crossorigin="anonymous">
19 أكتوبر , 2022
يعاني حوالي 50% من أمهات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بنسبة مرتفعة من مرض الاكتئاب على مدى 18 شهرًا، بينما كانت المعدلات أقل بكثير بنسبة تتراوح من (6٪ إلى 13.6٪) للأمهات اللواتي لديهن أطفال ذي طبيعة عصبية بنفس المرحلة.
وعهدنا من قبل أن معاناة أحد الوالدين من الاكتئاب يزيد من خطر تعرض الأطفال لمشاكل عقلية وسلوكية، ولكن هذه الدراسة محت كل ما سبق.
قال دانييل روبنوف، الطبيب والأستاذ المساعدة بجامعة كاليفورنيا (بسان فرانسيسكو) بقسم الطب النفسي والعلوم السلوكية، ومن أوائل القائمين على هذه الدراسة: “وجدنا أن أعراض الاكتئاب أعلى من معدلها لدى الأمهات التي لم تتوقع زيادة في مشكلات الأطفال السلوكية بمرور الوقت، ويشمل ذلك العائلات التي لديها طفل مصاب بالتوحد الذي يحتاج لمزيد من الجهد، كان ذلك غير متوقع وغير سار”.
وأشارت إليسا إبيل، الطبيبة والأستاذة بجامعة كاليفورنيا (بسان فرانسيسكو) في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية والمؤسسة لهذه الدراسة إلى أن: “كونك والد طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يمثل تحديًا يوميًا بطبيعته. إنه مثال نموذجي للإجهاد المزمن، ولهذا السبب كنا نركز على الأمهات مقدمات الرعاية بدراساتنا التي تختبر آثار الإجهاد على الصحة”.
وأضافت إيبل: “نعلم بالفعل من هذه العينة أن الأمهات اللواتي يعانين من كثرة الاكتئاب تظهر عليهن علامات الشيخوخة البيولوجية أسرع، كانخفاض معدل هرمون المضاد للشيخوخة، وتشيخ الخلايا المناعية في العموم، وهنا نود أن نفهم تأثير هذا الاكتئاب على صغيرهم والعكس”.
وجد الباحثون أن مشاكل سلوك الطفل تُنبئ بمستويات أعلى من اكتئاب الأمهات ما قبل بداية الرحلة، بغض النظر عن حالة اضطراب التوحد، لم يروا التأثير العكسي؛ لكنهم لم يتنبأوا باكتئاب ما قبل الولادة بهذه المشاكل السلوكية للطفل في وقتٍ لاحق.
أوضح روبنوف: “ظهور اكتئاب ما قبل الولادة هذا لا يعني تفاقم الأعراض مرض التوحد لدى الأطفال فأنه مهم بشكل خاص لأمهاتهم؛ للمساعدة في تخفيف شعورهن بالذنب حول تشخيص أطفالهن ومشاكلهم السلوكية”.
“نأمل أن تُطمئن هذه النتائج الأمهات إلى أنه من الشائع مواجهة بعض الاكتئاب في هذا الوضع المشحون بالإجهاد لتقديم الرعاية المستمرة، وعلى الأرجح أن اكتئابهن لا يجعل مشاكل سلوك أطفالهن أسوأ”.
يُظهر بحث سابق للفريق أن لوم الذات والشعور بالذنب بين أولياء أمور أطفال اضطراب طيف التوحد أمر شائع، ويتوقع تفاقم الاكتئاب وانخفاض الرضا عن الحياة بمرور الوقت.
في الدراسة الحالية، قاس الباحثون مرارًا وتكرارًا اكتئاب الأمهات والمشاكل السلوكية الأطفال في 86 زوج مكون من الأم والطفل على مدى 18 شهرًا، نصف هؤلاء الأمهات لديهن أطفال مصابين باضطراب طيف التوحد والآخرين لديهن أطفال ذوي طبيعة عصبية، وتراوحت الفئة العمرية للأطفال بالدراسة بين عامين و16 عام، على الرغم من أن غالبية الأطفال (75٪) كانوا في المرحلة الابتدائية أو أقل.
قيس اكتئاب الأمهات باستخدام مقياس لأعراضه، وهو مقياس تقرير ذاتي أكملته الأمهات بأنفسهن، حيث قيس سلوك الطفل من خلال تقرير للأم على مقياس الاضطرابات النفسية للطفل، والذي يركز على السلوكيات الظاهرية مثل نوبات الغضب والعداء والتحدي.
وأشار الباحثون إلى ضرورة تركيز الدراسات المستقبلية أيضًا على الروابط بين اكتئاب الأمهات وأعراض استيعاب الأطفال، مثل الانسحاب والقلق والتفاعل العاطفي.
أُبلغ عن الارتباطات ثنائية الاتجاه بين اكتئاب الأم والمشاكل السلوكية للطفل في الأبحاث السابقة، ولكن لم تفحص سوى عدد قليل من الدراسات التي تختبر العلاقات في العائلات التي تعاني من التوحد.
وأوضح روبنوف: “تميل العائلات التي تعاني من التوحد إلى التعرض لمزيد من الصراعات الزوجية، وانخفاض معدلات الرضا عن العلاقة، والعديد من التحديات الأخرى”.
وأضاف: “قد تمتد البيئة الأسرية المُرهقة إلى أفراد الأسرة ويمكن أن تغير الطريقة التي ترتبط بها الأمهات والأطفال ببعضهم البعض، أردنا أن نرى ما إذا كانت الصلة بين الصحة العقلية للأم والطفل ستكون مختلفة في نظام عائلي مُجهد، كما الحال عندما يكون لديك طفل مصاب بالتوحد”.
على الرغم من أن الدراسة أقرت بأن الأسر التي لديها طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد تعاني بقدر كبير من الإجهاد، إلا أن القائمين عليها كانوا حذرين من أن طابع الإجهاد ليس السمة المميزة الوحيدة.
قال روبنوف: “اتسمت العديد من أمهات الأطفال المصابين بالتوحد بمعدلات عالية من التقارب العاطفي والتفاعلات الإيجابية مع أطفالهن؛ هذه التجارب مهمة يمكن أن تُبنى عليها البرامج الداعمة”.
بعد هذه الدراسة قدم الباحثون دروسًا في اليقظة الذهنية لجميع الآباء للمساعدة في إدارة الإجهاد الأبوي.
أفادت إيبل قائلةً: “كان الوالدان ممتنين لمشاركة التحديات المشتركة وتعلم الاستراتيجيات الداخلية للتكيف، وأظهرت العديد من الدراسات أن تدريب اليقظة الذهنية يمكن أن يساعد مع ضغط الوالدين، ووجدنا أيضًا أنهم أظهروا الصحة العقلية بشكل أفضل”.
وأضافت: “من المهم اختبار العواطف الإيجابية والفرح وملاحظتها على الرغم من هذا الوضع الصعب للغاية”.
وتابعت: “نظرًا لتأثير الإجهاد المستمر على الصحة والمزاج، يحتاج الآباء الذين يقدمون الرعاية إلى دعم عاطفي خارق بالإضافة إلى الخدمات الخاصة لطفلهم ومن المهم تقديم الدعم للصحة العقلية للآباء والأمهات كما هو الحال بالنسبة للصحة العقلية للأطفال”.
المصدر: https://neurosciencenews.com
ترجمة: ندا محمد عبد الرازق
لينكد إن: nada-m-abd-el-razik
مراجعة وتدقيق: رحاب الدوسري
تويتر: lectoror
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً