جهاز جديد لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال (ADHD)
15 أكتوبر , 2022
15 أكتوبر , 2022
فرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال (ADHD) يمثل قلقًا كبيرًا للآباء والأمهات. فالحركة والنشاط من علامات التمتع بصحة جيدة، ولكن فرط الحركة وتشتت الانتباه يُعد عرضًا وعلامة هامة يجب الانتباه لها وعدم تجاهلها؛ لأنها تؤثر على التحصيل الدراسي واستيعاب الأطفال.
يمكن أن يكتشف المعلم هذه الأعراض قبل أن يكتشفها الأهل، حيث تظهر علامات عدم قدرة الطفل على إنهاء مهامه وواجباته المدرسية عندما يبدأ العمل ويتعذر عليه إكماله وإنجازه، بسبب تشتته بسهولة من أي مؤثر خارجي.
يعد فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) حالة مزمنة يمكن أن تصيب ملايين من الأطفال، وقد تستمر حتى مرحلة البلوغ، ويتضمن عدة مشكلات، مثل: صعوبة الحفاظ على التركيز، وفرط الحركة، والسلوك المتهور.
يعاني هؤلاء الأطفال أيضًا من انخفاض تقدير الذات، واضطراب العلاقات الاجتماعية، وأداء ضعيف في المدرسة، ويمكن أن تقل هذه الأعراض مع التقدم في العمر، أو تستمر، ولكن يمكن تعلم استراتيجيات تساعد على التقليل منها.
أعلنت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية في أبريل 2019 عن جهاز طبي حديث للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه.
يسمى هذا الجهاز (Monarch e-TNS system)، وهو الجهاز الطبي الأول المعتمد لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال، مُنحت الموافقة لشركة نيرو سيجما (Neurosigma) لطرح هذا الجهاز الطبي في السوق.
ينقل الجهاز نسبة منخفضة من النبضات الكهربائية إلى أجزاء من دماغ الطفل المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
هذه النبضات الكهربائية تزيد النشاط في محيط الدماغ المسؤول عن المشاعر، والتركيز، والسلوك طبقًا لمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية.
هذا الجهاز، الذي يساوي في الحجم الهاتف المحمول، يتم توصيله بسلك صغير إلى لاصقة جلدية توضع على مقدمة رأس الشخص المصاب.
يستخدم هذا الجهاز، المنظم للمشاعر والانتباه، مع الأشخاص ذوي أعمار من 7 إلى 12 عامًا، الذين لا يتناولون أي أدوية لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه. كما يمكن استخدامه في المنزل أثناء نوم الطفل المصاب تحت إشراف مقدمي الرعاية الطبية.
أجريت دراسة إكلينيكية لتقييم فاعلية وأمان هذا الجهاز، وشارك في هذه التجربة الإكلينيكية 62 طفلاً تتباين الأعراض لديهم من أعراض متوسطة إلى أعراض شديدة.
قُسم الأطفال إلى مجموعتين:
قيّم الطبيب المشاركين في هذه التجربة عن طريق مقياس تصنيف (ADHD) الذي يقيس خطورة ومعدلات أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه.
المعدلات العالية تعني سوء الحالة، بينما المعدلات المنخفضة تعني تحسن الحالة.
وجدت الدراسة أن الأطفال الذين استخدموا جهاز (e-TNS) تحسنت حالتهم بشكل ملحوظ عن الذين استخدموا الجهاز الوهمي، حيث انخفض مقياس التصنيف من 34.1 نقطة إلى 23.4 نقطة للذين استخدموا الجهاز المذكور، بينما انخفض مقياس التصنيف من 33.7 نقطة إلى 27.5 نقطة في حالة المستخدمين للجهاز الوهمي.
لم تحدث أي آثار جانبية أثناء هذه التجربة، ولكن عانى بعض الأطفال من زيادة في الشهية، ومشاكل في النوم، وتصلب الأسنان، والصداع، والإجهاد.
على الرغم من أن هذا الجهاز يعد إنجازًا في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يمكنهم استخدامه كخط أول للعلاج، مثل الذين يستخدمون ناظمة قابلة للزرع، والمحفز العصبي، والأجهزة المستخدمة لضخ الأنسولين في الجسم.
يعتبر جهاز (e-TNS) هو الخيار الأمثل للأطفال الذين لم يستجيبوا للعلاجات الحالية، أو لا يستطيعون أن يتناولوا أدوية محفزة طبقًا لآراء المختصين.
