الأحلام المزعجة قد تكون من المؤشرات التحذيرية المبكرة للإصابة بداء باركنسون

الأحلام المزعجة قد تكون من المؤشرات التحذيرية المبكرة للإصابة بداء باركنسون

9 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين محمد علي

دقق بواسطة:

زينب محمد

هل هناك علاقة بين الأحلام المزعجة وداء باركنسون؟

عند ذهابنا للنوم كل ليلة، يخلق دماغنا عالمًا افتراضيًا نُمضي به عدة ساعات، حيث نكون أبطالاً لقصة لم نخلقها بإرادتنا. بعبارة أخرى، نحلُم.

لمعظم الأشخاص تكون الأحلام سعيدة عادةً، وأحيانًا أخرى تظهر بصورة سلبية، وغالبًا ما تكون غريبة، ولكنها نادرًا ما تكون مُخيفة، هذا إذا تذكرناها أساسًا. وعلى الرغم من هذا، فيظهر لحوالي %5 تقريبًا  من الأشخاص أحلامًا مزعجة وتكون محفوظة حفظًا جيدًا وتأتي بصورة أسبوعية أو كل ليلة. (الأحلام المزعجة هي التي توقظك من نومك).

أظهرت الدراسات الحديثة أن الأشخاص المصابين بداء باركنسون تراودهم الأحلام المزعجة والكوابيس على نحو أكثر من الأشخاص غير المصابين بهذا الداء. وتشير الدراسات أنه بين %17  إلى  %78  من المصابين بداء باركنسون تراودهم الأحلام المزعجة أسبوعيًا.

الأحلام المزعجة والتنبؤ بتشخيص داء باركنسون في المستقبل

أظهرت دراسة أُجريت عام 2021 أن الذين شُخِّصوا مؤخرًا بداء باركنسون وتراودهم أحلامًا متكررة مليئة بالمحتوى “العدائي أو الحركي” لديهم تطور أسرع للمرض في السنوات التالية للتشخيص، مقارنةً بالأشخاص المصابين ولا تراودهم هذه الأحلام العدائية. ومن ثَمَّ، فهذه الدراسة إلى جانب دراسات مماثلة  ترجّح بشدة أن أحلام المصابين بداء باركنسون يمكنها أن تتنبأ بالنتائج الصحية المستقبلية.

وهذا ما جعل الدكتور أبيدمي أوتايكو -الباحث بعلوم الأعصاب والمؤلف الرئيسي للدراسة بمركز صحة الدماغ البشري بجامعة برمنجهام في إنجلترا- يتسائل قائلاً: “هل يمكن لأحلام الأشخاص غير المصابين بداء باركنسون أن تتنبأ أيضًا بالنتائج الصحية المستقبلية؟” وجاءت الإجابة في آخر دراسة نُشِرَت له بمجلة “لانست” للطب السريري The Lancet’s eClinicalMedicine journal حيث أظهرت بالفعل أن بإمكانها ذلك. وخاصةً أن الدراسة قد أوضحت أن ظهور الأحلام المزعجة أو الكوابيس عند كبار السن قد تكون مؤشرًا تحذيريًا للإصابة الوشيكة بداء باركنسون.

حللت البيانات الناتجة من دراسة أمريكية كبيرة شملت بيانات على مدار 12 سنة لعدد من الرجال كبار السن الذين يعيشون مستقلين وبلغ عددهم 3818 رجلاً. في مطلع الدراسة استكمل الرجال مجموعة من الاستبيانات، وتضمنت إحداهم سؤالاً عن الأحلام المزعجة.

هؤلاء المشاركون الذين أبلغوا عن ظهور الأحلام المزعجة على الأقل مرة أسبوعيًا تتبعناهم لمدة 7 سنوات تقريبًا وحتى انتهاء الدراسة لنرصد ما إذا كانوا أكثر عرضة للإصابة بداء باركنسون أم لا.

وخلال هذه الفترة شُخِّصَ 91 فردًا بداء باركنسون. فهؤلاء الذين أبلغوا في بداية الدراسة عن مراودة الأحلام المزعجة لهم بشكل متكرر كان لديهم ضِعف الاحتمال لإصابتهم بداء باركنسون أكثر من الآخرين الذين راودتهم الأحلام المزعجة على نحو أقل من أسبوعي.

ومن المثير للاهتمام أن النسبة الأكبر من التشخيص كانت في أول خمس سنوات من الدراسة. ففي أثناء هذه الفترة كان المشاركون أصحاب الأحلام المزعجة المتكررة هم أكثر عرضة لإصابتهم بداء باركنسون بما يزيد عن ثلاثة أضعاف المشاركين الآخرين.

التنبؤ بداء باركنسون قبل سنوات من الإصابة به

أدت هذه النتائج إلى ترجيح الاحتمال أن كبار السن الذين سيشخصهم الطبيب بداء باركنسون قد تبدأ الأحلام المزعجة والكوابيس في مراودتهم قبل ظهور الأعراض المميزة لداء باركنسون بعدة سنوات، وتشمل الرُعاش، والتيبُّس، والتباطؤ في الحركة.

ومما أظهرته الدراسة أيضًا أنه يمكن للأحلام أن تكشف عن معلومات مهمة عن تكوين الدماغ ووظائفه، ومن المحتمل أيضًا أن تثبت أهميتها كهدف لأبحاث علوم الأعصاب.

عوامل الخطر الأخرى للإصابة بداء باركنسون

وبالرغم من هذا، فقد أوضح الدكتور أبيدمي أنه من أصل 368 رجلاً في هذه الدراسة الذين أبلغوا عن الأحلام المزعجة المتكررة أصيب منهم فقط 16 رجلاً بداء باركنسون. ونظرًا لأنه داء نادر الحدوث نسبيًا؛ فمن غير المحتمل أن يصاب به أغلب الأشخاص الذين تراودهم الأحلام المزعجة المتكررة.

ومع ذلك، فأولئك الذين لديهم أحد عوامل الخطر الأخرى لداء باركنسون مثل النعاس الشديد أثناء النهار أو الإمساك، فهنا تظهر أهمية نتائج الدراسة. وإذ ندرك أن الأحلام المزعجة المتكررة والكوابيس (خاصةً التي تظهر فجأة في سن متأخرة) يُحتمل أن تكون مؤشرًا مبكرًا للإصابة بداء باركنسون؛ قد يؤدي إلى التشخيص المبكر للمرض وعلاجه مبكرًا. وقد يتمكن الأطباء -في يوم من الأيام- من التدخل لمنع الإصابة بداء باركنسون من الأساس.

هل يمكن أن نوقف الأحلام المزعجة المصاحبة لداء باركنسون؟

والآن يخطط الفريق البحثي التابع للدكتور أبيدمي لاستخدام تخطيط كهربية الدماغ (تقنية لقياس موجات الدماغ) لدراسة الأسباب البيولوجية لتغير الأحلام عند الأشخاص المصابين بداء باركنسون. وقد يساعدهم ذلك في تحديد العلاجات التي تعمل على توقف الأحلام المزعجة كما تعمل على منع الإصابة بداء باركنسون أو محاولة إبطاءه في الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ياسمين محمد علي

لينكد إن: yasmine-m-aly

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!