دراسة جديدة بشأن العلاقة بين العدوى أثناء الحمل والتوحد

دراسة جديدة بشأن العلاقة بين العدوى أثناء الحمل والتوحد

30 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

آية أبو زيد

دقق بواسطة:

عبير فراج

رُبطت العدوى في النساء الحوامل بزيادة خطر اضطراب النمو العصبي، مثل التوحد الذي يصيب المولود، ولكن لا يبدو أن العدوى هي سبب التوحد بحد ذاتها، وذلك تبعًا لما بينه باحثون في معهد كارولنسكا في السويد من خلال بحث نشر في لانست سايكياتري (lancet psychiatry).

قال حاكان كارلسون، الباحث في قسم علم الأعصاب في معهد كارولنسكا وأحد أهم المشاركين في إعداد الدراسة: “تطمئن نتائجنا الأمهات الحوامل أن العدوى أثناء الحمل لا تشكل خطرًا كبيرًا على دماغ الجنين كما كان يُعتقد سابقًا”.

أظهرت الدراسات السابقة علاقة بين العدوى في النساء الحوامل وزيادة خطر اضطراب النمو العصبي لدى الطفل في حياته لاحقًا، مثل التوحد أو الإعاقة الذهنية.

لكنهم لم يتمكنوا من معرفة إذا كان تعرض الأم للعدوى هو السبب الحقيقي أم أن عوامل أخرى هي المسؤولة. ويدرس الباحثون الآن من معهد كارولنسكا هذا الأمر بالتفصيل.

تعتمد الدراسة الحالية على بيانات أكثر من 500,000 طفل ولدوا بين عامي 1987 و2010، حيث كان الهدف هو اكتشاف حقيقة العلاقة السببية بين العدوى في النساء الحوامل والتوحد أو الإعاقة الذهنية في المولود، وأُدرجت العدوى التي كانت خطيرة بما يكفي لتتطلب رعاية خاصة ومحددة بالشفرات التشخيصية للمرضى وسجلات الولادة.

وعلى غرار الدراسات السابقة، وجد الباحثون أن العدوى التي تتطلب رعاية خاصة أثناء الحمل ترتبط بزيادة خطر التوحد والإعاقة الذهنية في الأطفال.

ولكن عندما أجرى الباحثون دراسة على الأشقاء كانت النتائج مختلفة، فعندما قارنوا بين الأشقاء لم يجدوا رابطًا بين العدوى وخطر الإصابة بالتوحد في الأطفال، والذي أصيبت فيه الأم بعدوى في حمل واحد ولم تصب في الآخر، وفي حالة الإعاقة الذهنية فقد وجد الباحثون أن الرابط أضعف في الأشقاء مقارنة بالأطفال الذين لا تربطهم صلة.

كما فحص الباحثون خطر الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية في الأطفال الذين شُخصت أمهاتهم بعدوى خلال السنة السابقة للحمل، والمفترض أن الإصابة بالعدوى قبل الحمل لا ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالتوحد والإعاقة الذهنية، هذا إذا كان السبب الحقيقي للاضطرابات النفسية العصبية هو الإصابة بعدوى أثناء الحمل.

وهنا وجد الباحثون أن الإصابة بعدوى خلال السنة السابقة للحمل ترتبط بخطر الإصابة بالتوحد بنفس درجة حالات الإصابة بالعدوى أثناء الحمل، ولكنها لا ترتبط بخطر الإصابة بالإعاقة الذهنية.

قال مارتن برينج، وهو طالب دكتوراه في قسم الصحة العامة العالمية في معهد كارولنسكا وأحد الاثنين الأوائل  المشاركين في إعداد الدراسة: “يبدو أنه لا توجد علاقة سببية بين الإصابة بعدوى في النساء الحوامل وزيادة خطر الإصابة بالتوحد في أطفالهم، وتفترض نتائجنا أن السبب المرجح لزيادة الخطر هو عوامل مشتركة بين أفراد العائلة، مثل التنوع الجيني أو جوانب معينة في البيئة المشتركة”.

لا يمكن استثناء تأثير العدوى أثناء الحمل على حالات الإصابة بإعاقة ذهنية في الأطفال، حيث كانت النتائج غير واضحة في هذا الجانب، وعلى أي حال فإن الإصابة بعدوى أثناء الحمل لا تشكل  درجة الخطر نفسها التي كانت تُعتقد سابقًا في حالات الإعاقة الذهنية طبقًا لما قاله الباحثون.

يؤكد الباحثون أنهم ركزوا فقط على تشخيص العدوى بشكل عام، حيث لا تتعارض الدراسة مع خطورة الروابط المؤكدة بين بعض أشكال العدوى الفيروسية المحددة أثناء الحمل، مثل داء الفيروس المضخم للخلايا والحصبة الألمانية وعلاقتهم بالاضطرابات النمائية الخطيرة في الأطفال، وأشار الباحثون أيضًا أن الدراسة لا تتضمن العدوى التي يسببها كوفيد-19. ما زال من الضروري أن تتبع النساء الحوامل نصائح القابلة بشأن مكافحة العدوى.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: آية أبوزيد

تويتر: Ayaabuzaid

مراجعة وتدقيق: عبير فراج


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!