات وإمداد العلاجات المضادة للفيروسات إلى هذه العدوى الاستوائية المفتقرة للتمويل والمهملة، تظل الوقاية الوسيلة الرئيسية للحد من الانتشار العالمي لعدوى جدري القردة بين البشر”.

وقد أوضح د. جون ثورنهيل، طبيب استشاري في الصحة الجنسية وفيروس نقص المناعة البشري (HIV) ومحاضر سريري خبير في مستشفى بارتس التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية وجامعة كوين ماري في لندن قائلًا: “من المهم التأكيد على أن جدري القرود ليس عدوى منقولة جنسيًا بالمعنى التقليدي؛ إذ يمكن اكتسابه من خلال أى نوع من أنواع الاتصال الجسدي الوثيق. رغم ذلك، قد أوضح عملنا أن معظم حالات انتقال المرض حتى الآن مرتبطة بالنشاط الجنسي بين الرجال المثليين بشكل رئيسي ولكن ليس حصرًا. وقد زادت هذه الدراسة البحثية من فهمنا لطريقة انتشاره والفئات التي ينتشر بها، مما سيساعد في التعرف السريع على الحالات الجديدة ويتيح لنا تقديم استراتيجيات الوقاية مثل اللقاحات إلى الأفراد المعرضين لخطورة الإصابة بشكل أكبر.

إضافةً إلى ذلك، قد تعرفنا على أعراض وعلامات سريرية جديدة في الأفراد المصابين بجدري القرود. ففي حين أننا توقعنا مشكلات جلدية وطفح جلدي بأشكال متنوعة، وجدنا أيضًا أن شخصًا واحدًا من بين كل عشرة أشخاص قد أُصيب فقط بآفة جلدية أحادية في المنطقة التناسلية، و15% أُصيبوا بألم في الشرج و/أو المستقيم. وقد أوضحت هذه العلامات والأعراض المختلفة أن عدوى جدري القرود يمكن الإخفاق في تشخيصها أو الخلط بسهولة بينها وبين الحالات الشائعة للعدوى المنقولة جنسيًا مثل الزهري أو الهربس. لذلك نقترح توسيع التعريفات الحالية للحالة.

وأضاف قائًلا: “وجدنا أيضًا فيروس جدري القرود في نسبة كبيرة من عينات السائل المنوي المُختَبَرة في الأشخاص المصابين به. إلا أن هذا قد يكون أمرًا عارضًا؛ لأننا لا نعرف إذا كان موجودًا بمستويات مرتفعة بشكل كافٍ لتسهل الانتقال الجنسي. إذ نحتاج لعمل أكثر لنفهم ذلك بشكل أفضل.

وصرح كيليتسو ماكوفان، الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة، وزميل الصحة وحقوق الإنسان في جامعة هارفرد قائلًا: “أينما يظهر فيروس جدري القرود، فإنه يختبر قدرة أنظمة الصحة العامة لدينا على الاستجابة بشكل حاسم وعاجل أثناء حالة الطوارئ. إنه أمر سار أن تكون عضوًا في جماعة عملت بقوة لجمع المعلومات ومشاركتها مع بعضهم البعض ومع مجتمع الصحة العامة العالمي”.

المصدر: www.medicalxpress.com

ترجمة: إيمان عبد النبي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!