نجاح زراعة خلايا الدم الجذعية في إعادة تحفيز الجهاز المناعي في مرضى التصلب العصبي المتعدد

نجاح زراعة خلايا الدم الجذعية في إعادة تحفيز الجهاز المناعي في مرضى التصلب العصبي المتعدد

2 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

هدير البرماوي

دقق بواسطة:

زينب محمد

يُشخص شخص واحد في سويسرا بمرض التصلب العصبي المتعدد يوميًا. التصلب العصبي المتعدد هو مرض مناعة ذاتية يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الغلاف المياليني للخلايا العصبية في المخ والحبل الشوكي. يؤدي المرض إلى الشلل، والألم، وإعياء دائم، وغيرها من الأعراض الأخرى.

ولحسن الحظ؛ هناك تقدم كبير في العلاج في العقود الأخيرة. حيث أثبتت الدراسة المُقدمة من قسم علم المناعة العصبية وبحوث التصلب المتعدد بجامعة زيورخ وقسم علم الأورام الطبية وعيادة علم الدم بمستشفى جامعة زيورخ لماذا أكثر الدواء فاعلية المتاح حاليًا “زرع الخلايا الجذعية” يعمل بشكل جيد جدًا.

القضاء على الخلايا المناعية غير المرغوب فيها

يقول البروفيسور المتقاعد رولاند مارتن، رئيس الدراسة وآخر مؤلف، مؤخرًا “يظل 80 بالمئة من المرضى أصحاء لأجل طويل أو إلى الأبد بعد زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم ذاتية المنشأ”.

يعتبر العلاج مناسب خصوصًا لصغار السن ذوي الأنواع العنيفة من المرض. وبفضل الكفاءة العالية للدواء وانخفاض معدل الوفيات الآن مُنح قسم مارتن مع عيادة مستشفى جامعة زيورخ الموافقة على إعطاء العلاج منذ أربع سنوات مضت. فهي العيادة الوحيدة في سويسرا المعتمدة لهذا الدواء.

تدمر العلاجات الكيماوية العديدة الجهاز المناعي للمرضي تمامًا خلال فترة العلاج، بما في ذلك الخلايا التائية المساعدة والتي تهاجم الجهاز العصبي خاصتها عن طريق الخطأ.

ثم يتلقى المرضي زراعة خلايا الدم الجذعية الخاصة بهم، والتي جُمعت قبل العلاج الكيماوي. يستخدم الجسم هذه الخلايا لبناء جهاز مناعي جديد متكامل بدون أي خلايا نشطة ذاتيًا.

التحليل المنهجي للخلايا المناعية

يقول مارتن: “أظهرت الدراسات السابقة طرق العمل الأساسية لهذه الطريقة، ولكن هناك العديد من التفاصيل المهمة والأسئلة مازالت مفتوحة”. كانت بعض الجوانب غير الواضحة مثل ما سوف يحدث فعليًا بعد التخلص من الخلايا المناعية، سواء نجت أي منهم من العلاج الكيميائي، وسواء لم تعد الخلايا النشطة ذاتيًا حقًا.

حقق فريق مارتن بمنهجية في هذه الأسئلة للمرة الأولى في الدراسة التي نُشرت مؤخرًا عن طريق تحليل الخلايا المناعية لعدد 27 مريضًا بالتصلب العصبي المتعدد الذين تلقوا علاج الخلايا الجذعية في زيوريخ. أُجرى التحليل قبل العلاج وخلاله ولمدة عامين بعده. وقد سمح هذا للباحثين بتتبع مدى سرعة الأنواع المختلفة من الخلايا المناعية في التجدد.

إعادة الضبط الناجحة للجهاز المناعي

وعلى نحوٍ مثير للدهشة، فإن الخلايا المعروفة بخلايا الذاكرة التائية المسؤولة عن ضمان تذكر الجسم للمسببات المرض، وتستطيع التفاعل بسرعة في حالة الإصابة بعدوى جديدة، تعاود الظهور مجددًا في الحال بعد عملية الزرع.

أظهرت التحاليل الإضافية أن هذه الخلايا لا يُعاد تشكيلها، ولكنها نجت من العلاج الكيميائي. وتعد هذه بقايا الجهاز المناعي الأصلي وبرغم ذلك فإنها لا تشكل خطرًا في عودة مرض التصلب العصبي المتعدد: يوضح مارتن قائلاً: “لقد أُتلفن مسبقًا بسبب العلاج الكيميائي، وبالتالي لم تعد قادرة على تحفيز رد فعل المناعية الذاتية”.

