استراتيجية لقاح (mRNA) كجرعة رذاذ عبر الأنف لمكافحة الإنفلونزا قيد الدراسة

استراتيجية لقاح (mRNA) كجرعة رذاذ عبر الأنف لمكافحة الإنفلونزا قيد الدراسة

18 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

أمير عبد الفتاح

دقق بواسطة:

زينب محمد

أصبحت تقنية لقاح (mRNA) معروفة لدى معظم الناس بسبب جائحة كوفيد-19 التي كانت ذات يوم غامضة ويعكف العلماء حاليًا على استراتيجية لقاح (mRNA) وتتضمن، على الأقل في هذه الدراسة، جرعة أولى  معززة في صورة رذاذ عبر الأنف.

   يُعرف اللقاح باسم لقاح (mRNA) ذاتي التضخيم الذي يستهدف البروتين النووي لفيروس الإنفلونزا، هذا الهيكل في فيروسات الإنفلونزا (أ) هو بروتين متعدد الوظائف معروف بشكل كبير وهو هدف رئيسي في أبحاث اللقاحات ومكافحة الفيروسات لأنه أقل عرضة للتحور مقارنةً ببروتينات السطح الفيروسي.

تهدف الاستراتيجية التي وضعها الباحثون في جامعة مينيسوتا في المقام الأول الذين يعملون مع آخرين في أماكن أخرى من الولايات المتحدة إلى توليد خلايا تائية للذاكرة مقيمة في الرئة يتم الحفاظ عليها في أنسجة الجهاز التنفسي.

يُجرى البحث على نماذج حيوانية حتى الآن، لكن الأمل هو تصنيع لقاح – بطريقة تطعيم مناسبة- للتغلب على أحد أشد الفيروسات فتكًا للبشرية وهو الإنفلونزا.

كل عام في الولايات المتحدة، هناك ما يقدر بنحو 36000 حالة وفاة وملايين حالات الاستشفاء بسبب الأمراض المرتبطة بالإنفلونزا.

على الصعيد العالمي، تقدر منظمة الصحة العالمية 250.000 إلى 500.000 حالة وفاة سنويًا بالإنفلونزا في حالة جوائح الإنفلونزا، تسبب العدوى الفيروسية المزيد من الأضرار الكارثية كما كان الحال في عام 1918 عندما قُدر 500 مليون شخص ما يمثل حوالي ثلث سكان العالم أُصيبوا بالفيروس وتُوفي منهم 50 مليون.

كان الهدف في البحث الذي يتخذ من مينيسوتا مقرًا له هو استراتيجية لقاح إنفلونزا الحمض النووي المرسال الذي يدفع خلايا الذاكرة التائية المقيمة إلى الهبوط  داخل الرئتين والاستعداد في حالة العدوى.

أوضح الدكتور ماركو كونزلي، من مركز علم المناعة في قسم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في جامعة مينيسوتا: “يمكن لخلايا الذاكرة التنفسية المقيمة داخل الجهاز التنفسي التي تنشأ عادةً عن طريق التطعيم المحلي أو العدوى أن تعجل بمكافحة الالتهابات الرئوية التي تتهرب من الأجسام المضادة”.

وأضاف كونزلي: “إن معرفة ما إذا كان لقاح (mRNA) يحفز خلايا الذاكرة التائية الثابتة ( respiratory resident memory) لازالت مجهولة”.

أراد كونزلي بصفته المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في دورية Science Immunology وفريق كبير من العلماء معرفة ما إذا كان بإمكانهم فعل ذلك بالضبط والمساعدة في إنشاء خلايا الذاكرة التائية الثابتة (respiratory resident memory) في رئتي النماذج الحيوانية عبر تقنية لقاح الحمض النووي المرسال.

تضمنت الاستراتيجية الناجحة التي وضعوها للبحث، بداية أولية وتعزيزًا للتطعيم العضلي يليه معززًا ثانويًا داخل الأنف مما يحفز بكفاءة خلايا الذاكرة التائية  (CD4) و(CD8) في أنسجة الرئة. بالإضافة إلى البحث الحالي، تساعد النتائج في تسليط الضوء على تكنولوجيا لقاح الحمض النووي الريبي و يمكن تكييفها لحماية الرئتين من أي عدوى في الجهاز التنفسي، مثل: فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)  أو أي فيروسات معدية أخرى مسببة لأمراض الجهاز التنفسي.

رُغم أن التطعيم العضلي وباقي التطعيمات كانا كافيين لتحفيز خلايا الذاكرة التائية الراسخة في النماذج الحيوانية، فقد وجد الباحثون تعزيزًا إضافيًا داخل الأنف أدى إلى تحفيز كل من خلايا الذاكرة التائية المنتشرة والثابتة في الرئة.

وتابع كونزلي، مشيرًا إلى البروتين النووي: “قمنا بتوليد لقاح (mRNA) ذاتي التضخيم يشفر البروتين النووي لفيروس الإنفلونزا (أ) مغلفًا بجسيمات نانوية معدلة”.

وأكد كونزلي: ” نؤكد أن طرق التحصين في الفئران، سواء كانت عن طريق الحقن العضلي او الوريدي أو داخل الأنف، يعطي حصانة خلوية خاصة بالإنفلونزا المؤثرة”.

لم يترك العلماء أي جهد في أبحاثهم بعد استراتيجية الإدارة متعددة الجوانب، فقد قاموا بفحص وظائف خلايا الذاكرة التائية الثابتة في الجهاز التنفسي في الفئران من خلال داء البارابيوم، بروتوكول جراحي شائع الاستخدام في الدراسات المناعية ينطوي على تجمعات فرعية من الخلايا التائية الثابتة في الجهاز التنفسي.

أظهر التحليل الأوليّ أن خلايا الذاكرة التنفسية الثابتة تتهيأ في أنسجة الرئة لتصبح راسخة على المدى الطويل بعد الجرعة المعززة الأولية عن طريق الحقن العضلي ثم داخل الأنف، مما يزيد من عدد خلايا الذاكرة التائية الثابتة والتي تساعد في إنشاء خلايا تائية (CD4) و(CD8)، التي تدور وتقيم في الرئتين.

سيفتح البحث الجديد بعد نجاح لقاحات الحمض النووي المرسال طرقًا جديدًا لإنتاج لقاحات مشابهة لمقاومة فيروس سارس -كوف 2.

يمضي العلماء قدمًا في الأبحاث حول لقاحات الحمض النووي المرسال لعدد كبير من الاضطرابات الطبية المتنوعة، بما في ذلك مختلف أشكال السرطان، والأمراض النادرة، والعديد من الأمراض المعدية. يؤكد بحث الإنفلونزا الجديد أن تقنية (mRNA) ليست قوية فحسب، بل يمكن اعتبارها سلاح مصمم خصيصًا لمقاومة الإنفلونزا.

اكتشف كونزيل آفاق مثيرة لمكافحة مسببات الأمراض الناشئة، ومسببات الأمراض المتحورة والتي يمكن معالجتها عن طريق التطعيم ذاتي التضخيم، وربما حالات أخرى غير العدوى مثل لقاحات الورم الشخصية.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. أمير عبد الفتاح

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!