٢٨,٠٠٠ طن من وسائل الوقاية من كورونا تسبح في محيطاتنا اليوم

٢٨,٠٠٠ طن من وسائل الوقاية من كورونا تسبح في محيطاتنا اليوم

3 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

روان الرفاعي

دقق بواسطة:

عبد الله صالح

وفقًا لدراسة حديثة، فإن أكثر من ٢٨,٠٠٠ طن (٢٥,٠٠٠ طن متري) من وسائل الوقاية البلاستيكية التي فرضتها الجائحة كالأقنعة والقفازات انتهى بها المطاف في المحيطات. وقالت صحيفة الجارديان بأن تلك المخلفات تعادل ٢٠٠٠ حافلة من الحافلات ذات الطابقين. ومن المتوقع في غضون السنوات القليلة القادمة بأن ينتهي أمر مخلفات الجائحة تلك بالسباحة حول القطب الشمالي.

وفقًا لصحيفة الجارديان، فقد كشفت الإحصائيات بأن ١٩٣ دولة أنتجت ما يقارب ٩,٢ مليون طن (٨,٤ طن متري) من مخلفات وسائل الوقاية البلاستيكية ذات علاقة بالجائحة منذ بدايتها وحتى منتصف أغسطس عام ٢٠٢١.

وفي دراسة حصرية نُشرت في الثامن من نوفمبر المنصرم في مجلة أحداث الأكاديمية الوطنية للعلوم، ذكر كاتبو التقرير بأن الغالبية العظمى من مخلفات البلاستيك الناتجة عن وسائل الوقاية استهلكتها المستشفيات – بنسبة تقارب ٨٧,٤٪- بينما استهلك الأفراد ٧,٦٪؜. وشكّلت مواد التغليف ومعدات فحوصات كورونا ما نسبته ٤,٧٪؜ و ٠,٣٪؜ على التوالي من مخلفات الجائحة البلاستيكية.

صمم فريق الدراسة نموذجًا لتوقع كمية البلاستيك الذي سينتهي به المطاف في البحر بعد التخلص منه. ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، فقد رجّح الفريق بأنه حتى ٢٣ أغسطس، ما يقارب ٢٨,٥٥٠ طن (٢٥,٩٠٠ طن متري) من الوسائل البلاستيكية  قد شقت طريقها بالفعل إلى المحيطات عن طريق ٣٦٩ نهرًا رئيسيًا. ويذكر كاتب التقرير بأنه  خلال ثلاث سنوات من الآن ستنتقل وسائل الوقاية البلاستيكية من سطح البحار إلى الشواطئ وقيعان المحيطات، وأنه بحلول نهاية العام سينجرف أكثر من ٧٠ ٪؜ من تلك المخلفات إلى الشواطئ.

يتنبأ النموذج بأن القمامة ستؤثر على المدى القريب على بيئة سواحل المناطق التي خرجت منها، وأننا سنرى على المدى البعيد تشكّل أكوام من مخلفات جائحة كورونا في منطقة البحر المفتوح. فعلى سبيل المثال، قد تتراكم القمامة في الشمال الشرقي من المحيط الهادئ و الجنوب الشرقي من المحيط الهندي. ويتوقع النموذج أيضًا بأن معظم مخلفات البلاستيك التي اندفعت باتجاه الدائرة القطبية الشمالية ستواجه طريقٍ مسدودة، حيث لن تلبث طويلًا حتى تغرق  لقاع المحيط، وتوقع الباحثين أيضًا بأن منطقًة ما ستعرف لاحقًا بمنطقة البلاستيك المتراكم حول القطب ستظهر بحلول عام ٢٠٢٥.

يذكر كاتبو التقرير: “بحلول نهاية هذا القرن، يتوقع النموذج بأن كل المواد البلاستيكية التي لها علاقة بالجائحة سينتهي بها المطاف إما في قاع البحار ( ٢٨,٨٪؜) أو على الشواطئ (٧٠,٥٪؜) وستلحق ضررًا بالنظام البيئي للمناطق القاعية، أي أعمق مناطق المحيطات”. ويضيفون: “في ظل جائحة كوفيد-١٩ التي نعيشها اليوم، أصبحت الحاجة لاستخدام منتجات البلاستيك ذات الاستعمال الواحد في ازدياد، مما زاد من حجم المشكلة الخارجة عن السيطرة أصلًا، هذه النتائج تدفعنا إلى النظر مليًا في كيفية إدارة مشكلة مخلفات كورونا البلاستيكية، وتسلط الضوء تحديدًا على تلك الي تجد طريقها نحو الأنهار وأماكن تجمع المياه حيث تحتاج إلى وقفة جادة للنظر في أمرها”.

وكتب الكاتب بأن الدراسة تحديدًا تركز على حاجتنا لنظام أفضل في التعامل مع قمامات المواد البلاستيكية الطبية في الدول النائية من حيث كيفية جمعها ومعالجتها والتخلص منها ، لكي نبعدها عن الأنهار. وسلطت الدراسة الضوء أيضًا على حاجتنا عمومًا إلى الحد من استخدام  المنتجات التي تستعمل مرة واحدة فقط واستبدالها بأخرى مستدامة قدر الإمكان.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة : روان الرفاعي

مراجعة: عبدالله صالح


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!