الضغط والتوتر يمكن أن يتسبب في ظهور الشيب، ولكن يمكن أن يسترجع الشعر لونه الطبيعي!

الضغط والتوتر يمكن أن يتسبب في ظهور الشيب، ولكن يمكن أن يسترجع الشعر لونه الطبيعي!

22 نوفمبر , 2021

ترجم بواسطة:

شهد العبيد

تقول الأساطير بأن شعر ماري انطوانيت تحول شيباً في عشية وضحاها قبل تنفيذ حكم الإعدام عليها في سنة 1791. ولكن الأسطورة ليست بتلك الدقة، وهذا لأن الشعرة التي نمت سلفاً من البصيلة لا يمكن أن يتغير لونها .  قدمت دراسة جديدة من باحثين من كلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا أدلة كمية تربط الإجهاد النفسي بـتحول الشعر إلى شيب.

وقد يبدو بديهياً بأن الاجهاد والتوتر يمكن أن يسرّع تحويل الشعر إلى شيب، إلا أن الباحثون تفاجأوا باكتشافهم أنه يمكن للشعر الرمادي أن يستعيد لونه الأصلي بعد أن يتم التخلص من الإجهاد والتوتر. وهذا الاستنتاج يتناقض مع دراسة حديثة والتي تقتضي بأن الشيب الناجم عن الإجهاد في الفئران دائم.

الدراسة التي نشرت في 22 يونيو في مجلة إي لايف، لها أهمية أوسع من تأكيد تكهنات قديمة حول تأثير الإجهاد والتوتر على لون الشعر.

يقول بيكارد: “فهم الآليات التي تسمح للشعر الرمادي “القديم” بالعودة إلى حالته “الشابة” المصطبغة يمكن أن تسفر عن أدلة جديدة حول تطويع الشيخوخة البشرية بشكل عام وكيف تتأثر بالإجهاد.

“تضاف بياناتنا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تثبت أن شيخوخة الإنسان ليست عملية بيولوجية خطية وثابتة، بل قد تتوقف على الأقل جزئياً، أو حتى قد تنعكس مؤقتاً”.

دراسة الشعر كوسيلة للاستقصاء عن الشيخوخة

يقول بيكارد: “كما تحتوي الحلقات في جذع شجرة على معلومات حول عقود ماضية في حياة شجرة، يحتوي شعرنا على معلومات حول تاريخنا البيولوجي. عندما لا يزال الشعر تحت الجلد مثل البصيلات، فإنها تخضع لتأثير هرمونات الإجهاد وأشياء أخرى تحدث في أذهاننا وجسمنا. بمجرد نمو الشعر من فروة الرأس، فإنها تتصلب وتبلور هذه المؤثرات بشكل دائم ومستقر”.

على الرغم من أن الناس يعتقدون منذ فترة طويلة أن الإجهاد النفسي يمكن أن يُسرع تحول الشعر إلى الرمادي، فقد ناقش العلماء الرابط بين الإثنين، وهذا بسبب عدم وجود طرق وأساليب دقيقة يمكن أن تربط أوقات الإجهاد مع تصبغ الشعر على مستوى بصيلة واحدة.

في دراسة تقسيم الشعر لتوثيق تصبغ الشعر، قامت أيليت روزنبرغ، الباحثة في مختبر بيكارد، بتطوير طريقة جديدة لالتقاط صور شديدة التفصيل من شرائح صغيرة من الشعر البشري لتحديد مدى فقدان الصبغة (الشيب) في كل من تلك الشرائح. كل شريحة، حوالي 20/1 من ملليميتر واحد، وهي تمثل ساعة تقريباً من نمو الشعر.

يقول بيكارد:”إذا كنت تستخدم عينيك للنظر إلى الشعر، سيبدو وكأنه نفس اللون في جميع الأنحاء، ما لم يكن هناك تحول كبير. ترى اختلافات صغيرة ودقيقة في اللون تحت ماسح ضوئي عالي الدقة، وهذا هو الذي نقيسه”.

