أخطار كارثة كاليفورنيا تضاعفت بسبب الاحتباس الحراري العالمي

أخطار كارثة كاليفورنيا تضاعفت بسبب الاحتباس الحراري العالمي

6 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

آية أيمن

دقق بواسطة:

زينب محمد

طبقًا لدراسة أصدرتها جامعة كاليفورنيا حتى يومنا هذا، بينما تصارع كاليفورنيا جفاف قاحط، ضاعف الاحتباس الحراري العالمي من احتمالية أن ظروف الطقس ستطلق العنان لأمطار غزيرة مدمرَة كالفيضان العظيم الذي حدث بعام 8621.

تسببت الأمطار التي حدثت قبل 160 عامًا على مدار شهر متواصل بفيضان كبير، والذي غمر  معظم الولايات وغيّر مجرى نهر لوس أنجلوس، وأعاد منبعه من فنيس إلى لونج بيتش. 

وأفادت الدراسة بأنه إذا هناك احتمالية حدوث عاصفة اليوم سيُشرد ما يزيد عن عشرة ملايين، وستُغلق الطرق السريعة التي تربط بين الولايات لأشهر، وستغرق مناطق تركز السكان بما فيها ستوكتون وفرنسو وأجزاء من لوس أنجلوس، فضلاً عن كارثة تقدر تكلفتها بترليون دولار أكبر من أي خسارة في تاريخ العالم.

صرح دانيال سواين، عالم بالمناخ ومشارك في كتابة الدراسة المنشورة يوم الجمعة في جريدة ساينس ادفانس، ومن المحتمل بشكل كبير بأنها “ستكون أكبر بكثير عن توقعاتنا” عما جاء العلماء لتسميته بسيناريو “العاصفة ايه ار كيه” لعام 1862 

وصرح بأن هناك أمطار أكثر شمولاً وزيادة معدل سقوط الأمطار أكثر على مدار الساعة ورياح أشد”. هذه الورقة هي أقل شيء يصف الآثار المدمرة من ارتفاع درجة حرارة الكوكب حيث يسمح ارتفاع درجة الحرارة للغلاف الجوي بامتصاص وتخزين المزيد والمزيد من الرطوبة. يمكن أن ينتج هذا “التعطش” الجوي إمَا جفاف قاحط ونضوب أو انهمار ماء بصورة ضخمة على شكل نهر جوي. 

استخدمت الدراسة مزيجًا من نمذجة جديدة عالية الدقة للطقس مع نماذج للمناخ لمعرفة أخطار “الفيضان الضخم” التي تزداد مع ارتفاع درجة الحرارة. كما حاكت الدراسة أيضًا كيفية تأثير سلسلة طويلة من العواصف التي تغذيها الأنهار الجوية على أجزاء من كاليفورنيا على المستوى المحلي. كما وجدوا أن بعض المواقع سوف تحصل على أكثر من 100 بوصة من الأمطار.

تجلب الأنهار الجويَة أعمدة طويلة وضيقة من بخار الماء المكثف المحمَل فوق الجبال وينتج عنه أمطار وثلج. 

صرح سواين وعلى قمم 10000 قدم والتي لا تزال بشكلٍ ما تحت درجة التجمد على الرغم من الاحتباس الحراري: “ترى تراكم ثلجي يزيد عن 20 قدمًا، ولكن بمجرد الهبوط إلى مستوى بحيرة تاهو الجنوبية وتنخفض في الارتفاع تجدها تمطر”.

كما خطط كلٌ من سواين ومشاركه في كتابة الدراسة، شاينج هونج بأنه في نهاية هذا القرن ستنتج العواصف من 200% إلى 400% جريان ماء أكثر في جبال سييرا نيفلدا بسبب زيادة هطول الأمطار كأمطار مائية وليست ثلوج.

يمكن لهطول الأمطار المتزايد أن يؤدي إلى الانهيارات الأرضية وتساقطات الحطام خاصةً في المناطق الجبلية والتلّية التي جردتها حرائق الغابات من الغطاء النباتي.

يمكن للتقلبات الفجائية بالمناخ أن يشكل تحديًا في مجموعة كاليفورنيا الضخمة من السدود القديمة والحواجز معرضًا المدن الكبرى للفيضانات.

وأضافت الدراسة أيضًا بأنه من المحتمل حدوث زيادات أخرى في خطر “الفيضان الكبير” مع كل درجة مختلفة من الاحتباس الحراري في هذا القرن.

كما تعرف عاصفة ايه ار كيه أيضًا بالعاصفة الكبيرة الأخرى بعد فشل حدوث زلزال كبير متوقع بقرب سان أندرس.

وعلى عكس الزلزال، سوف تنتج عاصفة ايه ار كيه منطقة كارثية تمتد عبر آلاف الكيلومترات المربعة، معقدةً جهود الاستجابة لحالات الطوارئ ومسببة في تعطيل الاقتصاد وسلسلة الدعم والتي سيصل صداها إلى العالم.

يتعاون الباحثون الآن مع إدارة الموارد المائية بكاليفورنيا لتطوير الخرائط التي تحدد أكثر المناطق التي ستعاني من خطر الفيضانات، واستراتيجيات التأهب للتقليل من الخسائر البشرية المحتملة وخسائر الممتلكات.  

ومع ذلك، من المؤكد ستولد بعض من الاقتراحات الأولية قلقًا بين خطط إدارة مخاطر الفيضان ومشاريع حفظ المياه. 

صرح ألكسندر غيرشونوف، عالم مناخ في معهد سكريبس لعلوم المحيطات في سان دييغو، غير مشارك في الدراسة مفيدًا بإن ستؤدي مراحل الجفاف والفيضانات الأكثر شيوعًا والتي تغذيها الأنهار الجوية-العواصف التي تهب في المحيط الهادي والتي يبلغ عرضها مئات الأميال-إلى تحديات وفرص لمدراء خزانات الساحل الغربي لموازنة التفويضات لتخزين المياه والسيطرة على الفيضانات. 

كما أضاف: “ولهذا السبب، كاليفورنيا ستضطر بشدة إلى الاعتماد على الأنهار الجوية ومياه الفيضانات، والتي يحتمل أن تكون خطرة، لإنتاج موارد مائية في مناخ يزداد حرارة”.

كما أفادت دراسة جامعة كاليفورنيا بأن الاستعداد للفيضانات الهائلة يمكن أن يعني السماح للمياه بالخروج من الخزانات بشكل استباقي، مما يسمح للمياه بغمر السهول الفيضية وتحويل المياه بعيدًا عن المناطق السكنية”.

ولكن، دعا الحاكم جافين نيوسم في وقت سابق من هذا الأسبوع وكالات الدولة للبدء في الاستعداد لمستقبل أكثر حرًا وجفافًا باستراتيجيات متضمنة التوسيع في تخزين المياه وإمكانية إعادة تدوير المياه.

كما صرّح: “ولهذا السبب، تشير البيانات الجديدة أن ولاية كاليفورنيا ستخسر 10%  من إمدادات المياه بحلول عام 2040”.

وصرح سواين: “الاحتفاظ بأكبر قدر من الماء خطوة جيدة، ولكن قد يصطدم بضرورة الاستعداد للفيضانات الكارثية”.

وأضاف: “ركَز الناس في الوقت الراهن على مخاطر حرائق الغابات والأوبئة والزلازل، ولكن مخاطر الفيضانات الكارثية تزداد قليلاً وموجودة بشكل أساسي”.

واختتم حديثه قائلاً: “ستؤذينا مرة أخرى تدريجيًا”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: آية أيمن أحمد واصف

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!