التحفيز الدماغي يُحسّن من تعلم المهارات الحركية لدى كبار السن

التحفيز الدماغي يُحسّن من تعلم المهارات الحركية لدى كبار السن

17 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

منار بكر

دقق بواسطة:

حنان صالح

تحفيز الدماغ من الممكن أن يحسن  من تعلم المهارات الجديدة لدى كبار السن، مما يساعد في الحفاظ على جودة الحياة كلما تقدمنا في العمر.

 كل حركة نتحركها في حياتنا اليومية تتكون أساسًا من سلسلة من أفعال أصغر تحدث بترتيب معين، وبالرغم من أننا لا نفكر في هذا الأمر وندركه فقط عندما يتعين علينا تعلم مهارة حركية جديدة مثل: الرياضة، أو آلة موسيقية، أو روتين رقص جديد، أو حتى جهاز إلكتروني جديد مثل: استخدام الهاتف الذكي، أو آلة التحكم في ألعاب الفيديو. وربما ليس غريبًا أن يكون هناك كثير من الأبحاث اُستثمرت في اكتشاف كيفية اكتساب البشر للمهارات الحركية المتسلسلة، مع وجود تطبيق لغالبية هذه الأبحاث على البالغين من الشباب الأصحاء. وتظهر الدراسات التي تشمل الأفراد الأكبر سنًّا أنه كلما تقدمنا في السن، كان الأمر أكثر صعوبة، ويتطلب وقت أطول لتعلم مهارات حركية جديدة، مما يشير إلى انخفاض القدرة على التعلم مرتبطًا بالعمر.

يقول البروفيسور فريدهيلم هاميل. الذي يشغل منصب رئيس ديفي تيك للهندسة العصبية السريرية في جامعة EPFL لعلوم الحياة: “نظرًا لأن التعلم ضروري للتكيف المستمر، والبقاء مندمجًا في الحياة اليومية؛ فإن تحسين هذه الوظائف المعطلة، سيساعد في الحفاظ على جودة الحياة مع تقدمنا في العمر، خاصةً في ضوء الزيادة المستمرة لمتوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم”.

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة ساينس أدفانسس، قد وجد الدكتور هامل وطالبه بابلو ماسيرا إلفيرا أن تحفيز الدماغ عن طريق الجمجمة، يمكن أن يحسّن الضعف المرتبط بالعمر في تعلم مهارات جديدة.

واستخدمت الدراسة طريقة شائعة؛ لتقييم مدى جودة تعلم الشخص لمهارة حركية جديدة، وتسمى هذه الطريقة (مهمة النقر بالإصبع)، وتشمل هذه الطريقة كتابة سلسلة من الأرقام بسرعة وبدقة عالية قدر الإمكان. وهذه الطريقة شائعة في الدراسات؛ لأنها تحاكي الأنشطة التي تتطلب مهارة عالية مثل: العزف على البيانو، أو الكتابة على لوحة المفاتيح، وتوفر مقياسًا موضوعيًا “للتحسين” والذي يعرف بزيادة سرعة الشخص دون فقدان الدقة.

ويشير العلماء إلى هذا على أنه “تحول في المفاضلة بين السرعة والدقة”، ويشكل هذا سمة أساسية من سمات التعلم. وواحدة من الطرق التي يحقق بها الدماغ هذا التحول هي تجميع الإجراءات الفردية الحركية فيما يسمى “القطع الحركية”، فتنشأ هياكل دماغية تلقائيًا، تقلل العبء العقلي للشخص، وفي الوقت نفسه تحسن تنفيذ آلية التسلسل الحركي.

يقول بابلو ماسيرا إلفيرا: “تنشأ القطع الحركية على نحو سليم، عندما يتدرب الشباب على مهمة النقر بالإصبع، ولكن تظهر الدراسات السابقة وجود نقصًا أو قصورًا في القطع الحركية لدى كبار السن”.