كما تجدر الإشارة إلى ضرورة عدم استخدامه بجانب أجهزة الراديو، وأجهزة الهاتف المحمول حيث يمكن أن تُعطل الجهاز.
لايزال سبب الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه مجهولاً، ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر وتساهم في تأخر الحالة، أو زيادة في الأعراض، أو تساهم في السيطرة، والتقليل من الأعراض.
على الرغم من نقص وعدم اكتمال المعلومات البحثية، إلا أنه لا يوجد دليل على تأثير السكريات ومشاهدة التلفاز بكثرة على الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
يلعب الحديد دورًا مهمًا خارج الخلايا، وفي العمليات الفسيولوجية في الجسم، مثل نقل الأكسجين لكل أجزاء الجسم، وتقوية الجهاز المناعي، وإنتاج الطاقة اللازمة للجسم، كذلك يلعب دورًا بالغ الأهمية في عملية تكوين الدوبامين في الدماغ المسؤول عن العديد من الوظائف الحيوية في الجسم كذلك يشارك أيضًا في العمليات العصبية الهامة. لذلك الخلل الوظيفي للدوبامين نتيجة نقص الحديد يمكن أن يعيق القدرة على أداء المهام الفعلية التي تتضمن الترتيب، والتركيز، والتنظيم.
الفيريتين هو البروتين المرتبط مع الحديد داخل الخلية لتخزينه، لذلك فإن معدلات الفيريتين في الجسم تعتبر مؤشرًا على مخزون الحديد في الجسم. فمن خلال تحليل الدم يمكن تحديد نسب الفيريتين، فإن كانت منخفضة فيعد مؤشرًا على نقص مخزون الحديد.
وجدت الدراسات أن الأطفال المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم نقص ملحوظ في معدلات الفيريتين، مقارنةً بالأطفال الطبيعيين، حيث أوضحت الدراسة أن الأطفال المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه كانت نسب الفيريتين لديهم 30 نانوجرام/ مل (84%)، ذلك مقارنةً بمجموعة التحكم والتي سجلت 18% فقط.
هنا يأتي سؤال هام، هل المكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد يمكن أن تحسن من اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ الإجابة نعم، حيث إن المكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد تفيد الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه خاصةً الناتج عن نقص الحديد، الدراسة أثبتت أن تناول الحديد لمدة 30 يومًا أدى إلى زيادة الحديد بشكل ملحوظ وبالتالي تخفيف أعراض الاضطراب.
إن الفيتامينات والمكملات تلعب دورًا هامًا في فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث يمكن تناول المأكولات الغنية بالفيتامينات وكذلك تناول المكملات الغذائية بعد الرجوع إلى الطبيب المختص، لتجنب حدوث أي تفاعلات محتملة.
مجموعة فيتامينات ب مهمة جدًا للجهاز العصبي، وفيتامين ب 6 المخصص لفرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث إنه يدخل في تكوين الناقلات العصبية ( نورايبينفرين، ودوبامين، وسيروتونين).
ترتبط عمليات أيض فيتامين ب، والمغنيسيوم، حيث إن نقص المغنيسيوم يسبب مشاكلاً تشبه اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه، مثل قلة فترة التركيز والعصبية.
كذلك نقص فيتامين ب 6 الذي يؤدي إلى ضعف الذاكرة، وصعوبة التركيز، وزيادة النشاط. فتناول فيتامين ب 6 مع المغنيسيوم يساعد على الحد من أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه.
أشارت الدراسات أن الأشخاص المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم أيضًا نقص في نسبة فيتامين د في الدم، وأن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د يحسن من الأعراض والصحة.
الزنك هو معدن يساعد في تنظيم الدوبامين، ونقصه يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، والتركيز، فضلاً عن التغيرات المزاجية، لذلك فإن تناول الزنك يمكن أن يكون مفيد خاصةً في المشاكل المتعلقة بالتركيز.
يلعب دورًا هامًا في تكوين الدوبامين، ونقصه يصاحب دائمًا فرط الحركة وتشتت الانتباه وتناول المكملات التي تحتوي عليه تساعد بشكل كبير في تحسين أعراض الاضطراب.
أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم كذلك نقص في أحماض أوميغا 3 الدهنية والمكملات الغذائية تساعد في تحسين الأعراض، مثل: زيادة الانتباه، والتركيز، والذاكرة، وتساعد في علاج الأعراض بشكل كبير.
المصادر:
3. https://www.powerofpositivity.com
بقلم: دعاء محمد
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً