كشف رابط بين الدماغ والأمعاء عن رغبتنا بتناول الأطعمة الدهنية

كشف رابط بين الدماغ والأمعاء عن رغبتنا بتناول الأطعمة الدهنية

5 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين جابر

دقق بواسطة:

زينب محمد

دراسة على الفئران أظهرت وجود مستشعرات في الأمعاء تحفز الدماغ لاشتهاء بعض الأطعمة.

دائمًا ما يصعُب على الإنسان مقاومة تناول الأطعمة الدهنية من شدة لذتها، مثل المثلجات، ولكن أظهرت دراسة حديثة حول مصدر شهيتنا، أن هناك رابط بين الأمعاء والدماغ، يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة الدهنية.

وجد علماء بعد دراستهم للفئران، في معهد زوكرمان في كولومبيا، أنه عندما تدخل الدهون إلى الأمعاء، تُنقل إشارة إلى الدماغ عن طريق التوصيل العصبي لنشتهي تناول الأطعمة الدهنية. ولكن أكدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ناتشر” في سبتمبر الماضي، أنه يمكن اعتراض هذا الرابط للحد من الرغبات الغذائية غير الصحية ومناقشة الأزمة الصحية العالمية بسبب الإفراط في تناول الطعام.

وأوضحت الباحثة الأولى منجتون لي، الحاصلة على درجة الدكتوراه وتعمل في معمل تشارلز زوكر، أننا نعيش في زمنٍ يسوده  تفشي السمنة وأمراض اضطراب الأيض بسبب كثرة تناول الدهون والسكريات، والتي أدت إلى ارتفاع  معدلات السمنة للضعف منذ عام 1980 ووصول عدد المصابين بداء السكري إلى نصف مليار حاليًا.

ولكن يمكن التحكم في هذه الرغبة الشرهة بمواجهة المصدر الرئيسي لها. ووجد العلماء أن مادة الجلوكوز في الأمعاء تنشط إشارة بالدماغ لِتُكون الرابط بين الأمعاء والدماغ، وهذا لا يحدث عندما نتناول محليات خالية من السعرات الحراراية التي تتركنا غير راضين.

صرّح الدكتور زوكر؛ بروفسور في الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية الجزيئية وعلوم الأعصاب في كلية فاجلز للأطباء والجراحين في كولومبيا؛ أنه بينما اللسان يخبر الدماغ ما نحب تناوله، تحدد الأمعاء ما نريده ونحتاجه من طعام.

لذلك، أجرت الدكتورة لي تجربة على فئران معدلة وراثيًا لعدم تذوق الدهون، لاختبار تفضيلاتهم الغذائية؛ حيث إنهم تناولوا  دهون ذائبة في الماء تحتوي على زيت فول الصويا، ثم تناولوا ماء يحتوي على محليات غير مؤثرة على الأمعاء، وبعد مرور يومين، فضّل الفئران تناول الماء الذي يحتوي على دهون بشدة عن تناول الماء المحلى.

فسر العلماء هذا النمط بأن الدهون في الأمعاء تُنَشّط إشارة معينة بالدماغ، وهذا ما أثبتته دراسات الدكتورة لي عن حركة دماغ الفئران أثناء تناول الدهون، ووجدت أن الخلايا العصبية في النوى الذيلية البطنية في جذع الدماغ وفي العصب المبهم تنشط بشدة.

أضافت الدكتورة لي على تصريحاتها أن هناك مجموعتين من الخلايا الحسية؛ مجموعة تستشعر جميع أنواع العناصر الغذائية، مثل السكريات والأحماض الأمينية، وخلايا تستشعر الدهون فقط، وهنا تكمن قدرة الدماغ على التفرقة بين الدهون عن العناصر الغذائية الأخرى في الأمعاء.

بعد أن استخدمت الباحثة لي دواء لسد جميع الخلايا الحسية في الأمعاء، اتضح أن العصب المبهم لا يتفاعل مع إشارات الدهون من الأمعاء، بل واستخدمت تقنية وراثية أخرى لإخماد الأعصاب في كلٍ من النوى الذيلية البطنية وفي العصب المبهم. وفي كلا الحالتين فقدت الفئران شهيتها للأطعمة الدهنية. وبهذه الطرق يمكن تغيير ردة فعل الدماغ اتجاه الدهون وبالتالي تغيير العادات الغذائية.

أضاف دكتور زوكر أن الإفراط في تناول المعلبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، خصوصًا بين الطبقات ذات الدخل المحدود، أدت لعواقب وخيمة على صحة الإنسان، ولكن بالتعرف على تأثيرات تلك الأطعمة على الدماغ والأمعاء ودراستها، تزداد فرص اعتراض ذلك الرابط.

أشاد الدكتور سكوت سترنسون؛ بروفسور في العلوم العصبية في جامعة كاليفورنيا، سان دييجو الذي يدرس كيفية تحكم الدماغ في الشهية؛ قدرة هذا البحث الجديد على تحسين صحة الإنسان؛ حيث إنه يوفر معرفة أكثر عن الخلايا التي تجعل الحيوانات تشتهي الدهون وقدرة التحكم بها، للتوصل لعلاج يقلل من تناول أطعمة دهنية ذات سعرات حرارية عالية لمواجهة السمنة.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: ياسمين جابر

تويتر: @_yassoxo

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!