ممارسة التمارين الرياضية لمدة 20 دقيقة يوميًا هي الأفضل لدرء أمراض القلب الرئيسية عند الشيخوخة المتأخرة

ممارسة التمارين الرياضية لمدة 20 دقيقة يوميًا هي الأفضل لدرء أمراض القلب الرئيسية عند الشيخوخة المتأخرة

20 مارس , 2022

ترجم بواسطة:

عائشة السويركي

دقق بواسطة:

زينب محمد

ممارسة التمارين الرياضية لمدة 20 دقيقة يوميًا سواءً المعتدلة أم القوية في الشيخوخة المبكرة (70-75 عام) تًعد الطريقة الأفضل لدرء أمراض القلب الرئيسية عند الشيخوخة المتأخرة (+80 عام) بما في ذلك السكتات القلبية، وفقًا لبحث نشر على الإنترنت في مجلة القلب Heart. كانت النتائج داعمة لمقولة ” أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل”. بالنسبة للتمارين الرياضية، وكلما كان مبكرًا كان أفضل؛ كما خلُصت الافتتاحية.

فوائد الرياضة في الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية

 بحثت بعض الدراسات بحصر فيما إذا كانت ممارسة التمارين الرياضية في عمرٍ كبير تساعد على درء أمراض القلب والسكتة الدماغية في سن الشيخوخة. ولسد هذه الفجوة المعرفية، اعتمد الباحثون على بيانات من  Progetto Veneto Anziani (ProVA)، وهي دراسة أجريت على 3099 إيطاليًا يبلغوا من العمر 65 عامًا فما فوق.

أجريت التقييمات الأولية المتضمنة التاريخ المرضي المفصل، والفحص البدني، والأشعة، ومجموعة من تحاليل الدم بين عامي 1995 و1997 وبعد أربع وسبع سنوات أُجري تقيمين آخرين.

في بداية الدراسة وجدوا أن النساء أكثر قابلية من الرجال للتعايش مع الظروف المرضية ووجدوا أيضًا أن هناك انتشارًا كبيرًا بينهم لأمراض التهاب المفاصل، وهشاشة العظام، وأمراض الكلى المزمنة. بينما وجدوا انتشارًا كبيرًا لأمراض الانسداد الرئوي المزمن ومرض السكري عند الرجال.

أيهما أكثر حبًا للرياضة: الرجال أم النساء؟

قام المشاركون بملء استبيان حول نشاطهم البدني في فترات زمنية محددة، شمل النشاط البدني المعتدل المشي، والبولينج، وصيد الأسماك بينما شملت الأنشطة البدنية القوية التشجير، وتمارين الأندية الرياضية، وركوب الدراجات، والرقص، والسباحة. وأظهرت نتيجة الاستبيان أن الذين يمارسون نشاط بدني لمدة تصل إلى 20 دقيقة وأكثر نشيطون بينما الذين يمارسونه لمدة أقل من ذلك غير نشيطين. وخلُصت النتيجة إلى أن الرجال أكثر ميولًا لممارسة نشاط بدني من النساء. وعُرفت التغيرات في أنماط النشاط البدني كالتالي: مستقرة منخفضة للنمط (غير نشط – غير نشط)، ومرتفعة متناقصة للنمط (نشط – غير نشط)، ومستقرة مرتفعة للنمط (نشط – نشط).

ومن ناحية أخرى، فقد جُمعت البيانات الأساسية المحتملة فيما يخص دخل الأسرة، والتحصيل العلمي، وعدد أفراد الأسرة، والتدخين. وبعد ذلك تمت متابعة صحة جميع المشاركين من خلال الربط بسجلات الخروج من المستشفى وشهادة الوفاة حتى نهاية شهر ديسمبر لعام 2018. واشتمل التحليل النهائي على 2754 مشاركًا من بينهم 1398 من النساء ما يعادل نسبة 60%. وخلال فترة المتابعة أُجري 1037 تشخيصًا جديدًا لأمراض القلب، والسكتات القلبية والدماغية.

