دقات القلب تشكّل إدراكك للوقت

دقات القلب تشكّل إدراكك للوقت

12 مايو , 2023

ترجم بواسطة:

كاترين مياله

دقق بواسطة:

زينب محمد

يتابع دماغك مرور الوقت دون وعيك في هذه اللحظة، مما يتيح لك التركيز على أشياء أفضل مثل قراءة هذه المقال.

يحدث هذا تلقائيًا، ولكن ليس باستمرار. يمكن أن يتقلب إدراك الدماغ للوقت، حيث يبدو أن بعض اللحظات تتمدد أو تتقلص بالنسبة لكل ثانية موضوعية.

رُغم أن هذه التقلبات في الوقت المناسب قد تكون تشويهًا للواقع، إلّا أنها من الناحية الفنية ليست كلها في رأسك. فوفقًا لدراسة جديدة، بعضها ينبع من قلبك.

يقول المؤلف الكبير وأستاذ علم النفس بجامعة كورنيل آدم ك.أندرسون، إن دقات القلب تحدد وتيرة إدراك الوقت، موضحًا الدور الرئيسي الذي تلعبه قلوبنا في مساعدتنا على تتبع الوقت.

يقول أندرسون: “الوقت هو أحد أبعاد الكون وأساس لتجربتنا مع الذات. يُظهر بحثنا أن التجربة اللحظية للوقت تتم مزامنتها مع طول نبضات القلب وتتغير معها”.

أوضح الباحثون أن هذه الاختلافات في إدراك الوقت – أو “التجاعيد الزمنية” – طبيعية، وقد تكون قابلة للتكيف. استكشف البحث السابق أيضًا أصولهم، مما يشير إلى أن الأفكار والعواطف يمكن أن تشوه إحساسنا بالوقت، مما يجعل بعض اللحظات تبدو وكأنها تتوسع أو تنكمش.

في دراسة أجريت العام الماضي، على سبيل المثال، وجد أندرسون وزملاؤه أن ركوب قطار الواقع الافتراضي يبدو أنه يدوم لفترة أطول للركاب عندما تكون القطارات المحاكاة مزدحمة.

يقول أندرسون إن العديد من الدراسات السابقة ركزت على تصور الفترات الزمنية الطويلة نسبيًا، وبالتالي تميل إلى الكشف عن المزيد حول كيفية تقدير الناس للوقت أكثر من كيفية تجربتهم مباشرة في اللحظة.

لإلقاء مزيد من الضوء على هذا الأخير، بحثت الدراسة الجديدة عن الروابط بين إدراك الوقت والإيقاعات الجسدية، مع التركيز على التقلبات الطبيعية في معدل ضربات القلب. يمكن أن تكون كل نبضة فردية أقصر أو أطول قليلاً من النبض السابق في حين أن الإيقاع العام للقلب يبدو ثابتًا.

أظهرت الأبحاث أن دقات القلب يمكن أن تؤثر على إدراكنا للمحفزات الخارجية، ولطالما اشتبه في أن القلب يساعد الدماغ في الحفاظ على الوقت.

أجرى الباحثون دراسة على 45 طالبًا جامعيًا من جامعة كورنيل، تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا مع حدة سمعية طبيعية وليس لديهم تاريخ للإصابة بأمراض القلب.

استخدموا تخطيط كهربية القلب (ECG) لمراقبة نشاط القلب بدقة تصل إلى جزء من الثانية، وربط مخطط كهربية القلب بجهاز كمبيوتر لإرسال نغمات ناتجة عن دقات قلب الشخص.

استمرت كل نغمة من 80 إلى 180 مللي ثانية فقط، وبعد سماع واحدة، طُلب من الأشخاص الإبلاغ عما إذا كانوا يعتقدون أنها استمرت لفترة أطول أو أقصر من النغمات الأخرى.

أشار الباحثون أن النتائج تظهر تقلصات مؤقتة في العمل. لاحظ الأشخاص أن النغمات تكون أطول عندما تسبق النغمات ضربات قلب أقصر، وأُبلغ عن النغمات على أنها أقصر عند اتباعها نبضات قلب أطول.

يقول أندرسون: “إن دقات القلب هي إيقاع يستخدمه دماغنا لمنحنا إحساسًا بمرور الوقت. وهذا ليس خطيًا – إنه يتقلص ويتوسع باستمرار”.

لاحظ الباحثون أنه بينما قد يكون للقلب تأثير كبير على إدراك الدماغ للوقت، إلا أنه طريق ذو اتجاهين؛ حيث أدى سماع نغمة الأشخاص إلى تركيز انتباههم على الصوت، وهو “استجابة توجيهية” أدت بدورها إلى تغيير معدل ضربات قلبهم وتعديل تجربتهم مع الوقت.

قد يبدو الإدراك الخاطئ لمرور الوقت شيئًا سيئًا، وأحيانًا يكون كذلك. ولكن في حين أن فقدان مسار الوقت يمكن أن يؤدي إلى مشاكل، فقد تكون هناك أيضًا فوائد تكيفية لنوع التجاعيد الزمنية المحددة في هذه الدراسة.

يضيف الباحثون أن القلب يبدو أنه يساعد الدماغ على العمل بكفاءة أكبر بموارد محدودة، مما يؤثر على كيفية تجربته لمرور الوقت على أصغر المقاييس، ويعمل في فترات زمنية قصيرة جدًا بالنسبة للأفكار أو المشاعر الواعية.

يضيف أندرسون: “حتى في هذه الفواصل الزمنية من لحظة إلى أخرى، فإن إحساسنا بالوقت يتقلب”. والتأثير الخالص للقلب، من النبضة إلى الأخرى، يساعد في خلق إحساس بالوقت”.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: كاترين مياله

فيسبوك: chathrine.myaleh

لينكد إن: cathrine-mayaleh

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!