crossorigin="anonymous">
2 سبتمبر , 2022
تتخلل فترة المراهقة الكثير من الضغوطات وأحد هذه الضغوط هو البحث عن المسيرة المهنية المستقبلية، حيث يُنصح المراهقون بالبحث عن اهتماماتهم وتحقيق أهدافهم وإيجاد شغفهم، ولكن ذلك قد لا يكون سهلاً على الجميع، فقد يعرف البعض من الصغر ماذا يريد أن يصبح ويحقق أهدافه، بينما قد لا يعرف البعض الآخر ما هدفه، فمثلاً لنقل إن سالي تعرف منذ الصغر أنها تريد مزاولة مهنة التمريض، فبالتالي هي تعرف أنها يجب أن تذهب للدراسة في الجامعة ومن ثم إلى كلية التمريض بلا أدنى شك،
ولكن ماذا عن كيتي؟ فهي تعرف أنها شغوفة بالفن والتمثيل والمسرح، ولكن كيف تحول شغفها إلى مهنة؟ وهل البحث عن مهنة تحقق شغفها بالفن هو أفضل قرار قد تتخذه؟ وهل يتحقق الرضا الوظيفي من مزاولة مهنة ترضي الشغف فقط؟ هذه أسئلة مهمة تواجه المراهقين يوميًا، وأحيانًا قد يضغط الوالدان والمعلمون والمدرسة أكثر على المراهقين لإيجاد شغفهم، ولعل هنالك أساليب أفضل للتعامل مع هذا الموضوع.
عندما نتحدث عن الشغف، نجد أن الشغف تميز بالمقياس الذهبي الذي يقول: “إن وجدت شغفك، فلن تعمل يومًا في حياتك”، ولكن هذه الجملة تلمح في طياتها أنه إن كنت تجهل شغفك أو لم تجده أو لم تتمكن من دمجه في مسار مهني فإن هنالك مشكلة يجب حلها، ولكن الحقيقة هي أنه ليس من الضروري أن يحظى جميع الناس بشغف قوي تجاه مجال أو اهتمام معين.
ونحن بحاجة شديدة إلى أن نعتبر هذا الأمر طبيعيًا، فمن واقع تجربتي مع المراهقين والشباب الراشدين فإن أكثر موضوع يتحدثون عنه في الجلسات هو حاجتهم لإيجاد شغفهم، حيث تعرض هؤلاء المراهقون إلى التضليل بالاعتقاد أن المهنة هي الشغف، ولكن بعض أنواع الشغف لا يمكن تحويلها إلى مهنة أو قد يكون اختيار الشغف كمهنة هو قرار مهني غير موفق.
وهنا مثال آخر: يمتهن بيلي السباكة وهو محترف بها ويجني مبلغًا وفيرًا من المال ويجد الوقت الكافي ليقضيه مع عائلته وللسفر، كما أنه غير شغوف بهذه المهنة، ولكنها كافية لتحقيق معيشة مرضية له. وهو قادر على الذَّهاب للعمل وإكمال مهامه اليومية ويعيش حياة يتمكن من خلالها من قضاء الوقت في ممارسة هواياته مثل النجارة.
وفي المقابل نانسي شغوفة بإنقاذ الحيوانات وقد ادخرت مبلغًا ماليًا لافتتاح ملجأ للحيوانات، ولكنها تكافح لتغطية نفقات الملجأ، فتضطر إلى العمل أكثر من 60 ساعة في الأسبوع لتغطية نفقات المشروع، كما تكافح لإيجاد وقت كاف لتقضيه مع عائلتها وأصدقائها وعنايتها بذاتها.
هاتان فرضيتان متضادتان، وقد يقع الكثير في مكان ما بين هاتين الفرضيتين، ولكن لعله يوجد الكثير في الحياة ما هو أكثر أهمية من إيجاد الشغف لتحقيق الرضا عن الحياة، فأنا أشجع عملائي على إيجاد مسارهم بدلاً من التركيز على إيجاد الشغف، فالمسار هو وجهة تتضمن المهنة أو العمل والهوايات، والقيم، والمجال الاجتماعي، ويمكن إيجاد المسار عن طريق اتباع القواعد التالية:
قد يؤدي دفع الذات لإيجاد الشغف بطرق عديدة إلى تفاقم مشاعر القلق، والإجهاد، والحيرة. ومزاولة مهنة لا تعبر عن الشغف لا يعني أنها لا توفر حياة مرضية وهادفة، فقد يكون إيجاد مسار لحياتك مرضيًا وأحيانًا قد يكون صحيًا وقد يعطي معنى لحياتك.
ويساعدنا التركيز على جميع الركائز الرئيسية التي تشمل الهوايات، والقيم، والعلاقات الاجتماعية على ضمان خلق توازن للحفاظ على الرضا والسعادة التي يطمح الجميع إلى الوصول إليها، لذا في المرة القادمة التي تجد بها شخصًا محتارًا بشأن إيجاد المهنة التي تناسبه، فلا تحثه على إيجاد شغفه، بل شجعه على إيجاد مساره بدلاً من ذلك.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: غادة ماجد
تويتر: ghadatranslate@
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً