crossorigin="anonymous">
7 سبتمبر , 2022
بيّنت الأبحاث أن درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى اضطراب النوم وتبلّد الاستجابة المناعية.
وبعد قضاء صيف لاذع تغدو هذه الوضعية مألوفة للعديد من الأشخاص، إذ تظل مستيقظًا طيلة ليلة دافئة وفي محاولة غير موفقة لتنعم بنوم هنيء، تركلُ الملاءات جانبًا و تهديك مروحة السقف المتطابقة مُهلة بين الفينة والأخرى لتغمض جفونك.
ولكن وفق ورقة بحثية أنجزها الدكتور مايكل إروين، وهو أستاذ في الطب النفسي وعلم السلوك الحيوي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس: لا يؤدي احترار الكوكب إلى الصعوبة في النوم فحسب بل أُثبت أن اضطراب النوم قد يجعل الجسم عاجزًا عن تجنب العدوى.
يقول إروين الذي لطالما درس كيفية تعديل النوم للجهاز المناعي أن بعض الدراسات التي أُجريت حول كيفية تأثير البيئة والجو المحيط والحرارة على النوم خلصت إلى أن الاحترار ينتج عنه اضطراب النوم.
كما أوضحت الدراسات أن قلة النوم تقترن بالعُرضة للأمراض المعدية وقد تجعل اللقاحات غير فعّالة وفق ما كتبه إروين في البحث المنشور في مجلة الحرارة الأسبوع الماضي بعد أن راجعها الزملاء.
ويردف إروين: “على ضوء البحث الذي بيّن العلاقة بين قلة النوم وتراجع الاستجابة المناعية تُثار أسئلة في أوانها كظاهرة التغير المناخي وما إذا كانت الأمراض المُعدية ناجمة عنها في خضم التطور المستمر لوباء كوفيد 19 ونشوب جدري القردة وعودة فيروس شلل الأطفال في نيويورك ولندن.
قال إروين، مدير مركز كوزنس لعلم المناعة العصبي الذهني بمعهد ذي جيين آند تاري سامل لعلم الأعصاب والسلوك البشري في جامعة كاليفورنيا: “لم تجُل هذه الفكرة بخاطر أحد من قبل وهي أن الأزمة الحالية للتغير المناخي تُفضي إلى اضطراب النوم ومن المحتمل أن خطر الأمراض المعدية يتربص بنا بسببها ولهذه المسألة وقع كبير تمثل في التفاوتات، إذ يجابه الحر المجتمعات محدودة الدخل، والتي لا تتمتع في أغلب الأحيان بمكيفات هوائية”.
يبيّن بحث إروين كيف تؤثر قلة النوم على الجهاز المناعي وتفشي خطر الإصابة بأمراض معدية ولُخص منه إلى ما يلي:
تشير بعض الدراسات التجريبية صغيرة الحجم التي أجريت على البشر إلى أن قلة النوم قد تؤدي أيضًا إلى ضعف الاستجابة للقاحات. في إحدى الدراسات، على سبيل المثال، سجّل الأشخاص الذين حُرموا من النوم حرمانًا جزئيًا طيلة أربع ليالٍ متتالية قبل تلقي لقاح الإنفلونزا ثلاثي التكافؤ انخفاضًا بنسبة 50٪ في عيار الأجسام المضادة مقارنةً بأولئك الذين ينامون بشكل طبيعي.
تشير الدراسات الأخرى التي اختبرت آثار اضطراب النوم بعد التطعيم ضد الإنفلونزا أو التهاب الكبد إلى أن فترة النوم القصيرة، على الأقل بالنسبة إلى البالغين الأصحاء، من المحتمل أن ترتبط بانخفاض الاستجابة المناعية التكيفية وربما الحماية السريرية.
ترتبط المدة المقضاة في النوم أيضًا بتداعيات خطر الإصابة بأمراض معدية. أظهرت الأبحاث الأساسية أن النوم لمدة طويلة يؤدي إلى انخفاض الحمل البكتيري والبقاء على قيد الحياة في إطار مجموعة متنوعة من نماذج الأمراض المعدية. أظهرت الدراسات الاستقصائية المبلغ عنها ذاتيًا أيضًا أن النوم لمدة قصيرة يزيد من خطر الإصابة بالعدوى
رغم وجود أدلة وفيرة على أن اضطرابات النوم وأعراض الاكتئاب قد زادت حدّتها بشكل الجائحة ملحوظ أثناء جائحة كوفيد 19، إلا أن العديد يجهلون تداعيات قلة النوم وخطر ونتائجها.
ولكن أشارت دراسة حديثة أجريت على أكثر من 46000 مريض إلى أن الاضطراب الكبير بالنوم كان مرتبطًا بزيادة مضاعفة في مخاطر الوفيات للمرضى، الذين أصيبوا بالجائحة في حين لم يجدوا ارتباطًا في حالة عدم الإصابة.
قال إروين: “إن البحث المستقبلي يجب أن يكون تقييمًا لكيفية تأثير تغيير درجات الحرارة المحيطة على النوم، ومن ثمة على وظيفة المناعة”. وأضاف إنه من المفترض أن يُعنى البحث مستقبلاً بكيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة المحيطة على المجتمعات باختلاف أنواعها وبالمجتمعات المهمشة والمحرومة منها.
المصدر: https://www.sciencedaily.com
ترجمة: إكرام الدعاسي
تويتر: Ikram Daassi
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً