الجينوم البشري في أعظم صوره | نشر أول خريطة كاملة للجينوم البشري

الجينوم البشري في أعظم صوره | نشر أول خريطة كاملة للجينوم البشري

23 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

مروة صقر

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعتبر الجينوم البشري أقدم وأكبر شاهد على تطور الجنس البشري من فجر التاريخ، فهو يسجل كل طفرات الإنسان وتطوراته ومراحل حياته المختلفة ليقدم أعظم دليل على الحياة بمراحلها المختلفة.

ما هو الجينوم البشري؟

هو مجموعة كاملة من المعلومات الوراثية موجودة في تسلسل الحمض النووي الموجود داخل خلايا الإنسان، فهو الذي يجعلنا نبدو بصورتنا الحالية.

يتكون الجينوم من مجموعة من التراكيب الملتفة حول بعضها في صورة حلزونية مكونة حمض (DNA)، وتسمى هذه التراكيب بالكروموسومات حيث يوجد في جسم الإنسان ٢٣ زوج من الكروموسومات الحاملة للمادة الوراثية تجعلنا نبدو على ما نحن عليه.

ما أهمية الجينوم البشري؟

يحتوى الجينوم البشري على البروتينات الضرورية لحياة الإنسان، حيث تحدد هذه الجينات شكل الإنسان، وطوله، وحجمه، ولون العين، والشعر، والبشرة، وغيرها، كما يحتوي على المعلومات اللازمة لاستمرار عمل جميع خلايا الجسم وتجددها بشكل روتيني في موعدها الدقيق.

تحتوى الخلايا الجنسية للذكر والأنثى على نصف المادة الوراثية بما يساوي ٢٣ كروموسوم، والتي تتحد مع الكروموسومات الموجودة في الخلية الأخرى لتكون زوجًا من الكروموسومات يتحد لتكوين حمض (DNA) الحامل للمادة الوراثية والذي يتمركز بنواة الخلية ولا يخرج منها أبدًا، ولكن يقوم بإرسال مادة (mRNA) بالنيابة عنه لتوصيل الرسائل الهامة لباقي الخلية.

كم عدد الجينات في جسم الإنسان؟

يحتوى جسم الإنسان على مجموعة مختلفة من الجينات التي تقدر بحوالي ١٠٠,٠٠٠ جين يكون شفرة خاصة بكل إنسان، يقول العالم فريد هويل لو مُدت هذه الشفرة ووُضعت بجانب بعضها لتجاوزت المسافة بين الأرض والشمس، أي ما يعادل ١٥٠مليون كيلو مترًا من المعلومات الدقيقة المتراصة بترتيب محكم لتكون معلومات محددة عن كل ما يخص هذا الإنسان، والتي لو تغير وضع أي معلومة منها لتغير حال الإنسان وبالتالي ظهور ما يُعرف بالأمراض الوراثية.

ما هو مشروع الجينوم البشري؟

بدأ مشروع الجينوم رسميًا في الولايات المتحدة منذ عام 1990، واستغرق تنفيذه حوالي 13 عامًا من التنسيق بين وزارة الطاقة الأمريكية، والمعاهد الوطنية للصحة. كان من المقرر لهذا المشروع أن يستمر 15 عامًا، ولكن التقدم التكنولوجي السريع ساهم في إنجازه عام 2003.

يهدف المشروع للتعرف على الجينات الموجودة على (DNA) والبالغ عددها حوالي ١٠٠,٠٠٠ جين وتحديد متوالية القواعد الكيميائية المكونة له، وتخزين هذه المعلومات في قواعد البيانات باستخدام أدوات تحليل البيانات المتطورة، كما درس الباحثون أيضًا التركيب الجيني لكائنات غير بشرية متعددة مثل ذبابة الفاكهة، و فأر المختبر وبكتيريا (E- coli).

 كانت ميزة أخرى مهمة للمشروع هي اهتمام وتفاني الحكومات من أجل نقل التكنولوجيا إلى القطاع الخاص، من خلال منح ترخيص التقنيات لشركات القطاع الخاص وتقديم المنح للبحث الإبداعي، كان المشروع حافزًا على تشجيع صناعة التكنولوجيا الحيوية بمليارات الدولارات، وركز على تطوير تطبيقات طبية حديثة.

نشرت أوراق علمية تفاصيل التسلسل التاريخي وتحليل الجينوم البشري في فبراير ٢٠٠١ وأبريل ٢٠٠٣ في أعداد مجلة الطبيعة (Nature) والعلوم (Science).

أحدث خرائط الجينوم البشري

كشفت آخر الأبحاث في مارس الماضي عن أكثر خرائط الجينوم البشري اكتمالاً، والتي صححت عددًا كبيرًا من الأخطاء في الخريطة السابقة ومستكملة أجزاء مجهولة منها لتكون خريطة جينية جديدة شبه مكتملة لأكثر من ٦ مليارات حرف ممتد على ٢٣ زوجًا من الكروموسومات.

تعاون في هذا الجهد أكثر من ١٠٠ عالم على مستوى العالم بقيادة العالم آدم فليبي من المعهد القومي لأبحاث الجينوم البشري وكارين ميجا من جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز وإيفان إيكلر من جامعة واشنطن.

وفي النهاية، فإن من المتوقع لخريطة الجينوم البشري الحديثة أن تفتح آفاقًا جديدة  لتطور العلاجات والأدوية وتفتح مجالات عدة جديدة للارتقاء بالجنس البشري كاملاً.

المصادر:

بقلم: مروة صقر

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!