حلل الباحثون تصبغ الشعر في 14 متطوعاً مختلفاً، و قورنت النتائج مع مذكرات الإجهاد التي دونها كل متطوع، حيث طُلب من الأفراد مراجعة مذكراتهم وتقييم مستوى الإجهاد في كل أسبوع. ونتيجة للتجربة، لاحظ الباحثون أن بعض الشعر الرمادي لدى المتطوعين يستعيد لونه الأصلي طبيعياً وبشكل فوري، وهذا لم يتم توثيقه كمياً من قبل، كما يقول بيكارد.

و عندما تمت مطابقة تصبغ الشعر مع مذكرات الإجهاد، اكتشف الباحثون ارتباط ملفت للنظر بين الإجهاد وشيب الشعر، وفي بعض الحالات ، تنعكس عملية الشيب عند انتهاء التوتر ويستعيد الشعر لونه الأصلي.

يقول بيكارد: “أحد المتطوعين في الدراسة ذهب في إجازة، وعادت خمس شعرات على رأس ذلك الشخص إلى لونهن الطبيعي خلال هذه العطلة، متزامنة في الوقت مع أجازته”.

إلقاء اللوم على ارتباط ميتوكوندريا العقل

ولفهم أفضل لكيفية تسبب الإجهاد بتحول لون الشعر إلى الرمادي، قام الباحثون أيضاً بقياس مستويات الآلاف من البروتينات في الشعر وكيف تغيرت مستويات البروتين على طول كل شعرة.

حدثت تغييرات في 300 بروتين عندما تغير لون الشعر، وطور الباحثون نموذجاً رياضياً يشير إلى أن التغيرات الناجمة عن الإجهاد تؤثر في الميتوكوندريا مما يفسر كيف يحول الإجهاد الشعر إلى اللون الرمادي.

يقول بيكارد: “كثيراً ما نسمع أن الميتوكوندريا هي بيت الطاقة في الخلية، ولكن هذا ليس الدور الوحيد الذي تلعبه. الميتوكوندريا هي في الواقع مثل الهوائيات الصغيرة داخل الخلية والتي تستجيب لعدد من الإشارات المختلفة، بما في ذلك الإجهاد النفسي”.

تختلف علاقة الميتوكوندريا بين الإجهاد ولون الشعر عن تلك التي اكتشفت في دراسة حديثة في الفئران، والتي وجدت أن الشيب الناجم عن الإجهاد كان بسبب فقد غير قابل للتعويض  للخلايا الجذعية في بصيلات الشعر.

يقول رالف بوس، أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة ميامي ميلر: “تظهر بياناتنا أن الشيب يمكن عكسه لدى الناس، مما ينطوي على آلية مختلفة. حيث أن التركيب الحيوي لبصيلات الشعر لدى الفئران مختلفة جداً مقارنة بالبشر، ونتائج هذه الدراسة أحد الدلائل التي لا يمكن أن تنطبق نتائج الدراسة على الفئران بشكل كامل على البشر”.

إعادة تصبغ الشعر عملية ممكنة لبعض الناس فقط

الحد من التوتر في حياتك هو هدف جيد، لكنه لن يرجع شعرك بالضرورة إلى لونه الطبيعي.

يقول بيكارد: “استناداً إلى النمذجة الرياضية لدينا، نعتقد أن الشعر يحتاج إلى الوصول إلى الحد الأقصى، قبل أن يتحول إلى اللون الرمادي. في منتصف العمر، عندما يكون الشعر بالقرب من الحد الأقصى بسبب العمر وعوامل أخرى، يساهم الإجهاد في الوصول إلى الحد الأقصى ويتحول إلى لون الشعر إلى الرمادي.

لكننا لا نعتقد أن الحد من التوتر لدى شخص يبلغ من العمر 70 عاماً، كان شعره رمادياً لسنوات سوف يعيد شعره إلى لونه الحقيقي أو الزيادة في الإجهاد في طفل يبلغ من العمر 10 سنوات سيكون كافياً لوصول شعره إلى الحد الأقصى الذي يحفز تحول لون الشعر إلى الرمادي.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: شهد العبيد

مراجعة : د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!