يكتسب الأصغر سنًا المهارة الحركية أسرع

عملت الدراسة أولًا على تدريب واختبار مجموعتين من الشباب وكبار السن على تعلم تسلسل جديد لمهمة النقر بالإصبع، وكشفت الدراسة عن وجود اختلافات جوهرية بين المجموعتين، فقد تعلم الشباب مهمة النقر بالإصبع بكفاءة أعلى عن طريق إعطاء الأولوية لتحسين الدقة أثناء جلسة التدريب الأولى والتركيز على تحسين سرعتهم بعد ذلك. أدى ذلك إلى التحول في المفاضلة بين السرعة والدقة؛ مما سمح بظهور القطع الحركية في وقت مبكر.

تقول ماسيرا إلفيرا: “أظهر كبار السن انخفاضًا في التعلم السريع عبر الإنترنت، وغياب التعلم غير المتصل بالإنترنت”. بمعنى آخر، في حين يُظهر الشباب زيادات قوية في الأداء في وقت مبكر من التدريب، ويتحسن هذا الأداء بين ليلةٍ وضحاها، يتحسن كبار السن بخطوات أكثر اعتدالًا، بل وتزداد سوءًا بين ليلة وضحاها. في المقابل، تحسّنت قدرة كبار السن تدريجيًا على مدى فترة التدريب، وولدوا قدرة حركية فعالة فقط بعد تكثيف التمارين.

تحسين التحفيز الدماغي

أُجري بحث مكثف على التقنيات العصبية الجديدة، والتي من الممكن أن تحسن ضعف التعلم عند كبار السن، يقول هامل: “أظهرت الدراسات الحديثة، أنه بالإمكان تعزيز اكتساب المهارات الحركية عن طريق، تطبيق التحفيز الدماغي على القشرة الدماغية الحركية دون تدخل جراحي، مع تحفيز تيار مصعدي مباشر عبر الجمجمة (atDCS)،  ويجذب هذا الاهتمام الأكاديمي والتجاري في السنوات الأخيرة؛ بسبب أنه غير مزعج، ويمكن نقله، وتكاليفه ميسورة.

وفي الدراسة الحالية، طبق الباحثون تحفيز التيار المصعدي المباشر عبر الجمجمة (atDCS) على المشاركين، ووجدوا أنه ساعد كبار السن على تحسين دقتهم تحسينًا قويًا في وقت مبكر من التدريب، وبنمط مشابه للذي يظهر عند الشباب. يقول ماسيرا إلفيرا: “أدى التحفيز إلى تسريع التحول في السرعة والدقة، ومكن من ظهور مبكر للقطع الحركية الفعالة، إذ أن 50% من كبار السن تمكنوا من توليد هذه الهياكل أثناء الجلسة التدريبية الأولى”.

ويضيف: “وتشير الدراسة إلى أن تحفيز الدماغ بالتيار المصعدي المباشر عبر الجمجمة (atDCS) يمكنه على الأقل استعادة اكتساب المهارات الحركية جزئيًا لدى الأشخاص الذين يعانون من تضاؤل آليات التعلم، ويحدث ذلك عن طريق تسهيل تخزين المعلومات المتعلقة بالمهام، وتقليل العبء العقلي بسرعة، والسماح بتحسين آلية التنفيذ للتسلسل”.

يقول هامل: “تزيد هذه الدراسات من الفهم الأفضل للقصور المرتبط بالعمر في اكتساب المهارة الحركية، وتقدم استراتيجية جديدة لإصلاح هذه العيوب إصلاحًا غير جراحيًا”.

“تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة للاستراتيجيات التداخلية المعدلة لمرحلة محددة من التعليم؛ لإصلاح القصور الناتج عن الشيخوخة الطبيعية، أو الاضطرابات العصبية مثل: السكتة الدماغية”.  

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منار بكر عسل

مراجعة وتدقيق: حنان صالح


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!