وبمرور الوقت، ارتبطت الزيادة في النشاط البدني مع الحفاظ على أسلوب حياة نشط بانخفاض احتمال الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والوفاة لدى كلٍ من الرجال والنساء. ونتيجة لذلك، فكان الانخفاض في احتمالية الإصابة بأمراض القلب التاجية وفشل القلب في الشيخوخة المتأخرة ملحوظ بشكل أكبر من السكتة الدماغية.  شيئًا فشيئًا أصبح لدى معظم المشاركين نمط نشاط بدني (نشط – مستقر) وارتبط هذا النمط بانخفاض ملحوظ بنسبة 52% لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين الرجال مقارنةً بالمشاركين الذين لديهم أنماط (مستقرة – منخفضة).

أهمية النشاط البدني في أواخر العمر

يقول الباحثون من الواضح أن أعظم الفوائد تحدث في سن 70، وتنخفض المخاطر قليلًا في عمر 75، وتتوقف عن الانخفاض بين عمر 80-85. مما يشير إلى أن تحسين النشاط البدني في الشيخوخة المبكرة قد يكون له الأثر الكبير على الصحة.

وقاموا أيضًا بمتابعة منحنى على شكل حرف (J ) لطول التمرين مع انخفاض حاد في أمراض القلب والسكتة القلبية التي تظهر بعد 20 أو 40 دقيقة بعد النشاط البدني المعتدل إلى القوي كل يوم. على الرغم من أن ارتباط الرياضة بانخفاض معدل الإصابة بتلك الأمراض كان أقوى إلا أن الباحثون يؤكدون أن “النساء اللاتي يمارسن نشاطًا بدنيًا أكثر سجلن معدلات إصابة أقل لجميع نتائج القلب والأوعية الدموية تقريبًا، على الرغم من أن احتمال الإصابة بها لم يصل لدلالات إحصائية، ولكن عند النظر في إجمالي الوفيات فكان احتمال الإصابة بها منخفضًا.

في الختام، فإن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة ولذلك لا يمكن إثبات السبب، أقرّ الباحثون أن الدراسة اعتمدت بالأساس على تعبئة المشاركين للاستبيان وأن مستويات النشاط البدني قُيمت بشكل غير موضوعي، وأنه لا تتوفر بيانات عن مستويات النشاط البدني في منتصف العمر، بل كلها كانت عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في أواخر العمر. إلا أن الباحثون انتهوا إلى أن” هذه النتائج تشير إلى أن سياسات الصحة العامة يجب أن تستهدف تعزيز أو بدء النشاط البدني في منتصف العمر وأواخره لما له من تأثير محتمل في الحد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”. وذكروا أيضًا: “يجب التوصية بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة إلى الشديدة بما لا يقل عن 20 دقيقة لتحقيق أكبر فائدة للقلب والأوعية الدموية”.

الحركة دواء

وفي افتتاحية بحثية مرتبطة أوضح الدكتوران إنريكو وجيانفرانكو ( Enrico Fabris and Gianfranco Sinagra) من جامعة تريست Trieste الإيطالية أن التمارين الرياضية تساعد على تحسين تدفق الدم الشرياني وتقلل من التصاق الشرايين المسبب لجلطات الدم. وأشاروا أيضًا إلى أن “الآليات التفصيلية لكيفية تقليل النشاط البدني لأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل لم تزل غير واضحة تمامًا. يمكن تفسير التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية ببساطة بأنها قادرة على إبطاء عملية تصلب الشرايين وأنها تتحكم في ضغط الدم بشكل جيد وبمستوى السكر بالدم والدهنيات”.

ومن جهة أخرى، فالنتائج تشير إلى أن “الحركة دواء في أواخر العمر”. وتوصل الباحثون إلى أن “حتى القدر القليل من التمارين الرياضية له تأثير مفيد لكبار السن، ولكن إذا بدأوا بممارستها بانتظام مبكرًا وليس متأخرًا”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: عائشة السويركي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!