هل يحبطك صوتك الداخلي؟

هل يحبطك صوتك الداخلي؟

24 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

آية أبو زيد

دقق بواسطة:

زينب محمد

ثلاث خطوات للتخلص من ثرثرة عقلك.

النقاط الرئيسية

  • معظم الأشخاص يتحدثون مع أنفسهم باستمرار، متقبلين اختياراتهم كواقع ومعتقداتهم كأنها مقدسة.
  • أدرك الفلاسفة الرواقيون أن الاستجابات العاطفية للأشخاص تنشأ من طريقة تفسيرهم لأحداث الحياة وليس من الأحداث نفسها.
  • يمكن أن يساعد عكس الكلام الذاتي أو قبوله على التحكم في الأفكار المزعجة.

ماذا تقول لنفسك عندما لا يسمعك أحد؟ هل تتحدث بعقلانية مع نفسك مستخدمًا الحديث الداخلي لإعداد نفسك لمواجهة تحديات اليوم؟ أو هل يحبطك الحديث مع نفسك؟ أو ربما تقاوم الاعتراف أنك تتحدث لنفسك معتبرًا هذا علامة على سلوك مضطرب (إنه سلوك مضطرب فقط في حال حولت مصدر صوتك الداخلي إلى مصدر خارجي “كأصوات مسموعة”).

نتحدث مع أنفسنا باسترسال في غرفة صدى عقولنا، في مثل هذه المحادثات الخاصة مع أنفسنا عندما لا يسمعنا أحد آخر نتصرف كهيئة المحلفين في قاعة المحكمة خاصتنا مصدرين الأحكام على أنفسنا والآخرين ومقيمين مبدأ العدالة غير المتوازنة بدون استدعاء أية شهود، أو فحص الحقائق المتوفرة لدينا بدقة، أو اقتراح أية حجج معاكسة. يقال إن أكثر ما يصعب على الإنسان فعله هو أن يعارض نفسه، فنتقبل آراءنا كحقائق ومعتقداتنا كأنها مقدسة، آخذين القيمة الظاهرية لما نظنه ونعتقده.

يمكن لحديث النفس أن يكون أداة مفيدة للتدرب على أحداث في المستقبل، وفرز الاختيارات المتاحة، ومراجعة أحداث اليوم والإعداد للقادم. لكن الكثير منا يعاني من ثرثرة الدماغ الذي لا يعرف متى يصمت كما أنه يسيطر على أذهاننا، فنطعن أنفسنا بالانتقادات، والتقليل من الشأن، والشكوك، وكلمات السب التي لا تناسب حتى أعتى البحارين.

هل تعاني من الأصوات الداخلية التي تثرثر بالانتقادات واتهام الذات والشكوك الذاتية التي تبقيك عالقًا في مستنقع عقلي؟ أعتقد أنه لا أحد منا وُلد بصوت سلبي يقرع في عقولنا. إذا كنت محظوظًا بنشأتك في عائلة متماسكة ومحبة وداعمة، فسيكون من السهل التدرب على قبول الذات، والتعاطف مع النفس، ومعاملة أخطائك كوخزة دبوس بدلًا من ثقب يخترق ثقتك بنفسك، لكن إذا لم تشعر أبدًا أنك مرغوب أو محبوب أو ذو قيمة، فقد تحتضن الأصوات السلبية من الآخرين وتعيدها في عقلك كسيناريو عتيق أو كشفرة عقلية فاسدة.

إذا كان لديك عقل ثرثار يحبطك باستمرار، فهناك عدة طرق للتخلص من تشاؤمه، وسيكون التحدث مع طبيب نفسي مساعدًا في كبح هذه الأصوات البغيضة في رأسك. إليك بعض الخطوات التي ستساعدك على تهدئة عقلك الثرثار:

1. أجرِ محادثة مع نفسك

عندما يدخل تفكير سلبي إلى عقلك قيم الحجة، هل تدعم الحقائق لديك ذلك التفكير المزعج؟ أو هل تطعن هذه الأفكار في دقتها وصلاحيتها؟ هل يمكن أن يكون هذا الفكر أو المعتقد مبالغًا فيه، أو محرفًا، أو من جانب واحد، أو غير منصف لك؟ هل تُحمل نفسك معاييرًا مختلفة أكثر مما قد تطبقه على أشخاص آخرين؟ هل أنت مقتنع تمامًا (بدون أدنى شك) أن ما تقوله لنفسك هو الطريقة الوحيدة للتفكير؟ التفكير سهل لكن إعادة التفكير صعبة، وأحد أصعب الأشياء بشأن إعادة التفكير هو أن تأتي بطريقة بديلة في التفكير بالأشياء، لكن صعوبة الشيء لا تعني استحالته.

