crossorigin="anonymous">
9 سبتمبر , 2022
تَزداد مخاطر الإصابة بالسرطان أو الخرف، مع تقدم العُمر. تَشترك كلتا الحالتين في عوامل خطر مماثلة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. يعاني العديد من مرضى السرطان من ضعفٍ إدراكي ناتجٍ عن السرطان، وعلاجاته بأعراضٍ مشابهةٍ للخرف.
ولكن هل هذه أوجه التشابه فقط، أم أن تشخيص السرطان يُهَيئ المرضى للإصابة بالخرف؟
تُشير الأدبيات السابقة إلى انخفاض الإصابة بالخرف بعد تشخيص السرطان، والعكس صحيح. ومع ذلك، لا تُوجد دراسات حول الآثار طويلة المدى.
أجرت ماكنزي فاولر، والحاصلة على درجة الدكتوراه، دِراسة بأثر رجعي لتقييم العلاقة طويلة الأمد بين الحالتين، كجزء من أطروحتها في جامعة ألاباما في كلية برمنغهام للصحة العامة. أَظهرت النتائج المنشورة في مجلة مرض الزهايمر أن مرضى الخرف ممن لديهم تاريخًا مرضيًا بالسرطان، أَظهروا إدراكًا أفضل عند تشخيص الخرف، وانتكسوا بشكلٍ أبطأ من مرضى الخرف ممن ليس لديهم تاريخًا مرضيًا بالسرطان.
تقول فاولر، وهي الآن متدربة باحثة لما بعد الدكتوراه في قسم أمراض الدم والأورام في جامعة ألاباما في برمنغهام التابع لمدرسة مارنيكس إي هيرسينك للطب: “تُشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه، حتى على المدى البعيد، يُصاب حوالي 20% فقط من مرضى السرطان بالخرف بعد تشخيصهم بالسرطان، ويبدو أن أولئك الذين يتمتعون بإدرك أفضل عند التشخيص، وبِمرور الوقت من أولئك الذين لم يُشخصوا مسبقاً بالسرطان”، وَتُضِيف إلى ذلك: “هذه العلاقة العكسية بين السرطان والخرف تؤكدها نتائج مُمَاثلة في الأدبيات الطبية، بينما تقدم أيضًا أدلة طويلة الأمد”.
بشكلٍ عامٍ، كان المرضى ممن سبق تشخيصهم بسرطان واحد لديهم درجة أساسية معرفية أعلى، وتدهور معرفي بنحو 1.1، ويبدو أنهم أظهروا تَحسنًا بشكلٍ أبطأ قليلاً من المرضى غير المصابين بالسرطان. ومع ذلك، فإن المرضى ممن سبق تشخيصهم مرتين، أو أكثر بالسرطان شهدوا مستوىً معرفيًا أقل بمقدار 1.5 نقطة تقريبًا من أولئك الذين لم يسبق تشخيصهم بالسرطان.
استعانت فاولر بالبيانات التي تعود إلى عام 2003 من جامعة ألاباما في برمنغهام لتحديد ما إذا كان مرضى الخرف شُخصوا سابقًا بالسرطان أم لا. وقامت بعد ذلك بتقييم المستويات الإدراكية المُسجَلة للمرضى على مدى خمسة أعوام، من 2014 إلى 2020. ويَسمح وجود فئة من المرضى السريريين أيضًا بِمُراقبة التنوع داخل الفئة على مدى فترة طويلة.
وقالت فاولر: “الخطوة التالية هي السؤال عن سبب وجود هذه العلاقة العكسية الشاملة، ولماذا يبدو أن نوعين، أو أكثر من أنواع السرطان قد يُغَيران هذه العلاقة؟”
وأَضافت: “هل يمكن أن يكون ذلك بسبب تسجيل العلامات المبكرة للتدهور الإدراكي مُسبقًا، بسبب تلقي مريض السرطان عنايةً طبيةً متكررة؟
هل هو شيء مدفوع بيولوجيًا بدرجة أكبر؟
وماذا عن العِرق، أو الوضع الاجتماعي، والاقتصادي، أو المحددات الاجتماعية الأخرى للصحة؟
ويَجب طرح العديد من الأسئلة للإجابة عليها من خلال الدراسات المستقبلية”.
تُلاحظ فاولر أن قيود الدراسة الرئيسية تَشمل عدم القدرة على التمييز بين نوع ومراحل كُلٍ من السرطان، أو الخرف، وأن جميع المشاركين في الدراسة كانوا من مستشفى واحد. وتأمل في إضافة هذه المتغيرات إلى الدراسات المستقبلية بعيناتٍ أكبر، وأكثر تنوعًا جُغرافيًا.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: سهى وليد فرسوني
تويتر: @Suhaxx10
مراجعة وتدقيق: د. زينب مرسي زهران
لينكد إن: dr-zeinab-zahran
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً