يودّ كثيرٌ من الناس التأكد من أن تدريباتهم مُجدية، ولكن هل حقًا تُعدُّ اليوغا تمرينًا؟ في الحقيقة، هذا يعتمد على ما تريد أن تحققه. ففي حال كنت تبحث عن شيء ليُعدّل مزاجك للأفضل ويعزز المرونة، فستكون اليوغا الخيار المناسب لك. أمّا إذا كنت تبحث عن تمارين الرياضة الهوائية (الأيروبيك) فقد تحتاج في هذه الحالة إلى تمارين مختلفة.

لقد قمنا بتمشيطٍ شامل في الأبحاث للعثور على فوائد اليوغا، ولكننا مازلنا بحاجة لمزيد من الأجوبة. لذلك قمنا بسؤال المعالجة الفيزيائية ومعلمة اليوغا المختصة ليبي هينسلي لتساعدنا في هذا المقال.

هل تُعدُّ اليوغا تمرينًا؟

قبل أن نقوم بتقييم اليوغا على أساس أنها تمرين أم لا، من الأفضل بدايةً أن نُعرّف معنى ‘تمرين‘.

أوضحت هينسلي: “التمرين يتضمن أي نشاط يجعل الجسم يتحرك أو يجعله متطلبًا لجهدٍ بدني، ويُؤخذ بنيّة تطوير الصحة أو اللياقة”.

وأشارت هينسلي إلى أن اليوغا توصف بأنها تمرين إذا ما مورست بتلك الطريقة المذكورة آنفًا. ويجب علينا أن نتذكر بأن مستوى قدراتنا جميعًا تختلف عن بعضها، فما يوصف بأنه ‘تمرين‘ سيختلف من شخص لآخر.

وقد أشارت أيضًا بأن اليوغا، إجمالاً، لا تتعلق فقط بتحسين اللياقة. فقد شرحت قائلةً: “تشمل أدوات ممارسة اليوغا مبادئ نمط الحياة الأخلاقية، ووضعيات اليوغا، وتمارين التنفس وممارسات تأملية. سيحصد الممارسون بشكل مثالي فوائد أكبر من ممارسة اليوغا بالإضافة إلى اللياقة البدنية”.

هل تقدم اليوغا تمرينات؟

إذا كنت تمارس نمطًا أكثر حيوية من اليوغا وتنتقل بين الوضعيات بشكل سريع، ستحصل على تمرين عضلي منخفض الكثافة. هناك عدة أمثلة لأنماط اليوغا متضمنة تدفق فينياسا، أو أستانغا فينياسا، أو أنماط اليوغا القوية.

وجد تحليل نُشر في صحيفة كارديولوجي العالمية بأنه قد يكون لليوغا تأثير إيجابي في التقليل من خطورة عوامل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقترحةً أنّ النشاط الذي يُمارس له تأثير على أنظمة القلب.

ممارسة اليوغا بشكل منتظم لا يمكنها فقط تطوير ضغط الدم الانقباضي والانبساطي_ واللذان يرتبطان بأمراض القلب والتنفس_ بل يستطيع أيضًا التأثير بشكل إيجابي على معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس ومحيط الخصر.

بعض أنماط اليوغا أيضًا تستطيع تعزيز قوة العضلات وقدرة تحملها. هذه التمارين تركز على التمسك بوضعيات تتضمن مجموعات عضلية رئيسية متعددة. هذا وقد لخص تحليل لعدد 12 دراسة نُشرت في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة بأن ممارسة اليوغا بشكل منتظم قد يحوي “تأثيرات إيجابية معتدلة على قوة العضلات”.

هناك أنماط لليوغا مريحة أكثر وإصلاحية، وهي غير قادرة على تطوير لياقتك، ولكنها تساعد على استرخاء الجسم وتهدئة النظام العصبي. قالت هينلي: “هذه التمارين (الإصلاحية) قد تساعد على الشفاء، مما يؤدي لفوائد غير مباشرة على زيادة تحمل أو تقوية نظام القلب والأوعية الدموية”.

هل بإمكانك أن تحسب اليوغا ضمن نشاطك الأسبوعي؟

على الرغم من كل الأبحاث التي ذكرناها آنفًا، إلا أنه هناك بعض المحدوديات الكبيرة لليوغا كتمرين. 

على سبيل المثال، فقد أوضحت هينلي بأن اليوغا لا تقدم الكثير من المقاومة، والتي تعدُّ عاملاً أساسيًا في روتين التمارين الفعالة. ومن غير المحتمل أيضًا بأن تُحتسب ممارسة اليوغا ضمن نشاطك الأسبوعي من تمارين القلب التي تحتاج إليها بشدة.

أفادت إرشادات عامة للتمارين البدنية صادرة عن جمعية القلب الأمريكية بأن البالغين يجب عليهم أن يسعوا لإكمال التمارين الهوائية متوسطة الشدة في 150 دقيقة بالأسبوع، أو 75 دقيقة لكل تمرين هوائي قوي.

نُشرت دراسة على موقع إم بي سي للطب التكميلي والبديل تحقق في ما إذا كانت ممارسة اليوغا التقليدية بوضعيات شائعة، كافٍ لمقابلة توصيات الأنشطة البدنية تلك. وقد وجدت بأن ما تتطلبه عملية الأيض لليوغا مماثلة للمشي على جهاز المشي بسرعة 3.2 كم/ الساعة (2 ميل بالساعة) وهذا لا يقابل التوصيات لمستويات التمرينات البدينة للتطوير أو المحافظة على الصحة أو لياقة القلب والأوعية الدموية.

دراسة أخرى نشرت في مجلة أبحاث القوة والتكييف أيدت بها هذه الأبحاث. فقد وجدت بأن كثافة تمارين اليوغا يُقدّر بحوالي 2.17 مت (Met) خلال التمرين في المتوسط.

ملاحظة: (مت) واحد يعادل كمية الطاقة المستخدمة أثناء الجلوس بهدوء، أما في حال الركض فإنه عادةً من 8-9 مت، أي أن 2.17 متدنية جدًا على هذا المقياس.

على ضوء هذه الاستنتاجات، تبدو نصيحة هينلي حكيمة، حيث قالت: “في حين أن ممارسة اليوغا القوية أو المعتدلة يمكن أن تساهم بشكل معتدل في لياقة الشخص العامة، فإني أوصي دائمًا بأن يدمج الأشخاص مجموعة متنوعة من أنماط الحركة في روتين تمارينهم”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: راما علي

تويتر: @jersulemammar

مراجعة وتدقيق: زينب محمد