2. تحدث لنفسك بعقلانية

استبدل الكلام المعاكس للواقع عندما يلوح تفكير سلبي في عقلك، وخاصةً الأفكار التي تحفز الاستجابات العاطفية السلبية مثل الاكتئاب، أو الغضب، أو التوتر، أو القلق، أو الشعور بالذنب. أدرك الفلاسفة الرواقيون من اليونان القديمة وروما أن الاستجابات العاطفية تنشأ من طريقة تفسيرنا لأحداث الحياة وليس من الأحداث نفسها.

إذا عاملك شخص بعدم احترام، فقد تشعر بالغضب أو ربما تمرر الأمر بدون أن تنزعج، تذكر هذا كشكل آخر لتبلد المشاعر وإجحاف الناس أحيانًا. تعتمد ردة فعلك على تقييمك للموقف وليس الموقف بحد ذاته، إذا سكبت القهوة بشكل طائش يمكن أن تتمتم ببعض الكلمات متذمرًا وتنهي الأمر عند هذا الحد بينما تجلب منديلًا لتنظيف الفوضى، على الجانب الآخر أتذكر حالة لأحد المرضى يصف ردة فعله على موقف مشابه، حيث وبخ نفسه قائلًا أخرق دائمًا وأبدًا تفسد الأمر.

في العلاج النفسي نستنبط الكلام الذاتي العكسي (المعكوس) المتعلق بالأفكار السلبية حسب الشخص المحدد، ما قد يناسبك (كأن تقول “يمكنني فعلها” أو “لقد مررت بهذا من قبل ويمكنني تجاوزه مجددًا”) قد يؤدي إلى نتيجة عكسية مع شخص آخر. كرر الكلام العكسي لنفسك مرتين أو ثلاث مرات أو أكثر من ذلك، بصمت أو بصوت مرتفع إذا لم يكن هناك أحد آخر على مرمى السمع، تعود على التحدث مع نفسك بهدوء وعقلانية واطرد عنك الأفكار المهينة.

3. دعها تأتي

لا تحتاج إلى محاربة الأفكار المزعجة لتخفف من التأثير العاطفي لها عليك، يمكنك تبني سلوك التقبل، بأن تسمح للأفكار السلبية أن تمر على وعيك بدون إدخالها إلى قلبك. الفكرة مجرد تجربة عقلية مارة، ليس لها سلطان عليك إلا إذا منحتها ذلك. إنها ليست سرطانًا أو سكتة أو أحد مئات أزمات الحياة الأخرى الخارجة عن سيطرتك، وبالرغم أنك في الواقع لا تتحكم مباشرةً في الأفكار التي تخطر على عقلك، إلا أنك أنت المتحكم في طريقة استجابتك لها.

انظر بعين عقلك الأفكار المزعجة كأنها ورقة عائمة على سطح نهر، تخيلها تطفو عبر وعيك ويحملها التيار بعيدًا، وعندما تمر وجّه تفكيرك لشيء مفيد، مثل التفكير في هذا المشروع الذي كنت تؤجله، أو تنظيم قائمة الاتصالات لديك، أو فعل أي شيء لجذب انتباهك بعيدًا عن ثرثرة أفكارك الداخلية، أو اسرد كلمات رائعة، حيث يمكننا التعبير عن كلمات حكيمة لأنفسنا بقول دعها تأتي.

يجب عليك أن لا تهدر طاقتك العقلية في محاولة التحكم في الأفكار العابرة في عقلك التي لا طائل منها. ما يمكنك التحكم فيه هو طريقة استجابتك لأفكارك، حيث بإمكانك إما تركهم يمتلكون زمام عواطفك أو تمريرهم فحسب، يمكنك فتح الباب للأفكار المزعجة أو دفعهم خارجًا بسهولة، أو استبدالهم بأفكار عقلانية.

الخلاصة هي أنه يمكننا التحدث لأنفسنا إما بأفكار سخيفة أو بعقلانية. تبحث العناصر الأخرى في مدونة ذا مينت ثيرابست (the Minute Therapist blog) في التأثير المساعد للتحدث بعقلانية مع النفس في التصدي للحالات العاطفية المربكة. يستغرق الأمر دقيقة فقط -في الواقع أقل من ذلك- لتغيير فكرة مزعجة إلى أخرى عقلانية.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: آية أبوزيد

تويتر: Ayaabuzaid

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!