من المحتمل أن تكون شجرة جران ابويلو الموجودة في منتزه اليرسي كوستيرو الوطني هي أقدم شجرة على وجه الأرض وتشير أحد الدراسات إلى أن أقدم شجرة على وجه الأرض قد بقيت واقفة لقرون منذ أن انتصب أول جلمودٍ في الأثر الصخري ستونهنج.

 وفقًا لنموذج حاسوبي جديد، فإن هذه الشجرة العملاقة القديمة من نوع فيتزرويا كوبرسويدس المعروفة بـاسم “جران ابويلو” (أو الجد الأكبر بالأسبانية) والتي خرجت إلى السماء من وادٍ ضيق عميق في جبال أنديز التشيلية قد يبلغ عمرها ما يقارب ٥٤٠٠ سنة. إذا أُكد هذا التاريخ، فستصبح شجرة جران ابويلو أكبر بـمقدار ٦٠٠ سنة من صاحبة الرقم القياسي الحالية لأكبر شجرة على وجه الأرض الشجرة المعروفة باسم “متوشلخ” وهي من نوع شجر الصنوبر الفرعي (بالفوريانى) وتقع في منطقة الحوض العظيم.

لكن عمر الشجرة العملاقة الدقيق لا زال مبهمًا، لأن معرفة عمرها يتطلب تحليلًا لحلقات الشجرة- يعرف هذا المجال بـتأرخة حلقات الشجر، وهو العامل المطلوب لمعرفة عمر الشجرة- ولكن بيانات حلقات الشجرة غير مكتملة بعد. هذه المعلومات حول الشجرة لم تنشر للعلن ولم تنشر لمجلة لاستعراض الأقران.

“أيً كان عمرها، الشجرة في خطر وعلينا حمايتها” هذا ما قاله جوناثان بيركيفيك وهو عالم مناخ وبيئة عالمية في مختبرات علوم المناخ والبيئة في باريس وهو الذي ابتكر النموذج. أخبر بيركيفيك صحيفة لايف ساينس عن الشجرة وقال: “حالتها مزرية بسبب السياح كما أن التغير المناخي قد أثر عليها”.

 قال بيركيفيك بأنهم في البداية اعتقدوا بأن عمر شجرة جران ابويلو الصنوبرية والتي يبلغ ارتفاعها ١٩٦ قدمًا (٦٠ متر) فوق أرض الغابة الضبابية في منتزه اليرسي كوستيرو الوطني في تشيلي، ما يقارب ٣٥٠٠ سنة، و لكن العلماء لم يحللوا عمرها تحليلًا منهجيًا حتى الأن. قال بيركيفيك : “نريد أن نقص قصة الشجرة لنشعر بقيمتها ولحمايتها فحسب”.

 في عام ٢٠٢٠، قام بيركيفيك وزميله البروفيسور في علم التحريج والموارد الطبيعية انتونيو لارا من جامعة اوسترال في تشيلي، باستخدام تقنية غير هدامة لاستخراج لب صغير من الشجرة، يحمل بداخله ٢٤٦٥ سنة قيّمة من حياة الشجرة في ثنايا حلقاتها. ولكن الحفارة لم تصل إلى مركز الشجرة التي يصل طول قطرها ١٣ قدم (٤متر)، لذا العديد من حلقات الشجرة لن تحتسب.

لحساب السنوات المتبقية لنمو الشجرة، ابتكر الفريق نموذجًا رياضيًا يختص بمعرفة معدلات نمو الشجرة المختلفة منذ أن كانت شتلةً صغيرة حتى أصبحت شجرة ناضجة. يضم النموذج أيضًا معدلات العمر التي قد تؤثر عليها التحديات والتقلبات المختلفة التي قد تسببها البيئة أوالمناخ.

قال بيركيفيك بأن الفريق استخدم النموذج بعد ذلك لمحاكاة مسار نمو الشجرة بمعدل ١٠٠٠٠ مرة، أعطت المحاكاة نطاقًا للعمر المتوقع لشجرة جران ابويلو. ووضح بيركيفيك بأن النموذج قد قدر عمر الشجرة بما يقارب ٥٤٠٠ سنة على الأغلب. أقصى عمر للشجرة قد يكون ٦٠٠٠ سنة، بعد المحاكاة كانت نسبة أن يكون عمر الشجرة أكبر من ٥٠٠٠ سنة هو ٨٠٪؜ ، وقال بأن أغلب نتائج محاكاة مسار عمرها المتوقع كانت على الأقل ٤١٠٠ سنة.

 وأوضح بيركيفيك: “حتى ولو كانت الشجرة من النوع الذي ينمو بسرعة بسبب حجمها الكبير، إلّا أن عمرها لن يكون أصغر من ٤١٠٠سنة”. وأضاف: “من أحد العوامل التي تبرهن على أن الشجرة كبيرة في العمر هو قانون حيوي يعرف بقانون عمر النمو المبادل، ويقترح هذا القانون بأنه كلما كان النوع ينمو ببطء فسيعيش لوقت أطول، والشجرة العملاقة تنمو ببطء مبهر- أكثر بطئًا حتى من أنواع الشجر المعمر كشجرة سيكويا العملاقة أو شجرة الصنوبر المعمرة.

ولكن أحد خبراء أعمار الشجر أخبر دورية ساينس، بأنهم كانوا حذرين أثناء استخدام نماذج البيانات لتقدير عمر الشجرة. أخبر إد كوك دورية ساينس في رسالة عبر البريد الإلكتروني : “الطريقة الوحيدة لتحديد عمر الشجرة الحقيقي هي بحساب حلقات الشجرة وهذا يتطلب وجود جميع الحلقات أو ما يشابهها” – إد كوك هو المدير المؤسس لمختبر حلقات الشجر في جامعة كولومبيا في مرصد الأرض دوكتي في نيويورك.

الشجرة معرضة للخطر

 يقول بيركيفيك، بأن الشجرة قد عاشت لآلاف السنين ولكن مستقبلها مجهول. ويقول بأن الشجرة العتيقة محاطة بممر ضيق يضغط على آخر جذور الشجرة الحية والكثير من السياح يأتون كل سنة لرؤية الشجرة وبالتالي يزداد حجم الضرر كلما مشوا على الممر. ويقول، بأن التغير المناخي والجفاف الذي عصف بها لعشر سنوات، قد دمر الشجرة العملاقة الفخمة وهي شجرة أخرى على وشك الموت نمت من فوق الناطحة العملاقة.

لكي لا تصاب شجرة جران ابويلو بضرر أكثر، اقترح بيركيفيك و زملاؤه وضع غطاء شبكي طوله ١٠ أقدام (٣ أمتار) حول الشجرة لمنع الأشخاص من الاقتراب أكثر إليها، وأخبر لايف ساينس بأنهم ينصحون بإبعاد ممر المشي بعيدًا عن جذور الشجرة العتيقة.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة : روان الرفاعي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد