مَتى يمكن أن نشعر بالأسى لمساعدة الآخرين؟

مَتى يمكن أن نشعر بالأسى لمساعدة الآخرين؟

9 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

منار مهند

يحدد العلماء منطقة الدماغ المسؤولة عن هذا السلوك.

يُظهَر البحث، الذي نُشر في مجلة Current Biology، أن السلوك الإيثاري المجهد- أي الخيارات التي يتخذها الأشخاص لمساعدة الآخرين- تحدث في جزء مختلف من الدماغ عن الجزء المستخدم في اتخاذ خيارات تتطلب جهدًا جسديًا لمساعدة الذات.

 يمكن أن يُساعد الاستيعاب الدقيق لما يحدث في الدماغ عند اتخاذ هذه القرارات الأطباء السريريين على تطوير مناهج لعلاج السلوكيات السيكوباتية. يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا لفهمٍ أفضل لسبب استعداد الناس لأداء سلوكيات مساعدة مجهدة يوميًا، مثل العمل التطوعي أو إعادة تدوير النفايات لإبطاء الاحتباس الحراري أو التوقف لمُساعدة الغرباء.

 المنطقة المُحددة، تُسمى تلفيف القشرة الحزامية الأمامية (ACCg)، والتي تقع نحو الجزء الأمامي من الدماغ. ومن المعروف أنها تلعب دورًا في السلوك الاجتماعي، ولكن لم تُرتبط مسبقًا ببذل الجهود لمساعدة الآخرين. ومن المثير للاهتمام أن الباحثين وجدوا أن ACCg لا تُنشط حينما يتخذ الأفراد قرارات مُتعبة لا تفيد إلا أنفسهم.

تشير الدكتورة باتريشيا لوكوود، المؤلفة الأولى للورقة: “تبدأ مساعدة الآخرين من إمساك الباب مفتوحًا ليمر الآخرين، إلى التطوع من أجل العمل الخيري، لذا علينا في كثير من الأحيان أن نقرر ما إذا كان يمكننا أن نكلّف أنفسنا عناء بذل الجهود لمساعدة الآخرين”.

إلاَّ أَنْ آليات الدماغ وراء هذه الأفعال ظلت بعيدة المنال، وبتحديد منطقة معينة في الدماغ تُنشَّط حينما يحتاج الناس إلى بذل الجهد، لقد اتخذنا خطوة واقتربنا من فهم ما يدفع بعض الأشخاص، دون غيرهم، إلى اتخاذ قرارات غالبًا ما تتطلب جهدًا جسديًا لمساعدة الناس – حتى عندما لا يعود عليهم ذلك بالنفع مباشرةً.

في هذه الدراسة، عمل الباحثون مع 38 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و35. وطُلب من جميع المشاركين المشاركة في مهمة أتخاذ القرار المُتعب وإكمال استبيان لتقييم مستويات تعاطفهم ذاتيًا. اتخذ المشاركون قرارات أثناء خضوعهم لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وهذا يحدد مناطق مختلفة من الدماغ،  تُنشَّط عندما يتخذ الناس قرارات لأي من “العمل” أو “الراحة” لمساعدة أنفسهم أو شخص آخر. 

إذا اختاروا خيار العمل، يتعين عليهم الضغط على جهاز يقيس قوة قبضتهم. لذا كان عليهم فعل ذلك لفترة طويلة بما فيه الكفاية للوصول إلى العتبة المحددة، والتي يمكنهم رؤيتها في الوقت الفعلي على الشاشة. قيل لهم لكل قرار يتخذوه إذا كانوا سيعملون لأنفسهم، أو لصالح شخص آخر. وحين يقررون بذل جهد، يتوجب عليهم أن يضغطوا بقوة كافية للوصول إلى العتبة المحددة والحصول على المكافأة، التي كانت عبارة عن أرقام مختلفة من النقاط التي حُولت إلى مال، إما لأنفسهم أو للشخص مجهول الهوية الآخر الذي كانوا يلعبون لأجله.

تمكن الباحثون من تحديد الأنماط في الدماغ التي أظهرت مدى الجهد الذي كانوا على استعداد لبذله، وباستخدام تقنية إحصائية جديدة لتحليل البيانات. ووجدوا أن (ACCg) كانت المنطقة الوحيدة في الدماغ التي أظهرت نمط الجهد حينما اتخذ الناس هذه القرارات لمساعدة شخص آخر، ولكنها لم تُنشط إطلاقًا حينما اتخذوا قرارات لبذل الجهود لمكافأة أنفسهم.

ومن المثير للاهتمام أن أولئك الناس الذين قالوا أنهم يتمتعون بدرجة عالية من التعاطف كان لديهم أقوى أنماط الجهد في (ACCg). ووجد الباحثون أيضًا أن أولئك الأشخاص الذين يمثلون الجهد بقوة أكبر في (ACCg) واصلوا أيضًا زيادة قوة القبضة للمساعدة.

ستتمثل الخطوة التالية لفريق البحث التقصي فيما يحدث لسلوك المساعدة المُتعب في الأشخاص الذين عانوا من آفات في تلك المنطقة من الدماغ من خلال السكتة الدماغية أو غيرها من إصابات الدماغ.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منار مهند

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!