يحذر العلماء من تفاقم الأمراض المسببة للاعتلال بسبب تغير المناخ

يحذر العلماء من تفاقم الأمراض المسببة للاعتلال بسبب تغير المناخ

5 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

مارينا منير

دقق بواسطة:

حنان صالح

كشفت دراسة جديدة عن تعدد الطرق المسببة لتفشي الأمراض المعدية لدى البشر الناتجة عن تغير المناخ.

وعند تقصي التراث العلمي المتعلق بـما يصل إلى 375 من مسببات الأمراض البشرية، وجد باحثون من جامعة هاواي في مانوا وجامعة ويسكونسن ماديسون في الولايات المتحدة أن 58% من هذه الأمراض، في مرحلةٍ ما من التاريخ المسجل، تفاقمت بسبب المخاطر المناخية.

يوجد 277 مرضًا معروفًا نحتاج إلى متابعته لاحتمالية تفشيه في المستقبل، وعند التفكير في كل الطرق الممكنة لانتشار هذه العوامل الممرضة مع تغير المناخ، فإن الاحتمالات ستكون هائلة.

يوجد عدد كبير جدًا من الإصابات والعديد من طرق انتقالها للمجتمع للتكيف مع كل هذه التهديدات في وقت واحد. وبدلًا من ذلك، يقول الباحثون إن أفضل رهان لدينا هو المحاربة من أجل تغيير المناخ من مصدره من خلال الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى أدنى حد.

يُزيد تغير المناخ الذي يحدثه الإنسان بالفعل من شدة وتكرار مخاطر المناخ، مثل موجات الحر، وحرائق الغابات، والفيضانات في العديد من المناطق حول العالم، وغالبًا ما يؤدي إلى اتصالٍ وثيق بين مجموعة متنوعة من الكائنات الحية والبشر.

وقام الباحثون بالبحث في آلاف المقالات عن تغيرات المناخ والأمراض المعدية المعروفة بتأثيرها على المجتمع البشري مثل: زيكا، والملاريا، وحمى الضنك، والإنفلونزا، والإيبولا (على سبيل المثال لا الحصر) في جوجل سكولر لفهم حجم المشكلة بشكل أفضل. وجد الفريق 3213 مثالًا في تاريخ البشرية تورطت فيه المخاطر المناخية في تفشي الأمراض المعدية.

ارتبطت كل هذه الحالات بعدد 286 من مسببات الأمراض النادرة، وتفاقم 277 منها بسبب خطر مناخي واحد على الأقل. وحدد المؤلفون أيضًا 1.006 طريقة يمكن أن تؤدي بها مخاطر المناخ إلى تفشي المرض. ويمكن أن تتسبب العواصف والفيضانات، على سبيل المثال، في عمليات نقل لمسببات الأمراض عبر المياه فتجعل البشر على اتصال، مثل الكوليرا.

 بالإضافة إلى الحرائق والجفاف أيضًا اللذان يدفعان الحيوانات البرية التي تبحث عن مأوى أو ماء أو طعام إلى منازلنا، حاملةً الأمراض معها. ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار إلى توسيع نطاق مسببات المرض، مما يزيد من مخاطر الأمراض التي تنقلها الحشرات، مثل مرض لايم أو حمى الضنك أو الملاريا. وتزيد موجات الحر أيضًا من حاجتنا للماء، حفاظًا على البرودة، فضلاً عن دورها في زيادة الأمراض المعدية، مثل التهاب المعدة والأمعاء.

توجد طرق مماثلة أيضًا في البحر. ففي المحيطات الساخنة، على سبيل المثال، يعتبر تكاثر الطحالب الضارة والأمراض أكثر شيوعًا. يوجد الكثير لمراعاته، وهذه ليست سوى مسببات الأمراض المتعارف عليها. لقد أوضحت جائحة كوفيد-19 بصورة مؤلمة أنه كلما زاد تفاعلنا مع الأنواع الأخرى، زاد خطر الإصابة بأمراض جديدة تنتقل إلى البشر.

بالإضافة إلى ذلك، ومع ذوبان الطبقة الجليدية، يمكن لمسببات الأمراض المعروفة في القطب الشمالي الجليدي أن تجد طريقها إلى عوائل يفتقرون إلى المناعة للتعامل معها.

وكتب مؤلفو المراجعة الحالية: “يمكن اعتبار الانبعاث الناجح لمسببات الأمراض المجمدة بمرور الوقت صندوق باندورا، معطية احتمالٍ للتجمع الكبير لمسببات الأمراض المتراكمة بمرور الوقت ومدى كون هذه العوامل الممرضة جديدة على البشر”.

من الممكن أيضًا أن يُقوي تغير المناخ بعض مسببات الأمراض. ففي عالم تتزايد درجة حرارته، ستتسارع دورة حياة المرض المعدي بشكل كبير، مما يسمح بتكاثر أكبر في فترة زمنية أقصر.

 إذا انتشر مسبب الممرض بشكل أكبر في الصيف، فمع تمديد الموسم، سيظل خطر العدوى قائمًا لفترة أطول.

وحذر العلماء بالفعل من أن تغير المناخ يجعل البشر أكثر عُرضةً للمرض. ترتبط الحساسية، والأمراض الجلدية، والجفاف، ومضاعفات الحمل بمخاطر المناخ، مثل موجات الحرارة، أو العواصف، أو الجفاف. تُعد كيفية تأقلم جسم الإنسان مع تفشي الأمراض المعدية الأكثر شيوعًا في المستقبل غير واضحة. ومع تدهور دفاعات جهاز المناعة لدينا، يبدو أن أعداءنا أقوياء، وليس لدينا الوقت لمحاربتهم جميعًا. في منعطف حرج مثل هذا، يجب علينا تذكر ذلك: نحن بصحة جيدة فقط مثل العالم الذي نعيش فيه.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: مارينا منير رشدي

مراجعة وتدقيق: حنان صالح


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!