9 يونيو , 2022
تؤثر المبادئ الأخلاقية على مفهوم الجاذبية الجسدية عند الشخص.
هناك سمات محبطة ولا مفر من مرافقتها لمفهوم الجمال، منها أن الأشخاص الجذابين يتلقون امتيازات غير مستحقة خلال حياتهم. وترتبط بهم الصفات الشخصية الإيجابية، ويعتبر هذا تحيز وأيضًا صورة نمطية يطلق عليها “الجمالُ خَيّر”.
و”المختلف سيئ”، هذه أيضًا صورة نمطية أخرى تضيف تعقيدًا أكبر على الطبيعة الإشكالية لردة فعل الناس لمفهوم الجمال، فغالبًا ما يُنظر إلى الأشخاص الذين يعانون من اختلاف في الوجه (الندبات، والوحمات والتشوهات الخلقية …إلخ) على أنهم أقل ذكاءً، وأقل كفاءة، وأقل جدارة بالثقة، وبطريقة ما يتم تجريدهم من إنسانيتهم.
طرحنا السؤال التالي في بحث نُشر مؤخرًا: هل الجمال يؤثر على الخير نفسه فقط، أم أن انطباعنا عن الجمال الجسدي يشكل أحكامنا الخيرة أيضًا؟
نرى أن الصور النمطية مثل “الخير جميل” و”السيئ القبيح” تكون موجودة أيضًا بطرق مختلفة، مثل أن الأشخاص الطيبين يُنظر لهم على أنهم أكثر جاذبية والأشرار على أنهم أقل جاذبية. قمنا بالبحث فيما إذا كان تأثير أحد أنواع التقييم (الأخلاقية) على نوع آخر (الجمالية) تتأثر بالعمر والجنس. قام أشخاص بتقييم وجوه أصغر سنًا وأكبر سنًا لنفس الاشخاص، وفقًا للجاذبية، الثقة والاجتماعية. لكن قبل إجراء تقييماتهم، قمنا بوضع وصف للشخص مع كل الوجوه يوضح فيما إذا كان اجتماعي، أم غير اجتماعي، أم محايد.
أحكام الناس على الأفعال الأخلاقية للأشخاص الذين قيموهم سابقًا أثرت على حكمهم لجاذبية الوجه. فقيّموا الوجوه الأكثر جاذبية وثقة وودًا، عندما تم ربطها بأفعال نافعة اجتماعيًا أكثر من التي تم ربطها بأفعال محايدة. والعكس عند اقتران الوجوه بأفعال معادية للمجتمع.
تقييم صلاح الشخص يرتبط مع تقييم الجاذبية الجسدية، والتي قد تكون مدعومة عن طريق الدماغ تجمع الأنظمة العصبية والمعرفية المشتركة في أنظمة المكافأة والأنظمة العاطفية لدينا، كما في القشرة الأمامية المدارية الوسطى.
كلٌ من صفات الوجه الجذابة التي تشير إلى صحة جيدة، والشريك الجيد، والسلوكيات الاجتماعية الجيدة قد يكون لها قيمة تكيفية في بقاء الإنسان وتكاثره فتم دمج هذه القيم.
الأحكام بالجمال كانت أقل تأثرًا بالتجاوزات الأخلاقية في الوجوه الأكبر سنًا على عكس وجوه الشباب. يبدو أن الناس أكثر تسامحًا مع الانتهاكات الأخلاقية التي يرتكبها الأكبر سنًا من الأفراد الأصغر سنًا.
الفيلسوف آرثر شوبنهاور لاحظ أن “الشعر الأبيض يوحي بالوقار دائمًا”. غالبًا ما يُنظر إلى الأشخاص الأكبر سنًا على أنهم أكثر حنانًا وأحيانًا أقل كفاءة (بسبب الضعف الإدراكي)، والتي قد تخفف من آثار السلوكيات المعادية للمجتمع وأحكامها المرتبطة بالجاذبية.
لم نجد اختلافات متعلقة باختلاف الجنس. قد يكون بسبب أن السلوكيات الأخلاقية للأزواج المحتملين مهمًا بنفس القدر لكل من الذكور والإناث، وهذا يشير إلى أن السمات الشخصية الإيجابية عامل مهم في الأزواج على المدى الطويل.
أيضًا وجدنا أن الأشخاص الحساسين تجاه المواضيع الأخلاقية والذين يميلون للتعبير عن مخاوفهم العاطفية، هم أكثر عُرضة من غيرهم للحكم على الوجوه بأنها أقل جاذبية عند إقرانها بسيناريوهات معادية للمجتمع.
باختصار، التقييمات الجمالية تتشكل من خواص الأشياء الجمالية نفسها (مثل عمر الوجه)، والمتطلبات السياقية (مثل الأخلاقيات)، والاختلافات الفردية والنفسية للمقيِّمين (على سبيل المثال، التعاطف). المعتقدات حول الأخلاقيات الحميدة والجمال الجسدي تؤثر على بعضها البعض. كل ما هو خَيّر أيضًا جميل وكل ما هو سيء أيضًا قبيح.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: شهد التويجري
تويتر: @ShahdAltwijri
مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً