دراسة: كوفيد قد يكون مرتبطًا بارتفاع نسبة التهابات الدماغ لدى الأطفال

دراسة: كوفيد قد يكون مرتبطًا بارتفاع نسبة التهابات الدماغ لدى الأطفال

19 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

آلاء عصمت

أشارت دراسة جديدة إلى احتمالية وجود علاقة بين كوفيد-19 وارتفاع نسبة التهابات الدماغ البكتيرية في الأطفال.

حينما انتشر الوباء وجد الأطباء بمستشفى هيلين ديفوس للأطفال القائمة بنظام سبيكتروم هيلث (الطيف الصحي) بمدينة جراند رابيدز بمشيغان ارتفاعًا مثيرًا للقلق في حالات العدوى هذه بنسبة 236% وتساءلوا عن سبب ذلك.

وبالرغم من ندرة هذه الحالات، إلا أنها قد تكون طفيفة، وتحتاج فقط للمضادات الحيوية كي تزول، أو قد تكون شديدة وتحتاج إلى تدخل جراحي وقضاء فترة زمنية داخل وحدة العناية المشددة.

تقول د. روزماري أوليفيرو، المؤلفة الأولى، وخبيرة الأمراض المعدية للأطفال بالمستشفى: “هناك الكثير من الأسباب المختلفة التي قد تجعل تلك الالتهابات مرتبطة بكوفيد، ولكن قد لا يكون هناك علاقة أيضًا. فقد يكون مجرد اتجاه مُتبع (سائد)”.

أجرى فريق أوليفيرو مسحًا على 109 مستشفى في نطاق هذه الدراسة، لمعرفة إذا ما رأت مستشفيات الأطفال الأخرى نفس هذا الارتفاع المفاجئ بخراجات الدماغ والأنواع الأخرى من الدمامل الممتلئة بالقيح في الجمجمة.

أبلغ 43% عن ازديادٍ في حالات التهابات الدماغ خلال السنتين الأولى من الجائحة وبالمتابعة مع 64 مستشفى أعربوا عن اهتمامهم بالإمداد بالمزيد من المعلومات، وقد استجاب منهم 8، لاحظ جميعهم زيادة كبيرة في حالات التهابات الدماغ.

ولكن لماذا؟ يقول الباحثون أن البكتيريا التي تعيش بالأنف، والفم، والحلق من المحتمل أن تنتقل للمخ، والسبب يرجع إلى أن فيروس كورونا يُضعف الجهاز المناعي للفرد.

تقول أوليفيرو: “هناك بالفعل تفاعل متبادل بين جهاز المناعة والبكتيريا التي تعيش بالفعل في هذه المساحات التنفسية”، وأضافت أن العديد من العدوى البكتيرية الشائعة، مثل الالتهاب الرئوي، وعدوى الجيوب الأنفية قد تكون تابعة لعدوى فيروسية.

وبالتالي فإن العدوى الفيروسية تأتي في الغالب أولًا، ومن ثَم تنشأ العدوى البكتيرية عن هذه العدوى الفيروسية الأولية”، وتابعت بقولها: “تنشأ التهابات الدماغ الأكثر شراسة والملحوظة بالفعل من عدوى الجيوب الأنفية”.

ولكن أوليفيرو أفادت بأنه من المحتمل أيضًا أن يرجع سبب ارتفاع التهابات الدماغ إلى عدم تلقي الأطفال العناية الطبيعية أو اللقاحات المُقررة أثناء الوباء.

  تبحث أوليفيرو والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بمزيد من التعمق، لرؤية إذا كان بإمكانهم الإتيان بتفسير قاطع.  

يجب أن يكون الآباء على دراية بأن علامات التهابات المخ لدى الأطفال قد تتضمن صداع مستمر وتغيرات في السلوك.

أوضحت أوليفيرو: “إن الصداع شائعًا عند الأطفال، ولكن الصداع المستمر بالفعل ويختلف نوعه وحدته، يكون بمثابة نذير للآباء ومقدمي الرعاية إلى وجود خطبٍ ما، وبالتأكيد فإن السلوك غير الطبيعي، والحمى المرتفعة دون سبب، كل هذه الأشياء نحن  بحاجة إلى معرفتها والبحث أكثر في أعماقها”.

وتعد الطريقة الأفضل بالطبع لتجنب هذه المضاعفات المحتملة هو تجنب الإصابة بكوفيد من الأساس.

قالت أوليفيرو: “من المهم بالطبع أن نفكر في جميع التأثيرات المختلفة الناجمة عن كوفيد-19، ونحن بحاجة لكبح أية عدوى ملحوظة في أي طفل أو بالغ، لذا إن كنت من الفئات المصرّح لها بالحصول على اللقاح، فأخذه سيعود عليك بأكبر فائدة”.
ولكنها أضافت أن وسائل الرعاية الوقائية الاعتيادية الأخرى تعد أيضًا هامة.

حيث أوضحت: “إن رؤية طبيبك من أجل الفحوصات الدورية، والتأكد أننا على اطلاع دائم باللقاحات الدورية في مرحلة الطفولة يعد أمرًا هامًا للغاية”.   

وأردفت: أن الآباء عليهم أن يثقوا بحدسهم.

ونصحت أوليفيرو قائلةً: “إذا لم يكن طفلك يتصرف بصورة طبيعية، أو إذا كان هناك أي شيء يقلقك، فطبيب الأطفال الخاص بك موجود للمساعدة دائمًا”.

لم يشارك اثنان من خبراء طب الأطفال في هذه الدراسة لتقييمها.  

أفادت د. كولين كونينجهام، أستاذة ورئيسة قسم طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا بإرڤين بإن حالات الإصابة هذه قد تكون مرتبطة بكوفيد-19 ولكن هذه الدراسة لايمكنها إثبات ذلك.
“فإذا كان هناك فيروس ما يسبب اضطراب بالغشاء المخاطي للأنف، فقد يُعرضك هذا بطريقة ما لعدوى بكتيرية شديدة”، وتابعت: “ولكن هذه الدراسة لم تجعلني على يقين أن هذا هو السبب”.

وبالرغم من ذلك فقد أكدت كونينجهام على ضرورة تطعيم الأطفال للوقاية من كوفيد-19.

” بالكاد أجزم أن هذا سبب كافي للحصول على تطعيم كوفيد، أعتقد أنه هناك الكثير من الأسباب لتلقي تطعيم كوفيد، ولكن عليّ أن أخبر الآباء أنه لا داعي للقلق بشأن ارتفاع عدد هذه الحالات من التهابات الدماغ بشكل خاص”.

أعربت طبيبة الأطفال ريبيكا فيسك، وهي دكتورة بمستشفى لينوكس هيل، بمدينة نيويورك عن موافقتها على أن هذه الدراسة لا تثبت أن كوفيد هو سبب هذه الإصابات.

حيث أوضحت: “لا أتوقع أن يؤثر هذا على رعاية المرضى، ولكن عليّ أن أشير إلى ضرورة استمرار أطباء الأطفال في تقييم الطفل السليم والمريض كليهما بشكل مستفيض من خلال الفحص الشامل، وأخذ تاريخ مرضي وافي من الآباء، وبناءًا علي ذلك تُجرى الدراسات المخبرية السريرية والإشعاعية اللازمة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: آلاء عصمت

مراجعة وتدقيق: أمة الرحمن الحاج


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!