يمكن أن يكشف فحص العين عن التوحد لدى الأطفال

يمكن أن يكشف فحص العين عن التوحد لدى الأطفال

8 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

منة محمود

دقق بواسطة:

زينب محمد

قياس كيفية تغير حدقات العين استجابةً للضوء هو ما يعرف بمنعكس الحدقة تجاه الضوء، حيث يمكن أن يُستخدم في الكشف عن التوحد لدى الأطفال الصغار، وذلك طبقًا لدراسة أجريت بجامعة ولاية واشنطن.

قالت المؤسِسة الأولى جورجينا لينش إن إثبات مفهوم الدراسة مبني على عمل سابق؛ ليدعم التطور المستمر للتكنولوجيا المحمولة التي يمكن أن توفر طريقة سهلة وسريعة لفحص التوحد عند الأطفال، وهو اضطراب يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ومثل هذه الأداة قد تسمح لموفري الرعاية الصحية أن يكشفوا باكرًا أثناء نمو الأطفال، عندما تكون إجراءات التدخل أكثرة فائدةً لهم.

وتابعت لينش، الأستاذة المساعدة بجامعة ولاية واشنطن كلية إلسون س.فلويد للطب، التي قد عملت مع الأطفال المصابين بالتوحد وذلك أثناء عملها بصفتها اختصاصية النطق واللغة: “نعلم أنه عندما نتدخل باكرًا عند أعمار من 18 إلى 24 شهرًا، سنحصل على نتائج فعّالة طويلة المدى. فالتدخل أثناء هذه الفترة الزمنية الحرجة يُشكل تحديًا لاكتساب الطفل لمهارة التواصل اللفظي من عدمها. حتى الآن، وبعد 20 سنة من المحاولة ما زلنا لم نغير متوسط عمر التشخيص هنا في الولايات المتحدة، والمقدر بأربعة سنوات”.

ونُشر في مجلة العلوم العصبية، أن الدراسة أجرت اختبارًا على 36 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 17 عامًا، الذين قد شُخصوا سابقًا بالتوحد، وذلك مع المجموعة الشاهدة المكونة من 24 طفلًا ناميًا نموذجيًا. ويجري مقدمو الخدمات السريرية اختبارات منعكس الحدقة تجاه الضوء على الأطفال باستخدام جهاز مقياس الحدقة اليدوي أحادي العدسة، الذي يقيس عين واحدة في المرة الواحدة. وجد الباحثون عند تحليل النتائج أن الأطفال المصابين بالتوحد قد أظهروا اختلافات كبيرة في الوقت الذي استغرقته حدقات أعينهم لكي تنقبض استجابةً للضوء، وأيضًا تأخذ حدقاتهم وقتًا أطول كي تعود لحجمها الطبيعي بعد إزالة الضوء.

قالت لينش: “ما فعلناه في هذه الدراسة أننا أوضحنا المتغيرات المهمة التي تؤثر على سرعة الانقباض ورجوعها إلى الحجم الطبيعي، وقد أثبتناه بالتكنولوجيا الأحادية، لأننا علمنا أنه لا يوجد فرقًا واضحًا بين العينين في استجابة الحدقة بحالة التوحد، ويختلف ذلك عن إصابة الرأس أو ارتجاج المخ فرؤية أحجام غير متساوية للحدقة أمر شائع الحدوث”.

وأجرت دراسة سابقة قادتها لينش، اختبارًا على الأطفال داخل المعمل باستخدام قياس الحدقة ثنائي العدسة، الذي يستخدم هيكلًا ثابتًا باهظ الثمن يقيس كلتا العينين في المرة الواحدة. وقد مكنت قلة تكلفة الجهاز أحادي العدسة وسهولة حمله من إجراء الاختبار في البيئات السريرية، يشبه في ذلك أداة الفحص التي تعمل لينش على تطويرها، وقد تُستخدم عندما تصبح متاحة تجاريًا.

وتعمل لينش حاليًا على إجراء الاختبار على نطاق واسع على مجموعة مكونة من 300 طفل أو أكثر، تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 4 أعوام من خلال أكبر عدد من المواقع الإكلينيكية. وسوف تُستخدم بيانات من هذه الدراسة للتصديق على النتائج السابقة وتُدمج مع جهاز الفحص النهائي؛ وذلك لتعطي علامات يمكن أن تستخدم لتحديد ما إذا كان ينبغي إحالة طفل إلى التقييم أم لا. وفي الوقت نفسه، ترتب لينش ملفًا لتقديمه لإدارة الغذاء والدواء من أجل اعتماد جهاز الفحص قبل تسويقه عن طريق أبيتيشر بيوتيكنولوجيس، وهي شركة مستقلة، قد أسستها لتساعد في نقل هذه التكنولوجيا من إطار البحث الأكاديمي للاستخدام على نطاق واسع في عيادات طب الأطفال.

وقد تزايدت رغبة لينش في تعزيز فحص التوحد من وحي التجارب التي عاشتها مع الآباء الذين يناضلون خلال العملية المرهقة لملاحقة التشخيص المنهجي لأطفالهم.

يُشخص واحد من كل 44 طفل في الولايات المتحدة تقريبًا باضطراب طيف التوحد عند عمر الثامنة، وهذا التشخيص إما أن يكون غير دقيق، أو تُهمل حالتهم تمامًا بسبب طبيعة عملية التشخيص غير الموضوعية. وتوفير طريقة فحص فعّالة وسريعة لتعزيز كفاءة الفحص السلوكي، من الممكن أن يساعد في تحسين الدقة والسرعة عند تشخيص الأطفال. وبالنظر إلى منعكس الحدقة تجاه الضوء على أنه مؤشر حيوي محتمل للفحص، فإنه ساعد لينش على التوصل إلى ملاحظاتها ودراساتها السابقة التي كشفت عن عيوب منعكس الحدقة تجاه الضوء للأطفال المصابين بالتوحد.

قالت لينش: “بصفتي طبيبة، فقد لاحظت هذه الحالة في الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، حيث تتسع حدقات أعينهم حتي في وجود الضوء. وهذا الجهاز منظم في الدماغ عن طريق أعصاب قحفية (وهي أعصاب تنشأ مباشرةً من جذع الدماغ)، تؤثر الأعصاب القحفية القريبة في قدرتك على اكتساب النطق واللغة. حيث يختبر منعكس الحدقة تجاه الضوء سلامة ذاك الجهاز، لذلك بدا منطقيًا تجربة إجراء غير جراحي بسيط للغاية لتحديد ما إذا كان هناك فروق بين النمو الطبيعي والتوحد”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة محمود

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!