يعيد الجسم تكوين الأنواع المختلفة من الخلايا المناعية تدريجيًا في الشهور والسنوات التابعة لعملية الزرع. تلعب الغدة الزعترية دورًا مهمًا في هذه العملية. إذا جاز التعبير، فإنها كالمدرسة حيث تذهب الخلايا التائية لتتعلم تمييز التراكيب الغريبة، مثل الفيروسات، عن تلك الخاصة الجسم.

يقول مارتن: “يمتلك البالغون القليل جدًا من النسيج الوظيفي المتبقي في الغدة الزعترية”.

وأضاف: “ولكن بعد عملية الزرع، يبدو أن العضو يستأنف وظيفته ويضمن تكوين مخزون جديد تمامًا من الخلايا التائية والتي من الواضح إنها لا تحفز التصلب العصبي المتعدد أو تتسبب في عودته”.

الدراسات الإضافية اللازمة للاعتماد على نطاقٍ أوسع

مكنت هذه الاستنتاجات الباحثين من فهم مدى نجاح زراعة الخلايا الجذعية جدًا. ولكن من المؤسف كما يقول مارتن، لم تتم الموافقة على العلاج في العديد من البلدان، وذلك لافتقارها إلى دراسات المرحلة الثالثة.

“حيث تكلف دراسات المرحلة الثالثة العديد من مئات الملايين من اليورو، وستكون شركات الأدوية مستعدة لإجرائها فقط إذا كانت ستكسب المال فيما بعد”. وليس هذا هو الحال مع علاج الخلايا الجذعية، لأن الأدوية المستخدمة لم تعد محمية ببراءات الاختراع..

يقول مارتن: “ولذلك فأنا مسرور جدًا لإننا نجحنا في الحصول على الموافقة على العلاج من المكتب الفيدرالي للصحة العامة، ولقدرة شركات التأمين الصحي على تغطية التكاليف”. في الماضي، اضطر العديد ممن يعانون من التصلب العصبي المتعدد إلى السفر من سويسرا وإلى موسكو، أو المكسيك لتلقي عمليات الزرع.

ملخص الدراسة

ديناميكيات إعادة تجديد مخزون الخلايا التائية التابعة لعملية زراعة خلايا جذعية المكونة للدم ذاتية المنشأ في مرض التصلب العصبي المتعدد

تعد عملية زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم ذاتية المنشأ (aHSCT) علاجًا شديد الفاعلية لمرض التصلب العصبي المتعدد فهو يستنفذ الخلايا النشطة ذاتيًا ثم يعيد تجديد الخلايا المناعية التكيفية.

لم تُدرس بعد القدرة الالتهابية المحتملة للخلايا التائية الناجية في وقت مبكر بعد عملية (aHSCT).

نحن فحصنا هنا ديناميكيات الخلايا التائية الجديدة والناجية بعد عملية (aHSCT) في 27 مريض، بواسطة قياس التدفق الخلوي متعدد الأبعاد، وتسلسل مستقبلات الخلايا التائية (TCR)، والاختبارات التخصيصية، وتحديد طول التيلومير، والتنميط الجيني لمستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA).

بالكاد تكون الخلايا التائية الأولية قابلة للاكتشاف في وقت مبكر بعد عملية (aHSCT)، بينما خلايا الذاكرة التائية المستجيبة يُعاد تكوينها سريعًا لنفس معدلاتها قبل عملية (aHSCT). تمتلك الخلايا التائية (EM CD4+) بعد عملية (aHSCT) تيلوميرات أقصر، أعلى تعبيرًا عن الشيخوخة وعلامات الإجهاد، وتتكاثر أقل من تلك التي قبل عملية (aHSCT).

وجدنا تداخلًا متوسطًا في مخزون (TCR) بنسبة 26% بين الخلايا التائية (EM CD4+) في وقت مبكر بعد عملية (aHSCT) وقبلها، وهذا يوضح وجود الخلايا التائية (EM CD4+) بعد عملية الزرع.

يقل تداخل مخزون (EM CD4+) ( TCR) إلى 15% خلال 12 شهرًا بعد عملية (aHSCT)، بينما يتجدد مخزون الخلايا التائية الأولية كليًا. تقل استجابة ( HLA-DR) المرتبط بالخلايا التائية (EM CD4+) اتجاه المستضدات المرتبطة بالتصلب العصبي المتعدد بعد عملية (aHSCT) بينما تزيد الاستجابة اتجاه فيروس إبشتاين بار (EBV).

توضح بياناتنا نجاة الخلايا التائية الأساسية (EM CD4+) السابقة لعملية (aHSCT) في وقت مبكر بعد عملية الزرع ولكن يتجدد مخزون الخلايا التائية كاملًا لاحقًا بواسطة الخلايا التائية الناشئة.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: هدير البرماوي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!